بوش يؤكد التزامه الشخصي بإقامة دولة فلسطينية

أعلنت إسرائيل أمس، أن تقدما مهما أحرز في صياغة وثيقة مشتركة مع الفلسطينيين تضع إطارا لحل الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني قبل انعقاد مؤتمر انابوليس للسلام اليوم بمشاركة 40 دولة ومنظمة ، بينها 16 دولة عربية· وصرح مارك ريجيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان ''فريقي المفاوضات أحرزا تقدما مهما باتجاه التوصل الى وثيقة مشتركة'' وجاءت تصريحاته عقب إعلان الفلسطينيين ان الوثيقة ستنشر في وقت لاحق ، بينما قال المفاوض الفلسطييني ياسر عبد ربه ان المفاوضات حول الوضع النهائي ستبدأ غدا الاربعاء في حضور الرئيس محمود عباس· وفي حال عدم التوصل إلى وثيقة مشتركة ، سيقرأ كل طرف إعلانه الخاص وفق متحدث فلسطيني· وأكد الرئيس الاميركي جورج بوش مجددا ''التزامه الشخصي'' في سبيل العمل من اجل إقامة دولة فلسطينية تتعايش سلميا مع اسرائيل لكن دون ان يحدد إلى أي درجة سيتدخل من اجل وقف هذا الصراع الذي يعود الى ستة عقود، عندما استولى اليهود على الجزء الاكبر من فلسطين وأعلنوا ''دولة اسرائيل''· ويقول منتقدو الرئيس الاميركي انه أهمل الصراع العربي - الاسرائيلي على مدى ولايتين معطيا الأولوية للعراق ويشككون في قدرته أو رغبته في التدخل أكثر في الاشهر الـ14 المتبقية له في البيت الابيض لوضع حد لهذا النزاع· وشدد بوش على انه سيلقي بكل ثقله في عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية التي يفترض ان تطلق بعد مؤتمر انابوليس · وعبر الرئيس الاميركي عن ''التزامه الشخصي'' العمل لإقامة ''دولتين ديموقراطيتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا الى جنب بسلام وأمن'' بحسب بيان نشره البيت الابيض· وأضاف بوش ان ''الاسرائيليين والفلسطينيين ينتظرون منذ فترة طويلة ان تصبح هذه الرؤية حقيقة''، داعيا المشاركين في مؤتمر انابوليس إلى ''مضاعفة جهودهم لكي يصبح هذا الحلم حقيقة''· واستقبل بوش كلا على حدة في مكتبه البيضاوي في البيت الابيض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس· وسيلتقيهما معا في انابوليس اليوم، كما يستقبلهما مجددا كلا على حدة غدا الاربعاء في البيت الابيض· وقال ستيفن هادلي مستشار البيت الابيض لشؤون الامن القومي، ان الولايات المتحدة ستطلق استراتيجية من 3 نقاط في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، خلال اجتماع انابوليس ، وأضاف ان ''ما نفعله حاليا هو التمهيد لثلاث خطوات متزامنة''· وأضاف ان أولى هذه الخطوات هي ''بدء الجانبين في مفاوضات للتوصل الى إقامة دولة فلسطينية وإحلال سلام أشمل''· وتابع انه في الخطوة الثانية ، سيبدأ الاسرائيليون والفلسطينيون ، تطبيق التزاماتهم المدرجة في ''خريطة الطريق'' وهي خطة السلام الدولية التي أقرت في 2003 لتسوية الصراع· وأوضح هادلي ان هذا يعني ''إفساح المجال والسماح بحياة أفضل للفلسطينيين ولبناء المؤسسات الفلسطينية للحكم في الضفة الغربية وضمان الامن للفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء وللمنطقة برمتها''· أما الجانب الثالث من هذه الاستراتيجية فهو بناء المؤسسات الفلسطينية بدعم دولي لمنح الفلسطينيين ''القدرة على تنفيذ ما وعدوا به في خريطة الطريق''· وأكد هادلي ان الاسرة الدولية ستجد فرصة لدعم بناء الحكومة الفلسطينية والمؤسسات السياسية والاقتصادية في انابوليس، وفي اجتماع الجهات المانحة الذي سيعقد في باريس الشهر المقبل· وأضاف هادلي ان بوش ''سيعلن ما يجب ان يقوم به الاسرائيليون والفلسطينيون والدول العربية والمجموعة الدولية والولايات المتحدة ،وما يمكنهم القيام به من أجل تحقيق نتائج''· لكنه حدد إطار تدخل الرئيس· وقال ان ''رأي الرئيس كان على الدوام اننا لن نفرض على الأطراف التفاوض، ولن نفرض عليها جدولا زمنيا، للاستجابة للمطالب السياسية للولايات المتحدة أو أطراف أخرى''· وأضاف انه ''يعود الى الاطراف إجراء مفاوضات كما يعود اليها تحديد جدول زمني''· وقال هادلي لصحفيين، ان صياغة وثيقة مشتركة لم تعد ''ضرورية لإنجاح المؤتمر''·والتقى رئيسا وفدي المفاوضات الاسرائيلي والفلسطيني أمس في واشنطن مرتين،مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي كانت تحاول انتزاع وثيقة مشتركة في اللحظة الأخيرة قبل اجتماع انابوليس ·