بري متفائل وأنباء عن توافق لحل الأزمة اللبنانية

كشف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان هناك اتفاقاً بين ''الاكثرية'' النيابية والمعارضة على انتخاب قائد الجيش الجنرال ميشال سليمان رئيساً للجمهوريـــة، وعلى حكومة (10+10+10)، وايضاً على قانون الانتخاب وفق صيغة 1960 باستثناء بعض التفاصيل الصغيرة التي يمكن معالجتها· وأكد بري أن الحل يجب ان يكون سلة متكاملة، وان كلام الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الأخير يؤكد إقراره بهذه السلة والتي لا يجوز تجزئتها· ولفت بري الى أنه قد يعدل عن القيام بجولته العربية في حال حصول ايجابيات وتوقع عودة قريبة لموسى الى بيروت على ضوء الاتصالات الجارية، وقال إن موسى سيكون في لبنان قبل العشرين من الشهر الجاري، وإن الحوار الذي دعا اليه سيعقد بحضوره ومشاركته في البرلمان وفي حال تم التوافق على تفاصيل قانون الانتخاب فإنه من المنطقي أن يكون للبنان رئيس للجمهورية في 22 الجاري، واذا استمر الخلاف سيكون هناك تأجيل جديد لموعد جلسة الانتخاب· أما مصادر جامعة الدول العربية في بيروت فأكدت لـ''الاتحاد'' بدورها أن موسى لن يعود الى لبنان ما لم يحصل على معطيات عربية ومحلية تسهل مهمته، وهو لهذه الغاية يجري اتصالات مكثفة مع جميع المعنيين بالأزمة اللبنانية، ولمس ان هناك آمالاً بتوافق مصري - سعودي وسوري يساهم في حلحلة بعض عقد الأزمة· وأوضحت المصادر ان مدخل الحل اللبناني بات حكماً من بوابة دمشق - القاهرة - الرياض، ورأت أن التصعيد السياسي المحلي هدفه تحسين شروط التفاوض الحوارية، وانه يأتي في ظل رغبة عربية جامحة بضرورة إنهاء الأزمة اللبنانية· وكان بري قد باشر اتصالاته مع الأطراف المعنية بالأزمة اللبنانية، وكان أول زواره امس السفير المصري احمد البديوي الذي انتقل عصراً الى بكركي حيث قابل البطريرك الماروني نصرالله صفير، في مسعى مصري لتقريب وجهات نظر الأفرقاء اللبنانيين حيال الحل· وفيما التزم البديوي الصمت، مكتفياً بالإشارة الى أن تحركه يندرج في اطار الدبلوماسية المصرية، أكدت مصادر بري أن السفير المصري اطلعه على نتائج اللقاءات التي اجراها الرئيس المصري حسني مبارك مع عدد من القادة العرب خلال قمة دمشق وعلى هامشها وبعدها، ووجهة نظر القاهرة ازاء الحل في لبنان· وأوضحت مصادر بري لـ''الاتحاد'' أن رئيس البرلمان ابلغ السفير المصري بانه ينتظر ما سيكون عليه مصير المبادرة العربية التي كرست في قمة دمشق قبل تقرير خطواته المستقبلية، كون بري متمسكاً بالمبادرة العربية الاخيرة، ومبادرته التي دعا فيها الى الحوار ليست قــــفزاً فوق المبادرة العربية ولا تخطياً لها، بل هي لدعمها اذا اقتضى الامر ذلك· ودعا رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي المعارضة و''الأكثرية'' الى فتح حوار منتج والالتقاء على الخير والصراحة والاحتكام الى الصلح وهو سيد الأحكام، وقال ''إن الحوار الصادق البعيد عن الصخب والمظاهر الإعلامية هو الأجدى، فتعالوا الى كلمة سواء تعيد بناء جسور الثقة والتفاهم والمصالحة الوطنية الراسخة وإعادة ضخ الدم في الجسد اللبناني الذي تتراجع مستويات نموه'' أما عضو كتلة ''المستقبل'' النائب محمد قباني فكشف من جانبه أن ''قوى 14 مارس'' لم تتخذ موقفاً بعد من دعوة بري للحوار وقال: إن قانون العام 1960 للانتخابات النيابية يؤسس لحروب متتالية، داعياً الى قانون يتضمن دوائـــر مختلطة طائفياً ومذهبياً· وأيد النائب بطرس حرب اقتراح الوزير السابق سليمان فرنجية لانتخاب رئيس للجمهورية وإقرار قانون الانتخاب في جلسة واحدة· ارتفاع عدد ضحايا الابتهاج القاتل في لبنان بيروت (الاتحاد) - ارتفع عدد الضحايا في صفوف اللبنانيين نتيجة الرصاص الطائش الذي يطلق خلال الابتهاج بظهور أحد القادة السياسيين على شاشات التلفزة· فقد قتل الفتى اللبناني احمد علي الساحلي (14 عاما) عندما اخترقت رصاصة رأسه بينما كان يلعب خارج منزله في منطقة الشياح في الضـاحية الجنوبـية لبــيروت· وما لبث أن توفي امس الاول متأثرا بالاصابة بعد ايام من الغيبوبة في المستشفى· وهو الضحية الثانية التي تسقط برصاص الابتهاج خلال حوالى ثلاثة اسابيع· أما سونيا سعاده (49 عاما)، فقد شعرت اثناء سيرها في الطريق في احد احياء الاشرفية شرق بيروت بألم مفاجئ لا يحتمل في معدتها، وظنت انها نوبة قرحة· ولم تعرف انها مصابة برصاصة الا بعد نقلها الى غرفة الطوارئ في المستشفى· ويبدو انصار ''الاكثرية'' والمعارضة في تنافس لإثبات أي من الزعماء يحصد كثافة أكبر في اطلاق النار أو حتى في اطلاق القذائف الصاروخية احيانا، لدى ظهوره على الشاشات· وقال المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي إن إطلاق النار هذا هو تعبير ''غير حضاري ويعكس انعدام الاستقرار السياسي في لبنان''· وأضاف ''الأطفال يموتون مجانا· إنها ظاهرة وحشية غير مقبولة ومدانة''، متابعا ''كلنا مسؤولون وعلينا أن نتحمل مسؤوليتنا، خصوصا بعد وفاة'' الفتى أحمد الساحلي· وأصيب الساحلي لدى إلقاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خطابا في 28 مارس، عشية انعقاد القمة العربية في دمشق· وخرقت الرصاصة رأس الفتى واستقرت في عنقه، فدخل في غيبوبة لم يخرج منها· وكان شاب في التاسعة عشرة توفي ايضا في مارس متأثرا بجروح اصيب بها خلال اطلاق نار ابتهاجي بإطلالة تلفزيونية للنائب السابق، الزعيم الدرزي طلال ارسلان· وأفاد مكتب المدير العام لقوى الأمن الداخلي أن 12 إصابة سجلت نتيجة مثل هذا النوع من إطلاق النار منذ فبراير2007 لدى ظهور نصرالله والنائب سعد الحريري وغيرهما على التلفزيون··· وقال ريفي ''على القادة السياسيين أن يتحركوا لوضع حد لهذا الوضع''· كما أن هناك تقارير عدة لقوى الامن عن رصاصات اصابت سيارات وأبنية· وأعلنت السفارة السعودية في بيروت أن سيارة أحد دبلوماسييها أصيبت برصاص الابتهاج أخيرا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سيارة تابعة لرئيس الحكومة السابق سليم الحص·