جنون العقارات

نحن نعلم أن الأزمة المالية أثرت بشكل كبير في سوق العقارات مطلع هذا العام، فنجد دول العالم الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة قد تأثرت بهذه الأزمة، فانخفض الطلب على شراء المساكن بشكل كبير. وعلى المستوى الأوروبي أيضاً انخفضت الإيجارات. والأمر نفسه تكرر في اليابان والصين.. كل هذا بسبب الأزمة المالية.. ولكن هنا في دول الخليج لم يتأثر سوق العقارات، والأسعار لا تزال في زيادة مستمرة بسبب ومن دون سبب.. لماذا؟ الإجابة بسيطة، فنحن فتحنا المجال خلال فترة بسيطة لكل مستثمر يحدد القيمة الإيجارية «على كيفه»، وكما يروق له، لتحقيق مكاسب خيالية من دون رقابة تحديد العلاقة الإيجارية، وتضع نظماً وقوانين.. ونحمد الله أن صدرت قوانين في بعض الدول الخليجية لتحدد هذه العلاقة لينعم الانسان بالسكن والسكينة من دون قلق أو خوف من نسبة الزيادة التي يقرها المستثمر على هواه. أشرف رزق اشترِ بيتاً لا شك، أن سوق العقارات شهد تحولات قد تصل إلى الانقلاب، فكثير من دول العالم اضطرت إلى خفض أسعار العقارات تماشياً مع الأزمة العالمية التي تجاوزت نسبة خسائرها أو عجزها 4 تريليونات دولار. ورغم ذلك مازالت العقارات في وطننا العربي تسير على حافة الجنون وكأن شيئاً لم يكن. معنى هذا أن الوطن العربي ليس له علاقة بالمتغيرات أو الأزمات العالمية، أم أننا كالعادة نسقط فريسة لحفنة من الطامعين والجشعين الذين يستغلون الكوارث، حتى ولو كانت عالمية، لجني مزيد من الأموال والأرباح، فعلى كل عربي أن يشتري بيتاً لو أراد خارج الوطن العربي. رامي رباح