فريق أبوظبي ينتصر على الجليد ويكسب صدارة الموسم الجديد

(كارلستاد) – نجح فريق أبوظبي بي بي فورد في اصطياد عدة عصافير بحجر واحد خلال مشاركته في رالي السويد الدولي الذي أقيم على مدار الأيام الخمسة الأخيرة في مدينة كارلستاد الثلجية، فقد حقق الفريق الذي يقوده الشيخ خالد القاسمي بالإضافة إلى السائقين الفنلنديين ميكا هيرفونين، وجاري ماتي المركز الأول في ترتيب الفرق المختلفة المشاركة في السباق، حيث نجح هيرفونين في الاحتفاظ بالصدارة والمركز الأول في الترتيب العام للعام الثاني على التوالي، وحل جاري ماتي في المركز الثالث بالترتيب العام أيضا، وحقق الشيخ خالد القاسمي إنجازا كبيرا بالدخول ضمن العشرة الكبار في الترتيب العام مسجلا المركز العاشر الذي تمكن من خلاله من إضافة بعض النقاط لرصيد زملائه خصوصا في ظل المشاركة القوية من كل أبطال العالم، ولا سيما أن أصحاب المراكز العشرة الأولى فقط هم الذين يحصلون على نقاط مما رجح كفة فريقه. وكان الشيخ خالد القاسمي قد حل في المركز ال 13 الموسم الماضي في نفس السباق. وإجمالا يمكننا أن نقول أن فريق أبوظبي بي بي فورد نجح في تحقيق انطلاقة قوية من خلال هذا الرالي الذي أقيم في ظروف جوية صعبة للغاية على خلفية الطقس البارد جدا والجليد الذي يغطي كل الطرقات، كما أن سائقيه خاضوا السباق لأول مرة أيضا بسيارة جديدة هي فورد فييستا، ولا يمكن بالطبع أن ننسى المكاسب الإضافية التي تحققت من خلال مشاركة الثنائي المواطن الصاعد ماجد الشامسي، وبدر الجابري من أجل وضع أقدامهما على بداية الطريق الصحيح في عالم الراليات لإكسابهما الخبرات اللازمة. وكانت منافسات المرحلة السادسة عشرة قوية فيها واصل هيرفونين صدارته للترتيب العام بعد أن سجل المركز الخامس بفارق جزء واحد من الثانية عن أوستبيرج في تلك المرحلة القصيرة جدا التي لم تتجاوز 1.9 كم، محققا زمنا قدره 1.39.9 دقيقة، فيما حقق أوستبيرج المركز الرابع بزمن قدره 1.39.8 دقيقة، أما جاري ماتي فقد تألق في تلك المرحلة التي تحتاج لكثير من التركيز والثقة ولا سيما في أجواء البرد القارس، حيث كانت درجة الحرارة 21 تحت الصفر، حيث جاء في المركز الثاني بفارق جزء واحد من الثانية عن سولبيرج بزمن قدره 1.39.0 دقيقة، فيما كان زمن سولبيرج هو 1.38.9 دقيقة. وفي تلك المرحلة حقق الشيخ خالد القاسمي المركز العاشر بزمن قدره 1.43.9 دقيقة، وجاء ماجد الشامسي في المركز 33 قاطعا المسافة نفسها في دقيقتان في فئة الإنتاج. أما منافسات اليوم الأخير فقد حملت من بدايتها الأنباء السارة لفريق أبوظبي بي بي فورد، ففي المرحلة السابعة عشرة كانت الصدارة والمركز الأول لميكا هيرفونين حيث قطع المسافة في زمن قدره 9.49 دقائق، متفوقا بفارق ثانيتين عن منافسه اللدود أوستبيرج الذي حل في المركز الثاني بزمن قدره 9.51 دقائق، فيما جاء سولبيرج بالمركز الثالث بزمن قدره 10 دقائق، وتراجع جاري ماتي إلي المركز السابع في ترتيب تلك المرحلة والخامس في الترتيب العام بعد أن حقق زمنا قدره 10.11 دقائق، فيما حقق الشيخ خالد القاسمي قفزة كبيرة علي مستويين هما مستوى المرحلة السابعة عشرة حيث حقق المركز التاسع في الترتيب بزمن قدره 10.36 دقائق، والأهم من ذلك أنه أصبح في المركز التاسع بالترتيب العام متفوقا على ويلسون وسانديل اللذان كانا في تحد دائم معه منذ البداية حيث تراجع ويلسون إلى المركز العاشر قاطعا المسافة في زمن قدره، 10.37 دقيقة، وجاء السويدي سانديل في المركز الثاني عشر بزمن قدره 10.49. مرحلة التعزيز وفي المرحلة الثامنة عشرة عزز الفنلندي هيرفونين صدارته للترتيب العام حينما حافظ على تفوقه على النرويجي أوستبيرج ليحل في المركز الثاني بزمن قدره 2.22 دقيقة، فيما جاء أوستبيرج في المركز الرابع بزمن قدره 2.24 دقيقة، بعد الفرنسي سباستيان لوب سائق سيتروين حامل لقب جولة السويد في الموسم قبل الماضي، وحل جاري ماتي في المركز السادس بزمن قدره 2.25 دقيقة، وبرغم أن الشيخ خالد القاسمي حل في المركز الحادي عشر بتلك الجولة إلا أنه حافظ على مركزه التاسع في الترتيب العام وكان زمنه في تلك الجولة هو 2.33 دقيقة. أما ماجد الشامسي فقد حقق مركزا متقدما في تلك المرحلة في فئة الإنتاج عندما حل الثامن والعشرين بزمن قدره 2.58 دقيقة، ورفع معدله في الترتيب العام ليصبح في المركز الحادي والثلاثين. تألق هيرفونين ويخوض سائقي أبوظبي بي بي فورد منافسات المرحلة التاسعة عشرة في ظروف غريبة للغاية فبالإضافة إلى البرودة القارسة التي بلغت 24 تحت الصفر والثلوج الكثيفة على حافتي الطريق وفي وسطه أحيانا كثيرة، مما قلل مسافة الرؤية نظرا لتساقط الشبورة المائية، وبرغم هذه المعطيات الصعبة إلا أن خبرة سائقينا وتركيزهم العالي قادهم إلى تحقيق مراكز جيدة تدعم وضعهم في الترتيب العام فقد تصدر الفنلندي ميكا هيرفونين حامل لقب النسخة السابقة من رالي السويد المرحلة وحل في المركز الأول مطوعا تلك الظروف التي عطلت منافسيه في صالحه، وقطع المسافة في زمن قدره 11.55 دقيقة، وبالطبع كان يلاحقه منافسه النرويجي القوي أوستبيرج الذي جاء في المركز الثاني بزمن قدره 11.57 دقيقة، وحل الفرنسي أوجيير في المركز الثالث بزمن قدره 12.1 دقيقة، ويليه كل من سولبيرج، وسيباستيان لوب، وأندرسون، قبل أن يصل جاري ماتي محققا المركز السابع بزمن قدره 12.10 دقيقة، ويواصل الشيخ خالد القاسمي تفوقه فيأتي في المركز العاشر بزمن قدره 12.42 دقيقة ليبقي في المركز التاسع بالترتيب العام، ويحافظ أيضا متسابقنا الصاعد ماجد الشامسي على ترتيبه العام فيحقق المركز ال32 بتلك المرحلة قاطعا المسافة في زمن قدره 15.11 دقيقة. وفي المراحل الثلاث الأخيرة حافظ هيرفونين على صدارته بتركيز عال، ونجح جاري ماتي من القفز مركزين في صدارة الترتيب العام من الخامس إلي الثالث، وواصل الشيخ خالد القاسمي الزحف بثقة كبيرة نحو النهاية السعيدة والمركز العاشر الذي كان هدفا مهما بالنسبة له. وجرت مراسم التتويج بالقرب من فندق الإقامة وسط أجواء فرحة أعضاء بعثة فريق أبوظبي بي بي فورد الذين احتفلوا حتى الساعات الأولى من الصباح بالإنجاز الكبير. القاسمي: الأفضل لم يأت بعد كارلستاد (الاتحاد) - أكد الشيخ خالد القاسمي أن جولة السويد هذا العام حققت أهدافا أكثر إيجابية من العام الماضي، وأنها أثبتت أن فريق أبوظبي بي بي فورد يسير في الاتجاه الصحيح لأنه نجح في الاحتفاظ باللقب برغم مشاركة أكثر من 130 سائقا من مختلف دول العالم بعد استعدادات قوية، موضحا أن المنافسات كانت محتدمة حتى اللحظات الأخيرة، والتوقعات كانت غير مجدية حتى الثواني الأخيرة من الجولة ال 22 لأن فقدان التركيز ولو للحظة واحدة كان من الممكن أن تكلف صاحبها الكثير في الترتيب العام. وقال: "الدخول ضمن ترتيب العشرة الكبار كان هدفا مهما بالنسبة لي هذا الموسم، وأقول إن الأفضل لم يأت بعد على ضوء مشاركتنا في رالي السويد هي الأصعب على ضوء أنها بداية الموسم بعد فترة توقف، وتأتي دائما في أجواء ثلجية وجليدية تغطي الطرقات، وإذا كنت قد حققت المركز ال 13 في العام الماضي خلال أول مشاركة، والمركز العاشر في العام الجاري فإن ذلك يعكس جهدا كبيرا يبذل وعملا دؤوبا نقوم به"، ووجه شكره إلى هيئة أبوظبي للسياحة على دعمها المتواصل، ولكل أعضاء الفريق من مدربين، وفنيين وميكانيكيين، وإداريين، ومؤكدا أنهم جميعا شركاء في الإنجاز. هيرفونين: كسبت رهان الجليد والسيارة الجديدة كارلستاد (الاتحاد) – عبر السائق الفنلندي ميكا هيرفونين عضو فريق أبوظبي بي بي فورد عن سعادته البالغة لاحتفاظه بلقب رالي السويد للعام الثاني على التوالي، مشيرا إلى أن منافسات هذا الموسم كانت أقوى مما كانت عليه في الموسم الماضي، نظرا لكثرة المشاركين، وتطور مستوياتهم بشكل ملحوظ، فضلا عن استعداداتهم الجيدة، والاهتمام بمشاركة بأفضل أنواع سيارات الراليات، وبالتالي فهو يحمل طابع خاص له حسب رأيه، موجها الشكر إلى كل أعضاء الفريق الذين ساندوه بكل قوة ووفروا له الأجواء المثالية التي دفعته لتحقيق هذا الإنجاز الكبير. وأوضح أنه متفائل جدا بانطلاقة الموسم الحالي، ويتمنى أن ينهيه بنفس المستوى حتى يفوز فريق أبوظبي بي بي فورد بالمركز الأول على المستوى العالمي في إجمالي الجولات. الجدير بالذكر أن فريق أبوظبي كان قد حقق المركز الثاني عالميا في موسم 2010، وبفضل الدعم الكبير من هيئة أبوظبي للسياحة والعمل المنهجي المتواصل، أصبح واحدا من أفضل فرق الراليات في العالم، وتوجد مؤشرات كبيرة بأنه قادر على أن ينهى موسم 2011 في صدارة الترتيب الدولي. ويقول ميكا: البداية كانت جيدة في المراحل الأولى، ولكن الأجواء المناخية كانت صعبة مما أثر على الأداء نسبيا في اليوم الثاني، وظروف السباق كانت غريبة فلم تقتصر فقط على الأجواء المناخية الجليدية، ولكنها امتدت أيضا لأمر آخر خاص بالسيارة الجديدة التي نشارك بها للمرة الأولى، فهي أقصر على الأرض من التي كنت أشارك بها في العام الماضي. انزلاقة الكيلو 7 أصعب اللحظات كارلستاد (الاتحاد) - أكد جاري ماتي أنه كان يتوقع صعوبة المنافسات في الموسم الجديد، لذلك استعد جيدا لها، ولكنه تعرض للانزلاق بعد 7 كم من بداية المنافسات وكانت تلك هي أصعب لحظة، يواجهها في رالي السويد حيث كادت سيارته تنقلب لولا أنه كان محظوظا. وقال: “الثلوج الكثيفة على حافتي الطريق جعلت الممرات أضيق، وأدت في بعض الأحيان إلى الاصطـدام بالثلوج، وتسببت تلك الانزلاقة في تأخيري لمدة 30 ثانية من الوقت وهي مدة كبيرة حاولت بقدر الإمكان طوال المراحل التالية تعويضها ولكنها بقيت مؤثرة على ترتيبي العام حتى النهاية، برغم أنني تمكنت من العودة بشكل جيد”. الشامسي: رالي السويد كله مكاسب كارلستاد (الاتحاد) - أكد ماجد الشامسي أن رالي السويد بالنسبة له كله مكاسب، حيث أنه نجح من خلاله في تحدي بعض المسارات التي مر عليها لأول مرة في حياته وفي ظروف مناخية غريبة، مشيرا إلى أن هذه المسارات احتاجت إلى المزيد من التأني والتركيز، وأن الهم الأول عنده كان يتمثل في عدم الوقوع في أى أخطاء فنية، وإكمال الرالي بكل مراحلة من أجل تحقيق الفائدة القصوى منه. وقال: نجحت في تعزيز بعض المهارات الخاصة ولا سيما أنني دخلت الرالي بسيارة جديدة أيضا نوعية سوبارو القوية، ونجحت في التآلف معها في المراحل الأخيرة بما يعطي مؤشرات إيجابية كثيرة بتحقيق نتائج أفضل في الجولات المقبلة مع نفس السيارة، ولا يمكنني أن أنكر مواجهتي لعدد كبير من التحديات في رالي السويد أهمها الثلوج متعددة الأنواع والبرودة الشديدة، والمنافسة القوية أيضا. ويلسون: خبرة القاسمي وتركيزه وراء الإنجاز كارلستاد (الاتحاد) - أكّد ويلسون مدرب الشيخ خالد القاسمي أن التركيز والخبرة كلاهما قادا الشيخ خالد القاسمي إلى تحقيق المركز المتقدم، موضحا ان هذه المشاركة عكست تطورا كبيرا في مستوى أدائه ومهاراته بما يجعلنا نعول عليه كثيرا في كل التحديات المقبلة. وقال: “أهم ما يحسب للشيخ خالد القاسمي سرعة تكيفه مع السيارة الجديدة التي تختلف في الكثير من الأمور للأفضل بالطبع عن سيارة الموسم الماضي، كما يحسب له أن ذهنه كان حاضرا في المواقف الصعبة، ونجح في حسم المنافسة بينه وبين الثنائي سانديل وويلسون في الوقت المناسب وتحديدا في اليوم الأخير لأنه كان قد أنهى اليوم قبل الأخير في المركز الحادي عشر”.