الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بوشعير: طائر أبعد من جناحه تجمع أربعة أنواع أدبية

بوشعير: طائر أبعد من جناحه تجمع أربعة أنواع أدبية
23 نوفمبر 2007 02:58
استضاف ''نادي القصة'' في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول الدكتور رشيد بوشعير، وهو أستاذ بجامعة الإمارات، في دراسة حول رواية الأديب، والكاتب الصحفي ناصر الظاهري ''طائر أبعد من جناحه''، وذلك بمقر الاتحاد على قناة القصباء في الشارقة، بحضور بعض المهتمين وعدد من الصحفيين وغياب صاحب الكتاب· في البداية تحدث مقدم الأمسية الزميل إسلام أبوشكير عن الكتاب وأحاط الحضور بمعلومات عنه وعن مؤلفه، ثم قدم للضيف وترك له الحديث التفصيلي في دراسة امتازت بالشمولية والدقة، فقد بدأ دراسته التي عنونها ''إشكالية النوع الأدبي في نص ''الطائر أبعد من جناحه'' لناصر الظاهري ذلك بعد ملاحظته أن أنواعاً أدبية كثيرة قد التقت في هذا الكتاب وهي إشكالية متجددة متصلة بطبيعة النوع الأدبي وماهيته وجذوره ومدى نقائه أو هجينيته وعلاقته بالأنواع الأدبية والفنية الأخرى، ولابد من الإشارة هنا إلى أن الرواية هي أحد الأنواع الأكثر قابلية للتقاطع النوعي كونها نوعاً مركباً بطبيعته ففيه سرد، وحوار والحوار عماد المسرح، وفيه مواقف والمواقف عصب القصة القصيرة، وفيه تحليل ونقد وهما قاعدة المقالة، لهذا كانت الرواية أكثر انفتاحاً على الأنواع الأدبية الأخرى، إلا أن بعض كتابها في عصر الحداثة وما بعد الحداثة بالغوا في مد الجسور بين الرواية والأنواع الأخرى وهو ما بدا جلياً في ''الطائر بجناح أبعد منه''· وقال بو شعير تجمع الرواية بين أربعة أنواع أدبية على الأقل تتقاطع أو تتواصل في هذا النص وهي: ''الحكاية الشعبية - السيرة الذاتية - شعرية الخطاب اللغوي - أدب الرحلات''، وقدم تفصيلاً وشواهد لكل منها من ذات الكتاب، فالكاتب يبذل جهداً واعياً في توظيف الحكاية الشعبية، وقد ظهر ذلك في التناصات التي شرحت في هوامش الكتاب فيبدو التناص هنا عملية مقصودة بل لعله تقنية أدبية استطاع كاتبها أن يولفها في خدمة نصه، وأما السيرة الذاتية فقد كانت طاغية على النص فهو يقارب السيرة الذاتية بامتياز ويعد صورة فنية عن حياة ناصر الظاهري الإنسان فكل الصفات والملامح والأحاسيس التي ميزته ميزت وانطبقت على بطل هذا العمل الأدبي فالبطل عاش يتيماً ودرس في باريس وعشق وأحب وتزوج وكذلك كان ناصر الظاهري· وأما شعرية الخطاب اللغوي فقد تجلت في كثير من الجمل فنضحت الرواية بما يشبه الشعر كقوله: ''وعواء كبكاء الذئب المهرول من العطش إلى العطش'' إلى أمثلة كثيرة تؤكد لنا أن اللغة الروائية ترقى إلى مستوى شعرية الشعر أحياناً ولعلها تطغى في هذا النص بشكل لافت لكنها لا ترقى للنوع الشعري بامتياز· أما أدب الرحلات، فيقول عنه بو شعير هو: ''أكثر الأنواع الأدبية حضوراً فقد دون، الكاتب أو البطل إن شئتم فهماً في النهاية شخص واحد، انطباعاته وذكرياته التي شكلت لديه ذاكرة مكانية وزمانية وروحية مما جعلها تبدو مدونات في وصف أكثر من خمسين مدينة زارها وعاش فيها أعطته أسرارها وقصصها كباريس، وبيروت، ودمشق، والقاهرة، والجزائر، والمغرب، وموسكو، وتونس وغيرها''· في النهاية، يلفت الانتباه إلى أن عنوان النص الجانبي الذي يصنف هذا العمل في خانة ''الحكاية'' وليس الرواية قد أتاح للكاتب أن يناغم بين كل الأنواع الأدبية التي ذكرها دارس النص وأبعد عن نفسه وعن قلمه تهمة المبالغة في الربط بين الأنواع الأدبية المختلفة في نص واحد قد يضع نقاده أمام إشكالية تسمية النص التي ما زال يصر البعض على إدراجه تحت المسمى المعتاد ''الرواية''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©