الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شكري سرحان.. ممثل القرن العشرين

شكري سرحان.. ممثل القرن العشرين
12 فبراير 2015 20:50
سعيد ياسين (القاهرة) شكري سرحان.. واحد من أفضل ممثلي السينما العربية، استطاع بمهارة شهد بها الجميع تقديم مختلف الشخصيات، منها الفتى الوسيم والمتمرد والخائن والسجين الهارب والمغلوب على أمره، وتنوعت أعماله بين الدينية والتاريخية والوطنية والاجتماعية والرومانسية والكوميدية والاستعراضية. وأختير أفضل ممثل في القرن العشرين متفوقاً على أبناء جيله والأجيال التالية، باعتباره صاحب أعلى رصيد من قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما بعدد 15 فيلماً بين بطولة مطلقة وجماعية.، وامتلك قدرة هائلة على التقمص والذوبان في الشخصية التي يجسدها، ومرونة لا نهائية في التعامل مع مدارس إخراجية مختلفة، وحالفه التوفيق في التعاون مع كبار الكتاب والأدباء. اهتمام إعلامي ويرى كثيرون أنه لم يحظ بالاهتمام الإعلامي مقارنة بأفلامه العظيمة، ويرجع من عاصروه ابتعاده عن الأضواء لتدينه الفطري وطبيعته الريفية وتواضعه الشديد، وإخلاصه لمهنته، واكتفائه بعدما بلغ الخمسين بالمسلسلات الاجتماعية والدينية. ولد شكري سرحان في إحدى قرى محافظة الشرقية في 13 مارس 1925، وكان الأخ الأوسط لشقيقين عملا في التمثيل، الأكبر «صلاح» الذي ابتعد سريعاً بعدما قدم شخصية الأخ الشرير في فيلم «الشموع السوداء»، والأصغر «سامي» الذي اشتهر بأدواره الثانوية، وانتقل في صباه مع أسرته للقاهرة، واستهواه الفن أثناء دراسته بمدرسة الإبراهيمية، وقرر لاحقاً دراسته في معهد التمثيل الذي تخرج فيه عام 1947، وكان الأول على دفعته التي ضمت فريد شوقي وصلاح منصور ونبيل الألفي وعبدالرحيم الزرقاني. وبدأ مشواره أثناء دراسته في المعهد، حيث شارك بأدوار صغيرة في أفلام «جنة ونار» و«نادية» و«كرسي الاعتراف» إلى أن أسند له المخرج حسين فوزي عام 1949 دور البطولة في فيلم «لهاليبو» أمام نعيمة عاكف. فتى الشاشة ومنحه يوسف شاهين في عام 1951 فرصة كبيرة لتغيير جلده الفني من خلال فيلم «ابن النيل» أمام فاتن حمامة، وأصبح بعده فتى الشاشة الأول والبطل المطلق أمام نجمات عصره، وظل خلال الخمسينيات والستينيات بمثابة فرس الرهان لجميع المخرجين الكبار بلا استثناء. ومثلما برع في تجسيد شخصية الريفي في «ابن النيل» و«الزوجة الثانية» و«شباب امرأة» و«النداهة» برع في نماذج أخرى منها «البوسطجي»، والضابط الوطني في «رد قلبي» واللص في «اللص والكلاب» والقاسي في «عودة الابن الضال» والحبيب الكهل في «ليلة القبض على فاطمة» والطبيب العائد من الخارج في «قنديل أم هاشم». وقدم العديد من المسرحيات منها «ياسين ولدي» و«أولاد الشوارع» و«السيرك» و«رجال الله»، كما شارك في بطولة العديد من المسلسلات، ومنها «الكعبة المشرفة» الذي جسد فيه شخصية «عبدالمطلب» جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدم شخصية «أبي طالب» في «على هامش السيرة»، والجزأين الأول والثاني من «القضاء في الإسلام»، والجزأين الأول والثاني من «محمد رسول الله»، و«دموع الشموع» و«ينابيع النهر» و«المشربية» و«رفاعة الطهطاوي». وتزوج مرتين الأولى من الراقصة المعتزلة هيرمين، والثانية من سيدة من خارج الوسط الفني هي «ناريمان عوف» التي أنجبت ولديه «صلاح» الذي مارس الفن لفترة مؤقتة، و«يحيى» الذي يعمل سفيراً للنوايا الحسنة. تقدير وحصل خلال مشواره على العديد من الجوائز وشهادات التقدير ومنها وسام الدولة من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وجائزة أفضل ممثل عن أدواره في أفلام «شباب امرأة» الذي كشف عن نجوميته، و«اللص والكلاب» و«الزوجة الثانية» الذي جسد آلام الفقراء، و«النداهة» و«ليلة القبض على فاطمة» وغيرها، وأفضل ممثل من المهرجان الآسيوي الأفريقي عن دوره في «قيس وليلى» الذي قدمه عام 1960، وجسد فيه واحداً من أروع أدواره وهو شخصية الشاعر «قيس بن الملوح»، وكرم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1996 عن مجمل مشواره في سباق مئوية السينما، علماً بأنه كان اعتزل طواعية بداية من 1991 وحتى رحيله في 19 مارس 1997، وقضى سنواته الأخيرة في التعبد وقراءة القرآن لدرجة أنه لقب بـ «عاشق القرآن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©