الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا مكان لمسلم في وزارة أميركية!

27 نوفمبر 2007 22:29
''ميت رومني'' رجل يجيد إلقاء النكات، وقد أسعدني الحظ حقا بسماع بعضها هذا الشهر -خلال مناسبة لجمع الأموال اللازمة لحملته الانتخابية في لاس فيجاس- وقد أثارت نكات ''رومني'' موجة عارمة من الضحك بين جمهور الحاضرين، وذلك قبل أن ينتقل لمناقشة أجندة السياستين الداخلية والخارجية· كان ما قاله ''رومني'' بشأن تلك الأجندة يبدو صحيحا من حيث الجوهر -وذلك قبل أن يقدم إجابة اتسمت بقدر كبير من النفاق عن سؤال توجهت به إليه عن موقف رئيسي من مواقفه في مجال السياسة الخارجية- وهي إجابة تعبر عن موقف يجب أن يجعل أي أميركي يفكر في التصويت لصالحه، يعيد النظر في نيته هذه· عندما سألت السيد ''رومني'' عما إذا كان من الممكن بالنسبة له أن ينظر في مسألة تعيين أميركي مسلم في إدارته، إذا ما قدر له وفاز في الانتخابات الرئاسية، كي يقدم له النصح والمشورة بشأن المسائل الأمنية خصوصا على ضوء رؤيته الخاصة بأن ''الجهادية الإسلامية'' هي التهديد الرئيسي الذي يواجه الأمن القومي الأميركي اليوم، كان رده كما يلي: ''إذا ما أخذنا في الاعتبار نسبة المسلمين إلى إجمالي عدد السكان في أميركا، فإنني لا أستطيع أن أقول أن إعطاء مسلم منصبا وزاريا سيكون عملا مبررا؛ ولكن لا مانع عندي بالطبع أن يخدم بعض المسلمين في المستويات الأدنى من الإدارة''· و''رومني'' الذي يعتنق المرمونية وهو ما جعله هدفا لمناقشات محتدمة في مؤتمرات الحزب الجمهوري، والذي يريد من أميركا أن تغض الطرف عن معتقداته الدينية، وتنظر إليه على أساس ما يتوافر فيه من مزايا، لا يجد غضاضة في استبعاد المسلمين بسبب دينهم، متحججا في ذلك بأنهم مجرد أقلية، وليس من المبرر تعيين واحد منهم في الوظائف العليا المتعلقة بصنع السياسة، على الرغم من أن اعتناقهم لهذا الدين تحديدا هو الذي يجعلهم مؤهلين أكثر من غيرهم للتعامل مع الأميركيين من أصل عربي ومع الجاليات الإسلامية فيها، بما يساعد على تجنب التهديد الذي يقول هو نفسه أنه يمثل أخطر تهديد للأمن القومي الأميركي· إنني مواطن أميركي المولد مسلم الديانة استفدت من كل ما تقدمه المنظومة الأميركية من عدالة ومساواة وفرص، بيد أنني في نفس الوقت أشعر بالاعتزاز الشديد بتراثي ومعتقداتي الإسلامية التي دفعتني للعمل جاهدا من أجل رفع صوت المسلمين المضطهدين في كل مكان· كما أنني ساهمت أيضا في مناقشة عرض حكومة السودان لمقاومة الإرهاب الذي قدمته للإدارة الأميركية أيام كلينتون، كما ساعدت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في كشمير، وأحطت مستشار الأمن القومي الأميركي علما في بدايات عام 2001 بالدور الذي تلعبه الاستخبارات العسكرية الباكستانية، وبعض الإسلاميين في بيع أسرار التقنيات النووية من خلال شبكة عبد القدير خان الذي تم القبض عليه فيما بعد· إن غرضي من عرض تلك الجهود التي قمت بها في المساهمة في تحقيق المصالح القومية الأميركية، هو أن أبين أن الأميركيين الذين يعتنقون الدين الإسلامي، حتى عندما لا يكون لهم دور رسمي في الحكومة، هم مواطنون مخلصون في مساعدة وطنهم في الدفاع عن مصالحه· وطالما أنني وغيري قد قمنا- ونقوم بذلك- فما الذي يدعو لاستبعادنا من تولي مناصب في مستويات المسؤولية العليا كما يرغب السيد ''رومني''؟! ربما يريد السيد ''رومني'' بذلك أن يخلق لنفسه المجال الذي يمكنه من الاعتماد على هؤلاء الذين يعرفون ''المرمونية'' تمام المعرفة كي يشرحوها لهؤلاء الذين لا يعرفونها· اعتقد أن الوقت قد حان بالنسبة له كي يعيد النظر في آرائه عن هؤلاء الذين يجب أن يساعدوا أميركا، في التوصل إلى السياسات الصائبة اللازمة لمواجهة العبء الذي أصبح التطرف الإسلامي يشكله على الحضارة بأسرها· وعليه، وعلى باقي المرشحين لخوض السباق الرئاسي أيضا، أن يبدأوا في البحث عن المسلمين الأميركيين، والأميركيين العرب الذين يمكن لهم أن يخدموا في مستويات صنع القرار في الإدارة· أما إذا ما فعل عكس ذلك، فإنه يخاطر بترويج السياسات التي جعلت من أميركا هدفا في نظر الإرهابيين الذين يسعون إلى إسقاطها· منصور إعجاز محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©