الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الدول الفقيرة الحلقة الأضعف في المواجهة

الدول الفقيرة الحلقة الأضعف في المواجهة
1 مايو 2009 02:28
تبدو البلدان الفقيرة الحلقة الاضعف في مواجهة وباء انفلونزا الخنازير نظرا لقلة المستشفيات والنقص في الادوية المضادة للفيروسات وعجز الانظمة الصحية عن رصد الاصابات وعزلها، لا سيما أن أعدادا كبيرة من الناس يعيشون في أحياء مزدحمة وفقيرة تفتقر إلى ظروف صحية• ومنذ انتشار الالتهاب الرئوي الحاد (سارز) سنة 2002 وانفلونزا الطيور سنة ،2003 يحذر الخبراء باستمرار من أن دول الاقتصادات النامية هي الاكثر ضعفا امام انتشار وباء انفلونزا قاتل• وقال انغوس نيكول مسؤول برنامج الانفلونزا في المركز الاوروبي للوقاية من الامراض ومراقبتها (اي سي دسي سي) ''ان الدراسات التاريخية كلها حول الجوائح تشير إلى أنه كلما كان البلد فقيرا، كان وضع السكان أسوأ''• وأعطى نيكول مثل ''الانفلونزا الاسبانية'' التي انتشرت بعد الحرب العالمية الاولى وتراوح عدد ضحاياها بحسب المؤرخين بين 25 وخمسين مليونا• واضاف ''لا شك في ان الناس يقولون ان الوضع كان سيئا جدا في اوروبا آنذاك، لكن برأيي الوضع كان اسوأ بكثير في افريقيا او الهند''• وليس هناك من اثبات على ان انفلونزا الخنازير المنتشرة حاليا ومركزها المكسيك ستتحول الى جائحة، اي الى وباء ينتشر عبر المناطق والقارات• ولا تزال حتى الان قوة هذه العصية ومدى قابليتها للانتشار مجهولة، كما لم يتضح بعد ان كانت هذه الظاهرة ستشكل تهديدا اكبر يتجاوز الانتشار الطبيعي للانفلونزا الموسمية• ولكن اذا تفشت هذه الحالة المرضية، فتتطلب مواجهتها درعا واقية متاحة بشكل واسع في غالبية الدول المتقدمة، الا انها غائبة الى درجة مخيفة في البلدان الفقيرة• وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ''ان الدول النامية في موقف ضعيف جدا••علينا ان نظهر تعاونا على صعيد العالم ان كنا نواجه جائحة••في هذا العالم المترابط لن تتمكن اي دولة من مواجهة هذا التهديد بمفردها''• وقدرت دراسة اجراها العام 2006 البروفسور كريستوفر موراي من جامعة هارفرد مرتكزا على عدد الضحايا الذين حصدتهم ظاهرة الانفلونزا الاسبانية ان 62 مليون شخص قد يموتون في خلال 12 شهرا ان ظهر مرض بهذه الشراسة القاتلة• وتوقع ان تسجل 96% من هذه الوفيات في الدول ذات الدخل المتدني او المتوسط• واظهرت الدراسة عينها ان البلد الاكثر استعدادا في هذه الحالة سيكون الدنمارك حيث ستكون نسبة ارتفاع الوفيات فوق معدلها الطبيعي 0,2%• اما البلد الاخطر فسيكون الهند حيث يتوقع ان تبلغ الزيادة في الوفيات 20 ضعفا عن المعدل الطبيعي• وكانت حالة الذعر التي انتشرت بسبب الالتهاب الرئوي الحاد (سارز) وانفلونزا الطيور قد دفعت بمنظمة الصحة العالمية الى مضاعفة الجهود استعدادا لمواجهة اي جائحة• ودعيت البلدان انذاك الى تقديم خطط طوارئ تغطي جوانب عدة منها التوعية العامة وعزل الاصابات المشتبه بها وتخزين الاقنعة ودواء تاميفلو وغيره من مضادات الفيروسات• وقد رفعت حتى الان 29 خطة وطنية الى المنظمة، لكن سبعة منها فقط كانت من بلدان نامية وهي تشيلي واندونيسيا والمكسيك وجنوب افريقيا وتايلاند وجزيرتا ناورو وبالاو الصغيرتان في المحيط الهادئ• وقال آدم كمراد سكوت الباحث في كلية لندن للصحة الجسدية والامراض الاستوائية في جامعة لندن ''ان الدول النامية تواجه مجموعة من المشاكل الكبرى، فقد يساهم النقص في الجسم الطبي والمرافق الصحية وفي الموارد لشراء مضادات الفيروسات واللقاحات بالاضافة الى النقص في مراقبة الاوبئة في ان تجتاح عدوى امراض تنفسية البلاد قبل ان تدرك السلطات المشكلة التي تواجهها''
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©