دنيا التي في خاطرنا

لم يكن من السهل علينا أن نفارقكم، لكننا فعلنا ذلك من أجلكم، لنعود إليكم بـ ''دنيا التي في خاطرنا''··· دنيا(نا) التي أردناها دنيا(كم)، لتكتب حكاياتكم وترصد نبضكم وإيقاع أيامكم· ابتعدنا قليلاً··· لنقترب أكثر، وفي بعدنا عنكم كنا منشغلين بكم، هاجسنا أن نعود لكم بما يشبع نهم المعرفة المفتوحة على الدنيا وما فيها· أردنا لكم حصاداً يناسب قداسة الكلمة بما هي الاجتراح الأحلى لفعل الحياة··· حصاداً يرقى إلى مستوى الحرف المبتلّ بندى الصباحات التي تركض حافية على طرقات البلاد الذاهبة في المعنى إلى تخوم الضوء· حملنا ما لذّ وطاب من الحكايات، بحثنا عن الجميل والجديد في إماراتنا الغالية، قطفنا من كل واد زهرة، وأحضرناها لكم في سلال الفضة المسترخية في سطور الكلام، الذاهبة إلى حرير المعنى في تطواف جمالي تبوح فيه الكلمات بنصف المعنى وتترك للصورة نصفها الآخر، ونزعم أننا ''سرقنا'' لكم بعض ما يريحكم من عناء العمل وضغوط الحياة· حاولت ''دنيا'' أن تلبي اهتمامات الجميع، فمنحت للشأن الاجتماعي ما ينبغي أن يحصل عليه من الأهمية في محاولة لتقديم صورة شبه كاملة عما يجري حولنا، والغوص في أعماق الوطن وشؤونه وشجونه··· واعتنت بالشأن الفني لإدراكها العميق بأن الفن يحيا في قلوب الناس، ويشكلهم وفق ما يشتهي وتشتهي نفوسهم المتعطشة إلى معاني الحب والجلال، فالفن في انسرابه العميق في النفوس والعقول إنما يبني الذائقة الجمالية السوية التي تؤتي أكُلُها الجمالية في كل حال، وتصوغ وجهنا الحضاري في شتى المجالات· اليوميات الإنسانية، والتفاصيل الصغيرة، والقصص التي تتناثر هنا وهناك، وكل ما يشغل بالكم هو في بالنا أيضاً، ومنه ندلف إليكم عبر شرفة مفتوحة على كل ما يهمكم· نحن وأنتم والكلام المباح، معاً في ''دنيا'' الصغيرة، نطوف في الدنيا الواسعة، نعتلي بساط الكلام السحري، ونروي لبعضنا كل الحكايات التي ينبغي أن تروى··· شهيرة أحمد