الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التراب ربيع الصبيان

التراب ربيع الصبيان
1 مايو 2009 22:24
يعتبر اللعب بالنسبة للطفل أول عناصر تدريب الحواس وإثارة الخيال واكتشاف الميول والمواهب، واكتساب المهارات وتكوين مزيد من القدرات الطبيعية والعقلية، وأصبح اللعب وظيفته الأولى وعمله الأساسي لأنه بات الوسيلة الأكثر فاعلية في تعليمه وتعلمه، وهذا ما أكده عدد من الدراسات التي ترى «أن اللعب خلال السنوات المبكرة من عمر الطفل هو الاستراتيجية الأولى والأكثر كفاءة لتعليم الطفل وتنميته، وأن الطفل عن طريق اللعب يمكن أن تثار حواسه وتنمو عضلاته الدقيقة والكبيرة وينمو بدنه وعقله وذكاؤه وتفكيره». هذا ما يحدث حين يتعلق اللعب برمال الشاطئ، فالطفل تستهويه كثيراً رمال البحر، وحين يجدها جافة يحفر فيها، وإن كانت رطبة يشكل من خلالها كتلا أو رسومات أو بيوتا من الرمل، وهذا البناء في التراب يعطي الطفل حرية مقننة، حيث ينمي عقله ويصقل فكره ويعطيه الثقة بنفسه، فالصغير يفرح حين يملأ الدلو أو آنية من أواني المطبخ بالرمل ثم يفرغها بعد ذلك، أما الأولاد الأكبر سنا فيصنعون من الرمل تلالا وقلاعا وساحات وطرقات ومنشآت معقدة التراكيب. كما يجد البعض أن اللعب في الرمال يضر الطفل أكثر مما ينفعه وهذا بالضبط ما كان يتصوره الصحابة رضوان الله عليهم، إلى أن جاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) فصحح أفكارهم و علمهم أن لعب الأطفال في التراب له من الفوائد ما يجهلونه. وقد روى الطبراني أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) مر على صبيان وهم يلعبون بالتراب، فنهاهم البعض فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): «دعهم فإن التراب ربيع الصبيان». أيضا اللعب بالتراب كان سبباً في تصحيح مسار إمام كبير هو الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه فلقد ورد أن الإمام أبا حنيفة رأى غلاماً يلعب بطين فقال له: «يا غلام إياك والسقوط في الطين» فقال الغلام للإمام : «إياك أنت من السقوط، لأن سقوط العالم ِسقوط العالم، فكان أبو حنيفة لا يفتي بعد سماع هذه الكلمة إلا بعد مدارسة المسألة شهراً كاملاً مع تلامذته»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©