شباب ضواحي العنف يهاجم مراكز للشرطة في باريس

أشعل مقتل فتيين في حادث تصادم مع سيارة شرطة، أربعا من ضواحي باريس التي أفاقت على إضرام النيران في مبان واشتباك عشرات من الشبان مع الشرطة، مسفرة عن إصابة ما لايقل عن 21 شرطيا· وفيما دعا رئيس إحدى بلديات الضواحي المضطرمة للهدوء، قتلت طالبة طعنا بسكين في أحد قطارات المنطقة الباريسية أمس الأول· وذكرت الشرطة الفرنسية ان 21 شرطيا او عناصر في فرق الإطفاء جرحوا واعتقل سبعة اشخاص مساء أمس الأول خلال اعمال عنف تلت موت فتيين في اصطدام دراجتهما النارية بسيارة للشرطة في ضاحية (فيلييه لو بيل) شمال باريس، وأدى مقتل الفتيين اللذين يبلغان من العمر 15 و16 عاما الى اعمال عنف· وقالت الشرطة إن المواجهات استمرت حوالى ست ساعات بعد الحادثة، لم يلبث أن عاد الهدوء بعدها الى هذه البلدة والمناطق المجاورة من بينها جونيس وارنوفيل وسارسيل· وبينما أبقيت الدراجة الصغيرة للفتيين وسيارة الشرطة في مكانهما حتى لا يتضرر أي دليل مادي، كان غاضبون قدر عددهم بين 50 و100 شابا، يحرقون مقر الشرطة في (فيلييه لو بيل)، كما هاجموا مركز شرطة ارنوفيل واحرقوا مرآبين للسيارات في المنطقة ومحطة للوقود ومحليين تجاريين في جونيس· واصيبت محطة القطارات في ارنوفيل التي اغلقت في إطار إجراءات وقائية، باضرار وكذلك المحلات في شارع تجاري· وفي حصيلة مؤقتة للخسائر، قالت الشرطة ان 21 آلية على الاقل احرقت، وفي الوقت نفسه تدفقت تعزيزات من فرق الاطفاء وشرطة باريس ووحدات مكافحة الاجرام في المناطق المجاورة، الى الضاحية· وقالت الشرطة ان سيارتها التي تعرضت للحادث كانت تقوم ''بدورية في الضاحية وتسير بسرعة نظامية بدون اضواء على سطحها''، واضافت انها ''اصطدمت عند عبورها مفترق طرق، بالدراجة النارية من طرفها اليساري، مما ادى الى مقتل الشابين على الفور''· وذكر عدد من الشهود العيان ان الشابين كانا على متن دراجة نارية صغيرة بدون ان يضعا خوذتيهما، بينما اشارت صحفية من وكالة فرانس برس إلى وجود آثار صدمة عنيفة في مقدمة سيارة الشرطة· وأكد أحد سكان المنطقة بعيد اندلاع أعمال العنف ان ''الشبان قاموا بإحراق سيارات في كل مكان تقريبا ولا أحد يستطيع دخول الحي''· من جهة أخرى، قتلت طالبة في الثالثة والعشرين من عمرها طعنا بسكين في نفس اليوم في احدى قطارات المنطقة الباريسية على ما افاد مصدر قضائي· وعثر مسافران على الشابة عند صعودهما الى القطار في محطة كراي شمال باريس في قطار ''آر أو آر'' (شبكة قطارات الضواحي) كان اتيا من باريس، وكانت مصابة بجروح خطرة جراء عدة طعنات سكين، فضلا عن آثار كدمات على الوجه، وتوفيت بعد وصول فرق الاغاثة وفقا للنيابة العامة في سانليس· واوضح مصدر مطلع على التحقيق أن رجلا كان يسافر في القطار ذاته وجد مصابا قبل محطات عدة من كراي ويشتبه في انه المعتدي على الشابة، مشيرا إلى أن المصاب صاحب سوابق بسبب اعتداء جنسي ارتكبه قبل حوالى 10 سنوات· في غضون ذلك، دعا رئيس بلدية (فييه لو بل) للهدوء بعد المصادمات التي دارت في ضاحيته، والتي أعادت إلى الاذهان اعمال شغب عام 2005 في الضواحي الباريسية حين اضرمت النيران في آلاف السيارات إثر مقتل شابين صعقا بالكهرباء·