سيناريو الحرب الطائفية··لا يتمناه أحد

بدأت المخاوف من تفجر اعمال العنف تلوح في أجواء لبنان بعد إخفاق البرلمان في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن المحللين يقولون انه لم تسفك دماء بعد لأن الجماعات السياسية المتناحرة لديها الكثير مما تخشى عليه· وبانتظار الأمل بانتخاب الرئيس يوم الجمعة المقبل والتوصل الى اتفاق إلا أن ذلك يعني ان لبنان سيكون بلا رئيس لمدة اسبوع على الاقل وهو الامر الذي اثار المخاوف من ان تسقط البلاد مجددا في هوة العنف بعد 17 عاما من انتهاء الحرب الأهلية وسط تهديدات كل من الأكثرية النيابية والمعارضة باتخاذ اجراءات احادية الجانب ما لم يتم انتخاب رئيس واتهامات متبادلة حول التسليح والتدريب· لكن الجانبين الى الآن يتجنبان اي تصعيد وذلك خشية ان تسري سريعا نغمة العنف الطائفي وهو سيناريو لا يتمناه اي جانب ما دامت الفرص ما زالت متاحة لحل الأزمة سلميا· وشكك مدير مركز كارنيجي للسلام الدولي بول سالم في ان يتخذ اي جانب خطوات استفزازية في الوقت الراهن، وقال ''لن يتخذ احد اجراء للتصعيد في اي شيء··ستكون خسارة على الجانبين··قوى 14 مارس (الاكثرية) ليست قوية بدرجة كافية للفوز···كما ان ''حزب الله'' رأس المعارضة لا يريد الدخول في حرب اهلية طائفية''· فيما قال المحلل السياسي مايكل يونج ''يمكن لهذا الوضع ان يستمر اسابيع··انما لا يمكن القول ان هناك عنصرا جديدا، فلبنان يعاني من شلل سياسي منذ اكثر من سنة، فيما المؤسسات لا تعمل بشكل صحيح، بما فيها الرئاسة والحكومة والبرلمان''· وقال محللون إن احد العوامل التي تجعل ''حزب الله'' يتحلى بضبط النفس قد يكون رغبة سوريا في استمرار الاتصال مع وسطاء غربيين والذي خفف من عزلتها الدولية التي عانت منها منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام ·2005 واوضح دومينيك مويسي وهو مستشار بارز في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس ''لم يتم انتخاب رئيس لأننا فشلنا في الضغط على السوريين''، واضاف ''ان القوى الغربية خلصت الى ان التعاون السوري ضروري لحل القضايا العالقة في الشرق الاوسط··المجتمع الدولي يحتاج الى سوريا من اجل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والعراق وقضايا اخرى وهم (السوريون) يدركون هذه الحقيقة جيدا··الرسالة القادمة من سوريا هي انتم تحتاجون الينا اكثر من احتياجنا اليكم''· ورأى النائب سيرج طور سركيسيان (الاكثرية) أن هناك حركة دولية بدأت في اتجاه لبنان وبات من الصعب اجراء الانتخابات في معزل عن هذه الحركة· وقال الاستاذ الجامعي في القانون سامي سلهب ''يمكن حل المشكلة في يوم او في شهر ما دام لبنان تحول مرة اخرى ضحية للتوتر الاقليمي''، واضاف ''تحول لبنان مرة اخرى الى علبة بريد يرسل عبرها كل لاعب اجنبي رسالة الى اللاعبين الآخرين··بات لبنان مرة اخرى رهينة التطورات في الشرق الاوسط، بما فيها التطورات في سوريا وفلسطين والملف النووي الايراني''· وقال يونج ''علينا ان ننتظر ما سيحصل على المسار السوري في انابوليس، في اشارة الى الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط الذي يبدأ غدا الثلاثاء، واضاف ''اما ان يتحقق تقدم على المسار السوري فتطلب الولايات المتحدة تنازلات من سوريا واما الا يحصل تقدم على المسار السوري وتصبح سوريا اكثر عزلة''· وقال ''في الحالتين سيطلب من سوريا تنازلات في لبنان''· الا ان محللين آخرين يتخوفون من صفقة سورية اميركية على حساب لبنان، وكتب رئيس تحرير صحيفة ''الانوار'' رفيق خوري في افتتاحيته امس ''هل عاد لبنان من جديد ورقة على طاولة صفقة اقليمية دولية بعد عامين من تكرار القول ان زمن الصفقات على حساب لبنان قد ولى؟''، واضاف ''الحديث عن انتخاب رئيس خلال اسابيع قليلة هو رهان على ما ليس ولم يكن اصلا في يدنا''، مضيفا ''أليس العرب ذاهبين بالاجماع الى انابوليس في حين أن اصواتا ترتفع في لبنان بالرفض''· وبالرغم من أن الكثير من الخيارات لما يمكن ان يحدث بعد ذلك ما زالت قائمة إلا أن اللبنانيين يشعرون بالتشاؤم، وقال الروائي اللبناني الياس خوري ''انا امل ان يبقى لبنان ولكن خائف ان يزول لبنان''·