ثقافة تقبل الفوز والخسارة

تابعت باهتمام ردود فعل معظم وسائل الإعلام الرياضي العربية الهادئة والعادلة والمنصفة تجاه تصرفات قلة من الإعلاميين المتعصبين والجماهير الأهلاوية بحق الحكم المغربي عبدالرحيم العرجون، وبعض لاعبي الفريق الضيف في أعقاب فوز النجم الساحلي ببطولة الأندية الأفريقية المؤهلة لبطولة العالم للأندية التي تستضيفها اليابان مستهل الشهر المقبل· هذه التصرفات المرفوضة التي تجاوزت حدود الاحتجاج والشتم اللفظي لتصل إلى حدود محاولة الاعتداء البدني على الحكم ورئيس الفريق الفائز وهي ليست من شيم وعادات وتقاليد الإعلام الرياضي وجمهور كرة القدم في مصر الشقيقة ، ولا أعتقد أن أحداً من أعضاء مجلس إدارة هذا النادي العريق يقبل بمثل هذه السلوكيات التي لن تبدل نتيجة أو تحقق سمعة· قد يكون الحكم قد أخطأ في تقدير بعض الحالات داخل ميدان الملعب ، وتلك مسألة شائعة الحدوث في كل ملاعب العالم الكروية وبطولاتها الوطنية والقارية والدولية والأمثلة كثيرة بل وأكثر من أن تحصى وتعد، لم ينفع الاحتراف التحكيمي المتداول ولا استخدام التكنولوجيا وأجهزة التواصل اللاسلكي بين أفراد طاقم في حسم الجدل الدائر حول قرارات التحكيم وصافراتها وراياتها التي تحتمل الخطأ والصواب طالما أنها تعتمد على اللمسة الإنسانية · مثلها مثل كل المشاركين في الرياضات الجماعية من لاعبين وإداريين وحكام ومدربين· وهنا تبرز مسؤولية إعلامنا الرياضي العربي في نشر ثقافة تقبل الفوز والخسارة خصوصاً في الرياضات الجماعية التي تعتمد في تقييم وتقدير المسموح والمحظور في قواعدها وقوانينها على الرؤية واللمسة الإنسانية المعرضة للشكوك والمثيرة للجدل ، والتي أصبحت تستقطب جماهير عريضة متعصبة في ظل انتشار قنوات التلفزة العديدة التي توفر كاميراتها المتواجدة في أرجاء الملعب العديد من العيون المدققة في كل الحالات التحكيمية صغيرها وكبيرها ومن كل زواياها· ولعل المتابع لبطولات الدوري الأوروبي الواسع الانتشار والجذب الجماهيري عربياً يدرك أن ما يحصل هناك من أخطاء تحكيمية يفوق ما يحصل لدينا، لكن ردود الفعل السلبية والغاضبة لديهم لا تصل إلى حدود الاعتداء البغيض والمرفوض·!