بدأ أهالي منطقة الأهوار في محافظات الناصرية والبصرة وذي قار وميسان بجنوب العراق الرجوع تدربجيا إليها بعد عودة المياه إلى أراضيهم لكنهم يعانون من مصاعب اقتصادية ومعيشية جمة·
وتغمر المياه الاهوار الممتدة على مساحة 3 آلاف كيلومتر مربع تتوزع فيها عشرات القرى بين المسطحات المائية، حيث يسكن الآن نحو 10 آلاف شخص يمتهنون الزراعة وصيد الاسماك وجمع قصب البردي· وكان نحو 500 الف شخص يقطنون المنطقة قبل أن يجففها النظام العراقي السابق في مطلع العقد الماضي، مبرراً ذلك بلجوء عدد كبير من المعارضين والخارجين عن القانون إليها· وذكر مسؤولون محليون أن نحو 20 ألف شخص عادوا إلى ديارهم منذ إطاحة القوات الأميركية بالنظام السابق عام 2003 بعدما غمرت المياه مجددا تلك المساحات لتعود الحياة الى نحو 65% من مسطحاتها المائية، حيث ظهرت نباتات القصب والاسماك والحيوانات والطيور النادرة·
وتوقع أهالي الأهوار تحسناً في مختلف جوانب حياتهم بعد سنوات من التشرد والحرمان لكن آمالهم سرعان ما تبددت· وقال رئيس المجلس البلدي ورئيس ''مجلس إنعاش الأهوار'' بديع خيون ''ان ''الحياة في الأهوار صعبة للغاية ولاشيء يذكر عن الكهرباء والماء، كما تعيش جميع العوائل في منازل سقوفها من البردي الذي لايقي من البرد أو الحر''· وأضاف ''معظم الأهالي عاطلون عن العمل ولا تتوفر لهم فرص عمل أكثر من جمع القصب لبيعه وهذا لايسد رمق اسرهم لاكثر من يوم أو يومين''· وطالب الحكومة العراقية بمساعدة الأهالي وتوفير ما يلزم من متطلبات الحياة الأساسية لهم·
وتنتشر في المنطقة 253 مدرسة سقوف معظمها من القصب، فيما شيدت جدرانها من القصب والطين أو الحجر ومن المتعذر التمييز بينها وبين الأكواخ· وقال مدير المدرسة الابتدائية في قرية ''أبو سوباط'' المؤلفة من 3 صفوف فقط انها تفتقر لكثير من التجهيزات التي يحتاجها الطلاب والاساتذة، فيما قال مدير المدرسة الابتدائية في قرية ''أبو زرك'' إنها تعاني من كثير من الاحتياجات وتفتقر لأجواء التعليم، أما الوصول إليها فهو معضلة أخرى يعاني منها الطلاب والمعلمين·
عدد اليوم
