الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بدور القاسمي: التطورات التقنية تتطلب أفكاراً إبداعية لجذب الأطفال إلى القراءة

بدور القاسمي: التطورات التقنية تتطلب أفكاراً إبداعية لجذب الأطفال إلى القراءة
19 ابريل 2016 15:03
سيف الشامسي (لندن) أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الناشرين الدولي، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات، أن طبيعة العصر الذي يعيش فيه أطفال اليوم، تتطلب مضاعفة الجهود من أجل جذبهم إلى حب الكتاب، من دون فرض أو إكراه، وبأساليب ووسائل إبداعية، تتماشى مع تطور وعيهم وتفكيرهم، والتقدم التقني والتكنولوجي في هذا الشأن. وشددت الشيخة بدور القاسمي خلال لقائها مجموعة من الإعلاميين الإماراتيين على هامش مشاركتها في معرض لندن للكتاب الذي اختتمت فعالياته مساء الخميس الماضي، على أهمية التركيز على محتوى وجودة الكتاب للطفل، وأن يرتقي الناشر والمؤلف والرسام إلى عقل ومخيلة الأطفال، منوهة إلى أن ضعف المحتوى العربي، وبعده عن عالم الطفل الحالي وواقعه، يجعل من الكتاب مادة مملة للأطفال، ولذلك فإننا بحاجة إلى توظيف الابتكار والإبداع لإضفاء المتعة والمرح إلى كتب الأطفال، وبالتالي جذبهم إلى القراءة، وجعلها متنفساً فكرياً وترفيهياً لهم. الرقمي ليس عائقاً وقالت: «إن التطور الرقمي الذي نشهده حالياً، ويعايشه معظم أطفال العالم، يمكن توظيفه في خدمة تعزيز القراءة لديهم، بدلاً من أن نعتبره عائقاً أو حاجزاً بينهم وبين القراءة، المطلوب منا معرفة ما يريده الطفل حالياً، وما هي متطلباته الفكرية بعد عشرة أعوام من الآن، لكي نستطيع وضع استراتيجية عمل لإعداد إصدارات ومحتويات مواكبة للتطورات ولأساليب الحياة». وكشفت الشيخة بدور، خلال اللقاء، أسباب إنشاء دار «حروف» بالقول: تلقت مجموعة «كلمات» طلبات من عدة مدارس في دولة الإمارات لإعداد كتب خاصة بطلابها، وهو ما ساهم في تأسيس «حروف»، الشركة التعليمية المبتكرة التابعة للمجموعة، والتي تصدر كتباً مطبوعة وبرامج إلكترونية تدعم التعلّم باللغة العربية بين الطلاب بطريقة ممتعة وذكية. مضيفة أن «حروف» تشارك في تنفيذ مبادرة دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية في مدارس الشارقة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في العام 2013. «كلمات».. نجاح متواصل وقالت الشيخة بدور القاسمي: «إن دار كلمات، التي تحولت لاحقاً إلى مجموعة تضم عدة شركات، انطلقت قبل نحو تسعة أعوام، لتكون أول دار نشر إماراتية تتخصص حصرياً في نشر كتب الأطفال ذات الجودة العالية باللغة العربية، وتهدف إلى إحداث قفزة نوعية في مضمون كتاب الطفل العربي، وقامت كلمات خلال الأعوام الماضية بتشجيع الكتاب والرسامين على تقديم أفضل ما لديهم من أعمال في مجال أدب الطفل، ما مكنها من إصدار مجموعة من الكتب التي شملت مواضيع متنوعة استهدفت من خلالها فئات عمرية مختلفة حازت على اهتمام الأطفال». وأضافت: «في الأسبوع الماضي حققت «كلمات» إنجازاً إماراتياً وعربياً كبيراً، وذلك من خلال فوزها بجائزة أفضل ناشر في آسيا من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال 2016، وقد كان هذا الفوز مفاجأة بالنسبة لي، خاصة أننا خلال الأربعة أعوام الماضية كنا نرشح في القائمة القصيرة، فقد كانت دور النشر الصينية هي المسيطرة على الساحة وتفوز بالجائزة الأرفع عالمياً، ونحن سعداء بهذا الفوز الذي يعتبر إنجازاً دولياً غير مسبوق لدار نشر إماراتية وعربية، كما فزنا كذلك في المعرض نفسه بجائزة أفضل كتاب للطفل في فئة الآفاق الجديدة عن كتاب «لسانك حصانك» للكاتبة فاطمة شرف الدين، والرسامة حنان القاعي». وعن أعداد الكتب التي أصدرتها «كلمات» حتى اليوم، ومدى الإقبال عليها وأكثرها توزيعاً، قالت المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات: «أصدرنا حتى الآن 200 كتاب باللغة العربية، وعادة ما نقوم بطباعة ثلاثة الآف نسخة من كل كتاب، وإذا حقق نسب مبيعات عالية نقوم بإصداره في طبعات ثانية وثالثة، وهذه الكتب نشارك بها باستمرار سنوياً في معارض الكتب في مختلف الدول العربية والأجنبية، كما نهتم كثيراً بوصول الكتب إلى الأطفال اللاجئين الذين تعاني بلدانهم من صراعات وعدم استقرار، ولدينا مبادرات عديدة في هذا الشأن، أما فيما يخص أكثر كتبنا توزيعاً فهو كتاب «ألف باء تاء» وهو أول كتاب أصدرته كلمات». وفيما يتعلّق بتوجه «كلمات» نحو ترجمة إصداراتها إلى لغات أخرى، لفتت الشيخة بدور القاسمي إلى أن المجموعة اتجهت إلى بيع حقوق كتبها إلى دور نشر عالمية، بهدف التبادل الثقافي والتعريف بالموروث الإماراتي والقيم الأصيلة، حيث تبيع «كلمات» حالياً حقوق نحو 20% من كتبها إلى دور نشر إيطالية، وكندية، وسويدية، وتركية، وهندية، إلى جانب دار نشر بريطانية يتم التفاوض النهائي معها حالياً، مضيفة أن المجموعة تمتلك شبكة واسعة من الشراكات الاستراتيجية مع دور نشر تتفق معها في الأهداف والمبادئ، وهو ما يرفع من معدلات توزيع كتبها وانتشارها. ألف عنوان وعنوان وحول مبادرة «ألف عنوان وعنوان» التي أطلقها مشروع «ثقافة بلا حدود» في منتصف فبراير الماضي، تحت شعار «ندعم الفكر لنثري المحتوى»، أكدت الشيخة بدور القاسمي أن هذه المبادرة تهدف إلى إصدار 1001 كتاب إماراتي خلال العامين الجاري والمقبل، انسجاماً مع عام القراءة، وتعزيزاً للإنتاج المعرفي والفكري في دولة الإمارات. مشيرة إلى أن هذه المبادرة ستساهم في إثراء الإنتاج الفكري الإماراتي نوعاً وكماً، من خلال تشجيع الكتّاب الإماراتيين، وتقديم الدعم المادي لهم للعمل على نشر مؤلفات وكتب جديدة تحاكي ماضينا وحضارتنا وواقعنا ورؤيتنا الإماراتية نحو المستقبل، لنثري بها مكتباتنا وعقول أبناء وطننا. وقالت: «فكرة هذه المبادرة لم تأتِ مصادفة، بل جاءت نتيجة دراسة أجريناها لنتعرف بالأرقام والحقائق على أبرز التحديات التي تواجه صناعة النشر في دولة الإمارات، والوصول إلى فهم أعمق للمشكلات التي تواجهنا كناشرين وكصناع للمعرفة، وكشفت هذه الدراسة أن هناك تراجعاً في أعداد الإصدارات السنوية من قبل دور النشر في الدولة، ووفقاً للدراسة تبيّن لنا أن مجموع الكتب المسجلة سنوياً في دولة الإمارات منخفض إلى حد كبير، وواصل الانخفاض ليصل بعد عامين من تاريخ الدراسة إلى 340 عنواناً فقط سنوياً، بعد أن كان 431 عنواناً». وأضافت أن بعد اعتماد النصوص من قبل اللجنة الاستشارية الخاصة بالمبادرة، سيتم طباعة 1000 نسخة من كل عنوان، بالتعاون مع الشركة المتحدة للطباعة والنشر التابعة لشركة أبوظبي للإعلام، والتي ستساهم في تقديم خصومات في تكاليف الطباعة، وتوفير مساحات خاصة لتخزين الكتب، في مرحلة ما قبل التوزيع، ومن جانبها ستقوم وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بدعم المبادرة، من خلال إعفاء المؤلفين والناشرين من رسوم الترقيم الدولي للكتب التي ستتم طباعتها، ومن ثم سيتم ترويج الكتب في المعارض والمهرجانات الثقافية المحلية والعربية والدولية، ليصل إجمالي الكتب المطبوعة إلى مليون وألف كتاب خلال عامي 2016 و2017. وكشفت الشيخة بدور القاسمي عن أن مبادرة «ألف عنوان وعنوان» تسلمت أكثر من 160 كتاباً حتى الآن، ستتم طباعة المعتمد منها قبل انطلاق فعاليات الدورة المقبلة من معرض الشارقة الدولي للكتاب في نوفمبر 2016، مشيرة إلى أن المبادرة ستلعب دوراً كبيراً في ترويج الكتاب الإماراتي والتعريف بالمبدعين الإماراتيين في المعارض المختلفة، بحيث يكون الكتاب قادراً على كسب إعجاب القارئ، وفي نفس الوقت ينافس على الفوز بالجوائز الأدبية والفكرية الإقليمية والدولية. واختتمت الشيخة بدور اللقاء بالتأكيد على أن أحد أبرز أهدافهم في المرحلة المقبلة هو تقديم كتاب ذي محتوى يملك القدرة على عكس ثقافتنا العربية، وفي نفس الوقت يملك القدرة على كسب الذوق العالمي، مما يوفر له القدرة على الانتشار على الصعيد العالمي، موضحة أن الاختلافات الثقافية تقف حائلاً أمام انتشار بعض الكتب العربية على المستوى العالمي. استراتيجية عمل مطلوب منا معرفة ما يريده الطفل حالياً، وما هي متطلباته الفكرية بعد عشرة أعوام من الآن، لكي نستطيع وضع استراتيجية عمل لإعداد إصدارات ومحتويات مواكبة للتطورات وأساليب الحياة. قطاع النشر يتراجع كشفت دراسة أجريناها لنتعرف بالأرقام والحقائق على أبرز التحديات التي تواجه صناعة النشر في دولة الإمارات، أن هناك تراجعاً في أعداد الإصدارات السنوية من قبل دور النشر في الدولة، مبينةً أن مجموع الكتب المسجلة سنوياً في دولة الإمارات منخفض إلى حد كبير، وأن الانخفاض تواصل ليصل بعد عامين من تاريخ الدراسة إلى 340 عنواناً فقط سنوياً بعد أن كان 431 عنواناً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©