يسعى مجلس الذهب العالمي إلى زيادة نسبة الاستثمار في المعدن الأصفر بمنطقة الشرق الأوسط من إجمالي مبيعات الذهب التي تصل حاليا إلى 20%، بحسب عنان فخر الدين المدير التنفيذي للمكتب الإقليمي لمجلس الذهب العالمي بالشرق الأوسط وتركيا معتبرا أن هذه النسبة قليلة مقارنة بمنطقة مثل الهند والتي تصل فيها النسبة إلى 42%. وقال لـ "الاتحاد" إن قطاع الاستثمار في الذهب من أهم القطاعات التي تحتاج إلى جهد في الفترة المقبلة، باعتبار المعدن الأصفر اثبت انه من أفضل وسائل الاستثمار، في ظل موجات الأزمة المالية العالمية، وضعف أداء العديد من القطاعات الاستثمارية الأخرى، مشيرا إلى أن الأزمة أثرت على مبيعات الذهب كمجوهرات بشكل ملحوظ خاصة في قطاع التجزئة. وأوضح أن مجلس الذهب العالمي سيركز أيضا على آليات المنافسة بين الذهب والسلع الفاخرة، كإحدى أدوات الاستثمار، مع بيان الميزات النسبية للذهب في المجال الاستثماري، خاصة فيما يتعلق بعوامل الاستقرار السعري مع توقعات معدلات النمو. ولفت عنان إلى أن المجلس سيعلن خلال أيام النتائج النهائية لواردات الإمارات من الذهب، إلا أن المؤشرات جيدة، حيث هناك معدلات نمو جيدة، كما ان أسعار الذهب عوضت أي تراجع في المبيعات، مشيرا إلى أن نتائج العام الماضي 2008 في مبيعات الذهب جاءت جدية وحققت معدلات نمو 17% في الإمارات. وأفادت بيانات دائرة الإحصاء بدبي العالمية بأن إجمالي واردات دبي من الذهب خلال الربع الأول من العام الجاري بلغت 140 طنا مقابل 122 طنا خلال الفترة نفسها من العام 2008، بزيادة 15%، وبلغت صادرات دبي من الذهب خلال الربع الأول من 2009 نحو 116 طنا، وصل حجم تجارة الذهب عبر دبي 7.4 مليار دولار "27.2 مليار درهم"، مقارنة بنحو 7.06 مليار دولار " 28.9 مليار درهم" خلال الربع الأول من العام 2008، بنمو 4.3%. وأشار عنان إلى أن الذهب مثله مثل باقي القطاعات يتأثر بأية متغيرات في السوق، إلا أن الذهب يتمتع بميزة خاصة تتمثل في إمكانية وسرعة إعادة البيع، وكونه وعاء استثماريا مناسبا لجميع فئات المجتمع، وما يتمتع به من عناصر أمان. ولفت إلى ان مبيعات الإمارات من الذهب ارتفعت في عام 2008 بنسبة 17% لتصل الى13.7 مليار درهم مقارنة مع 11.4 مليار درهم في عام 2007، كما ارتفع حجم استهلاك الذهب في منطقة الشرق الأوسط في الربع الأخير من 2008 بنسبة 1% مقارنة بنفس الفترة من عام 2007. ونوه إلى أن حوالي 90% من حجم الاستهلاك في المنطقة هو في قطاع المجوهرات، وان الضعف الذي طرأ على هذا القطاع 7% قابله نمو كبير في قطاع الاستثمار حيث ارتفع بنسبة 139%، كما شهدت المنطقة ارتفاعا كبيراً في حجم الاستثمار في الذهب في الربع الأخير من 2008 مقارنة بنفس الفترة من 2007، حيث ارتفع في السعودية بنسبة 300% ومصر67% والإمارات 38% وبقية دول الخليج بنسبة 2%، الا أن استهلاك الذهب في المنطقة انخفض بشكل عام في 2008 بنسبة تقدر 2%. قال عنان: لاشك أن الأوضاع الاقتصادية الراهنة وانعكاسات الأزمة أثرت بأشكال مختلفة على مشتريات، وكان قطاع التجزئة أو ما يسمى بقطاع الأسواق الأكثر تأثرا بالأزمة ، بسبب تأثر مشتري هذا القطاع بتداعيات الأزمة أكثر من غيرهم، إلا أن الملفت للنظر نمو حركة البيع في قطاع الماركات والأسماء التجارية العالمية بنسب تراوحت بين 30% و40%، وبالتالي فإن هذه القطاعات لم تتأثر بالأزمة كثيرا، وساهم ذلك في تنشيط حركة البيع. وأشار إلى أن خطة المجلس خلال الفترة المقبلة ستركز على طرح علامات تجارية عالمية جديدة، وتعزيز الشركات بين تجار الذهب المحليين وفي إقليم الشرق الأوسط مع الأسماء العالمية، علاوة على تعزيز ثقافة الاستثمار في الذهب، مع ابتكار وسائل تسهم في تنمية البيع بالتجزئة، كما أن المجلس يركز أيضا على رفع مستوى المبيعات رقميا ونوعيا وتحسين النوعية، خاصة في مجال المنافسة ضمن قوائم السلع الفاخرة. وحول نتائج سهم الذهب يشير عنان فخر الدين إلى أن هذا القطاع جديد ويحتاج إلى وقت حتى يستوعب مجتمع المستثمرين أهميته، في الوقت الذي نرى أهمية التجربة والإقبال عليها، ولكن يبقى التقييم مبكرا، لافتا إلى ان سهم دبي الذهب لا يستهدف المشتري العادي، بل هدفه كبار المستثمرين من الأفراد والمؤسسات والبنوك، موضحا بأن أهمية سهم الذهب تكمن في أنه وعاء استثماري آمن، ومريح للمستثمر، دون أية أعباء تخزين وتأمين، مع إمكانية الشراء في أي وقت ومن أي مكان. وشدد عنان على أن الذهب كملاذ آمن للاستثمار تتزايد في مختلف الظروف والأزمات بشكل خاص، وينال ثقة المستثمرين، قياسا على القطاعات الأخرى، التي تفتقد لثقة المستثمرين فيها، وهو الأمر الذي يعزز من نمو الطلب على تجارة الذهب. وقال عنان فخر: لا شك أن الدور الذي تلعبه الامارات، ودبي منها بوجه خاص كمركز إقليمي وعالمي لتجارة الذهب، يزداد أهمية وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم، لافتا الى أن احتفاظ الذهب بقيمته، من أهم المزايا الرئيسية التي تشكل مصدر جذب كبيرا بالنسبة للعديد من المستثمرين. وقال: تؤكد كافة التقارير على أنه في الوقت الذي شهد فيه العالم تراجعا في الطلب على السلع الفاخرة، أما الذهب يتمتع بحالة استقرار استثنائية ان لم يكن نموا، علاوة على أنه مجال استثماري جاذب مقارنة بالسلع الأخرى، وهو ما يجسده نمو طلب الاستثمار به، الأمر الذي يؤكد تنامي استثمارات الذهب في العام الجاري
عدد اليوم
