الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المواد المقاومة للاحتراق تضعف خصوبة المرأة

المواد المقاومة للاحتراق تضعف خصوبة المرأة
19 مارس 2010 20:34
كانت مادة “دي دي تي” بجميع المقاييس معجزة كيميائية عندما اكتشف مفعولها ضد الحشرات اللاذعة في بداية الحرب العالمية الثانية، فقد أنقذ استخدامها واسع النطاق أرواح بشر لا حد لها من بعوض الملاريا، ولكن ما لم يكن معروفاً آنذاك هو نزوع مادة دي دي تي إلى التراكم والبقاء والإضرار بالبيئة. وبالمثل وعلى مدى الثلاثين عاماً الماضية شاع استخدام مواد كيميائية مقاومة للهب (من خلال تأخيرها لعملية الاحتراق) تعرف باسم بوليبرومينيتد ديفنيل ايثرز PBDES على الرغم من عدم معرفة سوى القليل عن آثارها الأشمل. تستخدم هذه المواد في الأثاث والسجاد وفرش الأسرة والمنسوجات والأجهزة الإلكترونية والمواد البلاستيكية وتقلل مخاطر الاشتعال وتبطئ معدل احتراق الأشياء، غير أنها مواد صامدة لدرجة أنه يمكن أن توجد في التربة والترسبات والغذاء والهواء وأتربة المنزل بل إن في أجسام 97 في المئة من الأميركيين نسب متفاوتة يمكن استكشافها من هذه الكيماويات حيث إنها موجودة تقريباً في جميع الأماكن بكميات صغيرة بالدول الصناعية. ويتزايد طرح الأسئلة عن آثار تلك المواد على الصحة، وتبين من خلال تجارب على الحيوان أنها تؤثر على السلوك العصبي والتكاثري للكائن الحي. ولذلك قررت كيم هارلي من جامعة كاليفورنيا هي وزملاؤها بحث ما ان كانت نسب المادة المقاومة للاحتراق الموجودة في جسم المرأة تؤثر على خصوبتها، وأخذت اللجنة عينات دم من 223 امرأة من شريحة الدخل المتدني في كاليفورنيا معظمهن من المكسيكيات. وقد أظهر البحث المنشور في Environmental Health Penspectived أن زيادة نسبة مادة PBDES يقلل احتمال حمل المرأة. وتعد هذه الدراسة شديدة الأهمية نظراً لأنه لم يسبق من قبل بحث آثار تلك المادة على صحة الإنسان، ولكن يلزم الأمر مزيداً من الدراسة للتأكد من النتيجة بحسب طوني دايان بروفيسور علم السموم لأن البحث أجري على مجموعة صغيرة من شريحة معينة. فإذا تأكدت نتيجة البحث سيترتب عليها مشاكل جسيمة، ذلك أن في أميركا الشمالية تتضاعف نسب PBDES في أجسام البشر كل أربعة إلى ستة أعوام منذ سبعينات القرن الماضي وهي أعلى 20 مرة من النسبة في البشر في أوروبا. ويعتبر المقيمون في كاليفورنيا أكثر الناس عرضة للخطر ما يعزوه العلماء إلى قوانين الولاية الصارمة بشأن قابلية المواد للاشتعال. أما في أوروبا فقد تم حظر أكثر مواد PBDES خطراً منذ نحو 7 أعوام، ويجري حالياً حظر بعض هذه المواد في أميركا أيضاً، غير أن هذه المواد من الثبات والصمود إلى درجة أن يستمر تأثيرها على من يتعرض لها لسنين طويلة، لا شك في أن المواد الكيماوية المقاومة أو المبطئة للهب أنقذت أناساً كثر ولكن يبدو أن لها مخاطر خافية على العلماء السعي لكشفها قبل فوات الأوان.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©