لحود يوصي بـ الطوارئ وتسليم الأمن للجيش

في الساعات الأخيرة وقبيل مغادرته قصر بعبدا، أصدر الرئيس إميل لحود بيانا جدد فيه موقفه اعتبار حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة غير شرعية بموجب الفقرة ''ي'' من الدستور، وقرر فيه: أولا توافر وتحقق أخطار حالة الطوارئ اعتبارا من اليوم 24 نوفمبر، وثانياً تكليف الجيش صلاحية حفظ الأمن في جميع الأراضي اللبنانية ووضع جميع القوى المسلحة تحت تصرفه، وثالثاً عرض التدابير التي يفرضها الجيش على أول حكومة تتوافر فيها الشرعية الميثاقية والدستورية· وبدا بيان لحود بشأن ''الطوارئ'' أقرب إلى التوصية منه إلى الإعلان ذلك أن هذا الأمر منوط دستوريا بمجلس الوزراء الذي سارع إلى رفض قرار لحود واعتبره غير دستوري وبلا قيمة، وأكدت الحكومة اللبنانية في بيان مساء أنها ما تزال مستمرة في تحمل مسؤولياتها وتمارس صلاحياتها كاملة، وقالت ''ليس من حاجة للتذكير بأن الحكومة التي هي حكومة شرعية ودستورية، والتي كانت تتمنى أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري لتسليم الأمانة حسب ما ينص الدستور ما تزال مستمرة في تحمل مسؤولياتها وتمارس صلاحياتها كاملة''· فيما سعى زعيم الأكثرية النائب سعد الحريري إلى طمأنة البطريرك الماروني نصرالله صفير إزاء إصرار الأكثرية على التوافق في انتخابات الرئاسة، قائلا بعد زيارته بكركي ''لن نترك البلد في الفراغ''· وانتشر نحو 20 ألفا من جنود الجيش تدعمهم عربات ودبابات مدرعة في بيروت وجبل لبنان· وتولت قوات الجيش أيضا حراسة المباني الحكومية وأقامت نقاط تفتيش، كما اتخذت إجراءات أمنية إضافية حول فندق يتحصن فيه عشرات من نواب الأكثرية تحت حراسة مشددة منذ شهرين خشية تعرضهم للاغتيال· واعتباراً من منتصف ليل أمس صار لبنان بلا رئيس للجمهورية وحتى 30 نوفمبر وهو الموعد المبدئي الذي حدده رئيس البرلمان نبيه بري آملا في حدوث توافق بين الأكثرية والمعارضة لانتخاب رئيس للجمهورية، لم يبد قريبا حتى في ظل الحملات والاتهامات المتبادلة بين الجانبين· المعارضة ترفض تسلم الحكومة صلاحيات الرئيس أعلنت المعارضة اللبنانية أمس رفضها تسلم الحكومة الحالية صلاحيات رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود· وقال رئيس كتلة ''التغيير والإصلاح'' النائب ميشال عون إنه نتيجة رفض فريق السلطة مبادرته الإنقاذية التي طرحها فإنه عاد عن انسحابه وقرر الترشح للرئاسة ويرفض تقبل أي اتصال أو استقبال أي موفد من فريق 14 مارس (الأكثرية)، مطالبا من وصفهم بـ''المعتدلين'' في الأكثرية اتخاذ مواقف عملية والخروج من الصف ومتهما الحكومة باغتصاب السلطة اعتباراً من اليوم واغتصاب دور الرئاسة رغم عدم شرعيتها· ورفض ''حزب الله'' بدوره أي قبول بتولي حكومة السنيورة صلاحيات الرئيس· واشنطن تدعم السنيورة وطهران تحذر من الحرب أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مساء أمس دعمها حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، واتهمت ''حزب الله'' بتعطيل الانتخابات الرئاسية· في وقت أعلنت الحكومة الفرنسية أنها لا تزال تأمل في أن يتوصل اللبنانيون إلى انتخاب خلف للرئيس إميل لحود· ودعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس كل الأطراف المعنية بالازمة السياسية في لبنان الى الحفاظ على الهدوء فيما أعلن نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي أن لبنان الذي فشل في انتخاب خلف للحود قريب جدا من الحرب الأهلية جدل المواد الدستورية بين القصرين استند الرئيس اللبناني المنتهية ولايته إميل لحود في قراره من قصر بعبدا بشأن ''الطوارئ'' وتسليم الجيش الأمن الى المادتين 49 و50 من الدستور حيث تنص الأولى على أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن ويسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور، والثانية هي القسم أمام البرلمان باحترام الدستور والقوانين وحفظ الاستقلال وسلامة الأراضي اللبنانية· كما استند الى الفقرة ''ي'' من مقدمة الدستور بشأن عدم شرعية الحكومة والتي جاء فيها ''لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك'' وباعتبار أن جميع الوزراء الشيعة منسحبون من الحكومة منذ شهر 11 2006 فإن الحكومة غير ميثاقية وغير دستورية· وفي المقابل، استندت الحكومة في دفاعها من القصر الحكومي عن صلاحياتها ورفض قرار لحود إلى مادتين هما الفقرة الخامسة من المادة 65 للدستور التي تضع قرار إعلان حالة الطوارئ في مجلس الوزراء والمادة 62 التي تقول ''إنه في حال خلو سدة الرئاسة لأي علة كانت تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء'' والى المادة 69 التي لاتعتبر الحكومة مستقيلة إلا إذا استقال رئيسها أو فقدت أكثر من ثلث عدد أعضائها المحدد في مرسوم تشكيلها أو وفاة رئيسها أو عند بدء ولاية رئيس الجمهورية أو عند نزع الثقة منها من قبل البرلمان· الحص يدعو إلى ترميم الحكومة دعا رئيس الحكومة اللبناني الأسبق سليم الحص إلى ملء الفراغ الرئاسي بحكومة وحدة وطنية تضمن استمرار الاستقرار والسلم الأهليين إلى أن يتم التوافق على رئيس جديد، واصدار مرسوم بترميم الحكومة الحالية وتعويمها وتوسيعها بحيث تغدو بمثابة حكومة وحدة وطنية ثلاثينية تتسلم مهام رئاسة الجمهورية بحسب الدستور· فيما قال رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي ''أنه وقع المحظور وبان المستور، ودخل لبنان في الفراغ الرئاسي، ودعا السياسيين رحمة باللبنانيين إلى وقف نهائي للحملات المتبادلة التي اندلعت بعد تأجيل جلسة مجلس النواب وأن يحذوا حذو العاقلين منهم لتخفيف التشنج الحاصل والانصراف بهدوء إلى إعادة الحسابات·