الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واقعية جون ديوي أي فكر لا يؤدي إلى نتيجة منشودة فهو فكر أجوف

واقعية جون ديوي أي فكر لا يؤدي إلى نتيجة منشودة فهو فكر أجوف
23 نوفمبر 2007 23:12
يُعد جون ديوي 1859-1952 واحداً من دعاة البراجماتية الحديثة، الذين ظهروا إلى الوسط الفلسفي الأميركي في بدايات القرن الماضي، وربما ترجع نزعته البراجماتية النفعية تلك، إلى اشتغاله بتدريس الفلسفة في مدينة شيكاغو الأميركية، حيث وجد أن الناس هناك لا يؤمنون بالنظريات غير المجدية وإنما بالعمل والسعي، الذي من شأنه أن يؤدى وحده إلى تحقيق رفاهية الإنسان وإشباع حاجاته· نظراً لإدراك جون ديوي طبيعة المجتمع الذي يعمل فيه، كان لزاماً عليه أن يجمع بين الفكر والعمل، ومن ثم دعا إلى إحداث أي تغييرات تساعد على تحقيق الإصلاح الإجتماعي وتحقيق الحياة الكريمة للأفراد، حتى وإن كانت هذه التغييرات مرتبطة بقواعد الأخلاق أو النظم السياسية والاقتصادية السائدة في المجتمع، شريطة أن تحقق هذه التغييرات المواءمة بين الإنسان ومتطلبات العصر، وبالتالي تصل إلى الهدف المنشود، ألا وهو تقدُّم الفرد والمجتمع، ولذلك قال ديوي: إن أي فكر لا يؤدي إلى نتيجة منشودة فهو فكر أجوف، وإن أهمية الفكر لا تكمن في طبيعة عملية الفكر نفسها، وإنما تُستمد من النتائج الملموسة التي نتحصل عليها من عملية الفكر تلك، أو بعبارة أخرى، يجب أن يكون الفكر قادراً على مواجهة المشكلات التي تقابل البشر وإيجاد الحلول لها، وقال ديوي إن عملية الفكر يجب أن تكون مرنة ومتطورة وتتلاءم مع طبيعة التطورات التي تحدث في مسيرة الحياة البشرية، وعندما يقول ديوي بذلك فهو ينتقد بشدة ما جاء به أوجست كانط، الذي جعل الفكر هو المحور الذي تدور حوله معارف الإنسان، متعللاً بأن العقل البشري مزوَّد بمقولات أولية تطبع المعرفة بطابعها، أي أن المعرفة موجودة في عقل الإنسان مقدماً وتستمد وجودها منه بالفطرة· لقد عارض ديوي هذا الكلام، ورأى أن المعرفة لا تتأتى إلا بالتجربة والخبرة، ولذا فهو ينادي بتطبيق المنهج التجريبي على كافة مناحي الحياة، حتى على أمور الدين والأخلاق والمجتمعات، على أن يكون هذا التطبيق موجهاً بالمعرفة والذكاء، حتى لا يؤدي إلى التخبط والعشوائية، وتطبيقاً لمنهج ديوي العملي النفعي، نادى بأن يكون الغرض من العلم هو اكتشاف العلاقة الثابتة بين المتغيرات بدلاً من الاهتمام بالعلل الغائبة، البعيدة عن الإدراك، وأن المعرفة تستمد أهميتها من البحث في العالم الذي نعيش فيه، بدلاً من الهرب عن طريق العقل إلى عالم أعلى، ولذلك اعتبر ديوي أن البحث العلمي من أهم محفزات الفكر الموضوعي، لأنه يرتبط بمواجهة قضايا ومشكلات محددة نعيشها على أرض الواقع، ومن خلال البحث العلمي، وباستخدام المنهج التجريبي -المؤطَّر بالمعرفة والفكر- يمكن التوفيق بين الفلسفة والعلم، بما يؤدي إلى ارتقاء الحياة الإنسانية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©