الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لماذا لا يعاقب الحكم؟

14 فبراير 2011 22:04
الأخطاء هي سر حلاوة وشعبية كرة القدم، وهذا ما يفسر إصرار الاتحاد الدولي لكرة القدم على رفضه المتواصل ولسنوات عديدة الاستعانة بالتكنولوجيا لمساعدة الحكام في اتخاذ قراراتهم لأن القائمين على “الفيفا” يرون أن اختفاء الأخطاء التحكيمية يسلب كرة القدم أهم مقومات شعبيتها وهو الجدل الذي تثيره تلك الأخطاء ويستمر لأيام وأحيانا لسنوات كهدف جيف هيرست في نهائي كأس العالم 1966 وهدف مارادونا في ربع نهائي 1986. الأخطاء في كرة القدم لا تقتصر على أخطاء الحكام فقط فهي تشمل كل أطراف اللعبة ومنهم اللاعبون الذين يرتكبون أخطاء غير مقصودة شأنهم شأن الحكام فعندما يطيح مهاجم بكرة داخل خط الست ياردات إلى خارج المرمى الخالي فهو بلا شك ارتكب خطأ ما في التعامل مع تلك الكرة وتوجيهها أثناء التسديد، وهذا الخطأ الذي منع هدفاً يعتبر خطأ مؤثراً على سير المباراة ونتيجتها. ورغم أن ظروف ارتكاب الخطأين وتأثيرهما هو نفسه إلا أن ردة فعل المراقبين والمشجعين تكون على طرف نقيض فالمهاجم الذي أضاع الفرصة يجد التشجيع والتصفيق بينما الحكم يكون نصيبه الاستهجان والإدانة. أخطاء اللاعبين أيضاً يهتم بها الاتحاد الدولي لكرة القدم ومن نفس المنطلق وهو ايمانه بأن الأخطاء واحدة من مصادر قوة كرة القدم، لذلك نجد أن “الفيفا” ليس لديه أي مانع في استخدام التكنولوجيا لإنتاج نوعيات من الكرات تزيد من أخطاء حراس المرمى وتفاقم من معاناتهم وتثير المزيد من الجدل وهذا ما دأب عليه في النسخ الأخيرة من كأس العالم. الأدهى والأمر على الحكام في التعاطي مع الأخطاء هي تلك المقولة (الطريفة جداً) التي تقول لماذا يعاقب الإداري والمدرب واللاعب إذا أخطأوا ولا يعاقب الحكم عندما يخطئ؟ وهي مقولة تكرر وتعاد دون وعي وانتباه إلى أن لجان الانضباط في الاتحادات الكروية تعاقب اللاعبين والمدربين والإداريين على مخالفات سلوكية كصدور حركات مخلة أو التلفظ بألفاظ غير لائقة أو مخالفات انضباطية تنص عليها اللوائح والنظم وهو أمر ليس له علاقة بالمقصود (بأخطاء اللعبة). هذه المطالبة ستكون منطقية لو أن اتحاد كرة القدم عاقب مدرباً لأنه أجرى تبديلاً خاطئاً أو أوقف مدافعاً لأنه أحرز هدفاً في مرماه أو لاعباً أضاع ضربة جزاء، فمثل هذه الأخطاء هي التي تقارن بعدم احتساب هدف أو احتساب ضربة جزاء وهي أخطاء تقديرية تؤثر على نتيجة المباراة ولا تقارن بأخطاء انفعالية تؤثر على النظام وسمعة اللعبة. الأخطاء الفنية التقديرية وغير المقصودة التي تحدث داخل الملعب يقع فيها المدرب واللاعب والحكم وفي بعض الأحيان الإداري ولكن تفاوت ردة فعل الإدارات والإعلام والجمهور تجاه كل طرف من هذه الأطراف أمر يستحق التأمل والبحث في أسبابه والعوامل المؤثرة فيه فهي عوامل ذات أبعاد اجتماعية ونفسية وعاطفية لا تمت للمنطق بصلة ولهذا هي تختلف في حدتها وتوزيعها من مجتمع إلى آخر ومن ثقافة لأخرى. فلنبحث عن تفسير لاستسهال الهجوم على المدرب واللاعب الأجنبي، واستمراء التشكيك في الحكام، والتفرقة الواضحة بين خطأ الحارس والمدافع وخطأ المهاجم. وليد الخـراز | Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©