الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استراليا··· علاقات ندية خارجياً وودية داخلياً

استراليا··· علاقات ندية خارجياً وودية داخلياً
27 نوفمبر 2007 22:28
''اليــــوم تتطلـــع أستراليــا إلى المستقبـــل··· اليــوم قــرر الشعـــب الأسترالي أن الأوان قد حان كي نتقدم إلى الأمام كأمـــة''، بهـــذه الكلمــات بدأ زعيـــمُ حزب العمــل والدبلوماسي السابق ''كيفن رود'' كلماته الأولى في احتفاله بفوز الائتلاف الذي يقوده حزبـــه (الحزب الليبرالي) بالأغلبيـــة في البرلمـــان، بعـــد أن تكبـــد رئيس الوزراء الأسترالي ''جون هاورد''، الذي يعد من أقرب حلفاء الرئيس الأميركي ''جورج بوش'' في آسيــــا، هزيمـــة قاسيـــة على يد الناخبين اللذين قررا خياراتهما السبت الماضي· وتأتي هزيمة هاورد، الذي قضى 11 عاما في السلطة، بعد هزيمة مماثلة لرئيس الوزراء الإسباني ''خوسي ماريا أثنار''، الذي دعم غزو الولايات المتحدة للعراق أيضا، والانتكاسات السياسية التي مني بها ''توني بلير'' الذي تنحى عن رئاسة الوزراء في بريطانيا في يونيو· وقد استسلم ''هاورد'' بعد ساعتين تقريبا من إغلاق آخر مكاتب الاقتراع غرب البلاد حيث قال لجمع من أنصاره: ''قبل لحظات اتصلت ''بكيفن رود'' وهنأته وحزب العمل الأسترالي على الانتصار''، مضيفا ''سأغادر رئاسة الوزراء وبلدنا أكثر فخــرا وقــوة ورخـــاء من أي وقــت مضى''· قد يكون ''هاورد'' قد عانى إذلال فقدان مقعده في البرلمان -عن دائرة انتخابية في الساحل الشمالي لسيدني- والذي حافظ عليه طيلة 33 عاما، أمام مذيع تلفزيوني سابق وسياسي مبتدئ، ليكون بذلك أول رئيس وزراء أسترالي يفقد مقعده أثناء وجوده في السلطة منذ عام ·1929 وقد كانت الحملة الانتخابية قوية ومحتدمة؛ فقد تقدم ''رود'' البالغ من العمر 50 عاما، إلى الانتخابات ببرنامج يقوم على قيادة جديدة تتناول بواعث القلق بخصوص البيئة والصحة والتعليم؛ وأعلن أن أول قراراته كرئيس للوزراء ستشمل الدفع باتجاه المصادقة على اتفاقية ''كيوتو'' لتقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتفاوض بشأن سحب الجنود الأستراليين الخمسمائة من العراق· بيد أن المحللين يرون أن تغير القيادة من غير المرجح أن يجلب سياسة خارجية جديدة تماما، وإن كانوا يتوقعون تغيرا في التركيز في العلاقات مع الولايات المتحدة، التي تعد أقرب حليف لأستراليا· وفي هذا السياق، يقول ''مايكل فوليلوف'' من ''معهد لاوي للسياسة الدولية'' في سيدني: ''إن أستراليا ستظل حليفا مقربا للولايات المتحدة، ورود ملتزم بهذا التحالف''، مضيفا ''في حال انتخاب حكومة ''ديمقراطية'' العام المقبل (في الولايات المتحدة)، فإنهم سيصبحون أكثر قربا إلى حد ما''· ومعلوم أن لـ''هوارد'' علاقةً شخصية قويــة مع بوش تقــــوم على فلسفـــة محافظة اجتماعيـــا مماثلة وموقفا مشتركا من الإرهاب· وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأستراليــة أنـــه بالرغم من أن الأستراليين مازالوا من المؤيدين بقوة لما يسمى بـ''تحالف أنزوس'' -الاتفاقية الأمنية التي تجمع أستراليا ونيوزيلاندا والولايات المتحدة- إلا أنهـــم لا ينظـــرون إلى بوش نظرة إيجابية ولا يؤيدون حرب العراق· بالرغم من حملة الائتلاف الحاكم، إلا أنه لم يكن ثمة فرق كبير بين الأحزاب السياسية بخصوص السياسة الاقتصادية، ليتركز الاختلاف في شخصيات الزعماء· وكان ''هاورد'' يتنافس على ولاية خامسة، غير أن العديد من الناخبين أعربوا عن استعدادهم للتغيير· وفي هذا الإطار، يقول جورج ''فارفاريسوس''، 52 عاما، الذي صوت في شرق سيدني صباح السبت: ''هاورد بعيد عن الناس''، مضيفا ''إنه التعجرف الذي يخلقه البقاء في السلطة لفترة طويلة جدا -إنه لم يكن يسمع''· وإذا كان أقوى تحالف عسكري وسياسي لأستراليا مع دولة أجنبية هو ذاك الذي يربطها بواشنطن، فإن وقود اقتصادها يأتي من الصين· وفي هذا الصدد، يرى فوليلوف أن قدرة ''رود'' على إدارة العلاقة بين كانبيرا وواشنطن وبكين ستكـــون بالغــة الأهمية· ومعروف عن ''رود'' -الذي يعد أصغر سنا من هاورد بـ18 عاما- بأنه سياسي يُعمل العقل، وهي صورة تتباين مع صورة الزعيم الليبرالي الذي ينظر إليه الكثيرون باعتباره حيوانا سياسيا صلبا وشرسا· وتقول ''مارسيل فريمان'' إحدى من صوتوا لـ''رود'' في شرق سيدني يوم السبت: إنه يبدو شخصيا أكثر، إنسانا يمكن الاقتراب منه· إنه لا يبدو متعجرفا -حتى الآن- وأكن له الاحترام''· وكان رود دبلوماسيا في بكين؛ وهو يتحدث اللغة الصينية· فقد أبهر الكثيرين بخطاب ألقاه بطلاقة أمام الرئس الصيني ''هو جينتاو'' عندما زار أستراليا في سبتمبر الماضي· غير أن ''فوليلوف'' يرى أن تجربة رود تجاه الصين من غير المرجح أن تحدث فرقا كبيرا على علاقة أستراليا مع الولايات المتحدة إذ يقول: ''لا أتفــق مع أولئك الذين يرون أنه سيكون ثمة تغير كبير في العلاقة لصالح بكين لأن ''كيفن رود'' يتحدث الصينية''· تيم جونستون مراسل نيويورك تايمز في سيدني ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©