الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«زُرع بأيدينا» يفتح آفاقاً مهنية «خضراء» أمام المعاقين

«زُرع بأيدينا» يفتح آفاقاً مهنية «خضراء» أمام المعاقين
15 فبراير 2012
يأتي تنظيم معرض “زُرع بأيدينا” للسنة الثانية بهدف تعزيز وتنمية المهارات والقدرات الذاتية والمهنية للطلبة من ذوي الإعاقة، ومنحهم الفرصة لعرض منتجاتهم على المجتمع لإثبات أنهم أشخاص أكفَاء قادرون على الإنتاج والعطاء والإسهام في التنمية الوطنية، وقد تميزت الفعالية بعرض أجمل أنواع النباتات والورود التي تحمل في طياتها معاني الحب والتضامن الإنساني والتعاون المجتمعي مع الأشخاص من ذوي الإعاقة، لتحقيق طموحاتهم وتعزيز مكانتهم في مختلف المجالات الحياتية. عناصر فاعلة عن رسالة المعرض، قال أمجد الطواهية، مسؤول قسم التأهيل المهني والتدريب والتشغيل في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إن “طلبة قسم التأهيل المهني من ذوي الإعاقة يتمتعون بقدرات واسعة في عدة تخصصات، ومشاركتهم في المعرض الزراعي هو بمثابة رسالة للمجتمع ومؤسساته، فنحن نسعى لتحقيق تواصلهم المباشر مع أفراد المجتمع وتنمية مهاراتهم المهنية، ليكونوا عناصر فاعلة في خدمة المجتمع، عبر أخذ مكانتهم الوظيفية والمشاركة في التنمية المجتمعية بكل ثقة”، مشيرا إلى أن المعرض يهدف لترويج المنتجات الزراعية للطلبة المعاقين والعاملين في المشتل الزراعي بالمدينة، كما يسهم في عملية دمجهم وإبراز قدراتهم وكسر الحواجز لديهم بتواصلهم مع المجتمع. وحول نجاح المعرض جماهيرياً، قال الطواهية “لم نكن نتوقع هذا الإقبال الجماهيري الكبير على المعرض، الأمر الذي دفعنا لتمديده ثلاثة أيام ليختتم فعالياته اليوم، تماشياً مع إقبال الجمهور على شراء نتاج الطلبة ذوي الإعاقة، حيث كان هناك إقبال خاص وعلى مدار أسبوع كامل على الأشجار والنباتات المثمرة كشتلات النخيل والجوافة والليمون، بالإضافة إلى نباتات الزينة كشتلات الياسمين وورود الزينة، خاصة أن الأسعار كانت معتدلة جدا”، مؤكدا أن الهدف من المعرض غير ربحي أو تجاري، بقدر ما هو فرصة للتعريف بقدرات الأشخاص المعاقين والترويج لمنتجاتهم، ورفع روحهم المعنوية وثقتهم بأنفسهم، من خلال إتاحة الفرصة لهم كي يتفاعلوا بشكل مباشر مع الجمهور، إضافة إلى مساعدتهم على طرح منتجاتهم في السوق المحلي. أبواب رزق حول إمكانية إفساح الطريق أمام المعاقين للانخراط في السوق المحلية، قال الطواهية “نتيجة لتوجه الدولة في السنوات الأخيرة نحو الزراعة وتنميتها، وجدنا أن هذا التوجه قد يفتح أبواب العمل ويتيح الفرص للشباب المعاقين للعمل في هذا القطاع، وخاصة ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة، الذين يمكنهم العمل في مجال الزراعة، من أجل إبراز قدراتهم على المنافسة”. وأضاف “المعرض دعوة للقطاع الخاص بضرورة عدم إغفال طاقات الشباب من ذوي الإعاقة، كونها شريحة مهمة في المجتمع، حيث يتوجب منحها الفرصة للعمل في سوق العمل المحلي، خاصة وأنها فئة اجتماعية قادرة على العطاء، ومن شأن فتح أبواب العمل أمام المعاقين أن يحقق لهم ذاتهم، ويؤمن لهم العيش الكريم بدلا من يتركوا مهمشين فيتحولون لأفراد مستهلكين وسلبيين أو يكونوا عالة على أسرهم ومجتمعهم”. وعن إشراك الفتيات في معرض “زُرع بأيدينا”، قال الطواهية “رغم أن المعرض كان مخصصا للذكور بحكم طبيعة العمل في مجال الزراعة، إلا أننا فتحنا المجال أمام الطاقات الأنثوية في هذا المجال، فأشركنا الطالبات المعاقات في المعرض، عبر ورش الأشغال اليدوية وتنسيق الزهور، وذلك أمام الجمهور بشكل مباشر”. مهارات جديدة عن أهمية المعرض ومنتجاته، قال الحسين أبوشقير، معلم التربية الخاصة في قسم التأهيل والتدريب والتوظيف بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية “يشهد المعرض الزراعي تقديم نباتات زراعية موسمية، بالإضافة إلى عرض خاص للزهور والورود، كما أبرز المعرض إنتاج الذي تم بأيدي الطلبة من ذوي الإعاقة المتميزين في هذا المجال، في المشتل الزراعي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، باعتبار المعرض الزراعي رسالة إلى المجتمع بكافة أفراده ومؤسساته للاهتمام بالبيئة والطبيعة، فتجاوب الجمهور سيكون له أثر إيجابي كبير على فئة ذوي الإعاقة، في إبراز حقوقهم المهنية وترسيخ الوعي بقدراتهم على المشاركة والعطاء، وتسليط الضوء على إمكاناتهم”. وحول الفئات التي تم إشراكها في المعرض الزراعي، أوضح أبو شقير “تنوعت الفئات ما بين ذوي الإعاقة العقلية البسيطة، وفئة الطلبة الصم، وكان كافة المشاركين في المعرض من طلبة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وتراوحت أعمارهم ما بين الـ16 و22 عاماً، وكانت إعاقاتهم في الأغلب بسيطة، ولذلك كانوا مؤهلين وقادرين على التعلم والتدرب من أجل اكتساب المهارات الزراعية البسيطة والمتوسطة”. إثبات الذات حول أهمية المعرض بالنسبة للمعاقين، قال أبو شقير “من شأن مثل هذا المعرض العملي أن يمكن الطالب المعاق من إثبات وجوده عملياً واجتماعياً، عبر إظهار قدراته على إنجاز بعض الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الأشخاص العاديون، خاصة وأن مهنة الزراعة ليست عملا سهلا، فالنبتة أو الشتلة تمر بمراحل عديدة خلال نموها حتى تخرج أمام المستهلك بشكلها النهائي الجميل، والنبات يحتاج إلى تعبئة وغرس ونقل وتسميد وتقليم وسقاية ورعاية”. وأضاف “زيارة أفراد المجتمع وإقبالهم على مثل هذه المعارض، يعتبر أمرا حاسما في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يأملون مواصلة العمل مستقبلاً في هذا المجال، فمن شأن ذلك أن يشجعهم على المزيد من العمل والإبداع والتفاعل مع مجتمعهم، من خلال عملهم على تسويق وعرض منتجاتهم والترويج لها، بالإضافة إلى وعيهم بالقيمة المادية للنقود والعملات وطريقة تداولها، وصولا إلى تطوير قدراتهم على تقدير أسعار النباتات والشتلات، كل نبتة على حدة من حيث نوعها وحجمها، مما يؤهلهم مستقبلا للانخراط بشكل فاعل في مجال الزراعة في السوق المحلية”. تواصل وسعادة حول مشاركته، قال يحيى فضل الله، أحد الطلبة من ذوي الإعاقة المشاركين في المعرض “سعدت بمشاركتي في المعرض، حيث اكتسبت مهارات وخبرات جديدة، خاصة على صعيد أسماء الشتلات والنباتات ومعرفة كيفية تقييم أسعارها حسب الحجم والنوع، كما كانت فرصة لتكوين صداقات تبادلنا من خلالها الخبرات والاهتمامات”. من جهته، قال الطالب حسين شحاتة “أحببت المشاركة في المعرض كثيرا، لأنني أعشق اللون الأخضر النابض بالحياة، فأنا أحب التواجد في المناطق الخضراء والهواء الطلق، ولهذا كنت سعيداً بتواجدي ومشاركتي في المعرض الزراعي، حيث مكنني ذلك من استغلال طاقاتي الكامنة لدي، وقد أحببت تجربة تواصلي مع الناس والجمهور بشكل مباشر في المعرض”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©