الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجاح أنابوليس ··· طريق لاستقرار الشرق الأوسط

نجاح أنابوليس ··· طريق لاستقرار الشرق الأوسط
27 نوفمبر 2007 22:27
''لن يتبنى موقفا أكثر فعالية في محادثات السلام''، هذا ما قاله مستشار ''بوش'' لشؤون الأمن القومي حول مشاركة الرئيس الأميركي في محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين -التي بدأت بالأمس في ''أنابوليس- ماريلاند''- على الرغم من أن العديد من المراقبين، يرون أن الولايات المتحدة يجب أن تضاعف درجة انغماسها المباشر في تلك المحادثات، حتى تضمن لها النجاح· وعشية هذا المؤتمر الذي يدشن لأول محادثات سلام تعقد بين الجانبين العربي والإسرائيلي منذ 7 سنوات، قال ''ستيفن هادلي'' إن بوش يعتقد أن دور واشنطن، يجب أن ينحصر في تشجيع ومساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين معا، ولا يميل إلى هذا الجانب أو ذاك، بهدف تسهيل تمرير تسوية؛ كما قال في مؤتمر صحفي: ''لقد بين لنا التاريخ مرارا وتكرارا أن الجهود الرامية، لتسهيل تمرير التسويات، كانت عادة ما يكون مآلها الإخفاق'' وأضاف:'' لقد كنا نقول دائما- كان الرئيس في الحقيقة هو الذي يقول- إن الأطراف ذاتها هي التي يجب أن تتوصل للســـلام، بدلا من أن يساعدهــا الآخرون على التوصل إليه'' ومن المرجح أن يؤدي موقف الرئيس بوش إلى طمأنة رئيس الوزراء الإسرائيلي ''إيهود أولمرت'' الضعيف سياسيا داخل بلاده، والخائف من أن يؤدي إقدامه على تقديم تنازلات صعبة إلى إسقاط حكومته· بيد أن المؤكد أيضا هو أن هذا الموقف سوف يصيب الوفد الفلسطيني الذي يرأسه ''محمود عباس'' بالإحباط، خصوصا وأن الأخير كان يراهن على الضغط الأميركي، ويعتقد أنه سيكون قادرا على إجبار إسرائيل على تقديم تنازلات· كما من المرجح أن يؤدي الموقف الأميركي إلى استياء العديد من الحكومات العربية والأوروبية، التي ستحضر المؤتمر، والتي كانت تحث الأميركيين دوما على لعب دور أكثر فعالية· ويعرب الكثير من الدبلوماسيين العرب والأجانب عن اعتقادهم بأن وزيرة الخارجية الأميركية ''كوندوليزا رايس''، تريد أن تحقق تقدما نحو السلام في الشرق الأوسط،، إلا أنهم يعربون عن تخوفهم من أن يكون الرئيس ''بوش'' لا يشاركها أفكارها في هذا الشأن أو أنه يعمل على الحد من الدور الذي تلعبه· خلال الجزء الأكبر من ولايتيّ ''بوش''، كان الرئيس الأميركي حريصا على تقييد الدور الذي تلعبه بلاده في صراع الشرق الأوسط،، لإيمانه بأن أي جهد تبذله في هذا الشأن، سيفشل كما سبق وأن فشلت الجهود التي بذلها كلينتون وآخرون من أجل إيجاد حل له؛ ولكن الذي حدث أنه مع اقتراب ولايته الثانية من نهايتها، ومع احتمالات النجاح الدبلوماسي التي توفرها جولة المباحثات الجديدة، بدأ الكثير من المراقبين يتساءلون عما إذا ما كان ''بوش'' سيعمل على تعديل موقفه من ملف الصراع العربي الإسرائيلي أم لا، لدرجة أن هذا السؤال غدا مصدرا من المصادر الرئيسية للإثارة والتشويق، في الفترة التي سبقت انعقاد المؤتمر مباشرة· ولكن إجابة ''هادلي'' القطعية النافية التي قدمها في المؤتمر الصحفي الذي عقده عشية المؤتمر، وضعت حدا لكافة التساؤلات المتعلقة بهذا الموضوع، وخصوصا وأنه أوضح بشكل جلي أن الولايات المتحدة وإن كانت ستعمل على تقديم أي مساعدة قد يطلبها الطرفان، إلا أنها لن تدفع باتجاه الحصول على نتيجة محددة، كما أنها لن تحاول أن تشن ضغطا على الطرفين من خلال تحديد تاريخ نهائي للمفاوضات· وأكد ''هادلي'' على أن ''رؤية الرئيس بوش كانت تقوم دائما على عدم فرض أي حلول على الأطراف، وأن هذا هو الذي سيجعله حريصا على عدم تحديد جدول زمني وفرضه على الأطراف المعنية''؛ أما رايس فإنها عندما سئُلت الأربعاء الماضي عما إذا ما كان المؤتمر يمثل التزاما جديدا من قبل إدارة ''بوش''، أجابت بالقول إن الرئيس يؤيد وبقوة أي جهد جديد للتوصل إلى تسوية سلمية· ما يمكن فهمه من خلال استقراء هذه التصريحات، أن هناك فجوة بين آراء ''بوش''، وبين آراء كبار مسؤوليه، على الرغم من أن هؤلاء المسؤولين قد جاهدوا لسنوات كي يؤكدوا عدم وجود مثل هذه الفجوة في الرؤى· ويشار إلى أن الغرض من مؤتمر السلام الحالي الذي تحضره 50 دولة ومنظمة دولية، هو منح نوع من المباركة الدولية للمفاوضات التي تتم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بيد أن المشكلة في هذا السياق هي أن موقف كل من الحكومة الإسرائيلية والفلسطينية ضعيف من الناحية السياسية، كما أن هناك مخاوف من الانهيار السريع للمفاوضات بينهما، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى إطلاق دورة جديدة من العنف في المنطقة· ويشار إلى أن التحول في رؤى كبار أعضاء الحكومة الأميركية بشأن ملف الصراع العربي الإسرائيلي، والذي لاحظه الكثيرون هذا العام، يرجع إلى اعتقاد هؤلاء الأعضاء أن وضع حل لهذا الصراع، قد يساعد من نواح عديدة على تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة التي تزداد عداءً لأميركا· وانطلاقا من هذا الاعتقاد توصل هؤلاء المسؤولون إلى فكرة أنه يمكن استخدام آلية لمحادثات سلام مثل تلك التي ستتم في إطار مؤتمر ''أنابوليس'' كطريقة لحشد الدعم العربي، وذلك في إطار محاولاتها الرامية لعزل إيران، والمساعدة على استقرار العراق بعد سنوات من العنف الذي تلا غزوها لهذا البلد عام ·2003 كما أنهم يعتقدون أيضا أن تحقيق تقدم في هذا الملف، سوف يكون عونا للرئيس الفلسطيني ''محمود عباس''، في صراعه ضد جماعة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وتتحالف مع إيران· بول ريتشر محرر بالخدمة الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©