نسرين درزي (أبوظبي)
العالمية التي وصلت إليها الإمارات في تربعها على قائمة أفضل وجهات الجذب السياحي تعزز مفهوم احتضانها لأوسع تجمع لمهرجانات الضيافة والمأكولات المتواصلة فيها على مدار العام. ومناسبة الحديث تنبع من صدى كرنفالات الطهي التي تملأ هذه الأيام شوارع أبوظبي ودبي وتسكن مطاعمها الراقية، محولة إياها إلى موائد مفتوحة بأرقى معايير التقديم ولذائذ الطعم. بحسب طهاة ضيوف من حملة نجوم ميشلين والخبراء الدوليين، الذين يحضرون سنوياً منصات التحكيم ضمن المنشآت الفندقية، مسجلين انبهارهم بالمستوى الذي يحتله قطاع الضيافة في البلاد حاصداً أعلى نسب الرضا والتصويت حول تنوع المطابخ وجودة الخدمات.
مرافق الطعام
عند التجوال بين المذاقات تظهر الثقة العميقة التي يوليها الذواقة بمهرجانات الطهي التي تنظمها وتستضيفها الجهات المعنية داخل الدولة، إذ تتباهى فيها المنتجعات والفنادق بتقديم نماذج من أفضل الأصناف التي تتميز بها مطابخها ضمن تعاون مشترك بين كبار الطهاة فيها وخبراء الطهي العالميين، الذين يحضرون خصيصا إلى الدولة للمساهمة في ترك بصماتهم على قطاع السياحة والخدمات. وإذا كانت البداية مع مهرجان فنون الطهي - أبوظبي، الذي انطلق بصعوده إلى العالمية قبل 8 سنوات، فإن الذروة برزت مع تنظيم «مذاق دبي»، ومن بعده «مذاق أبوظبي»، وصولاً إلى «كرنفال دبي للمأكولات» و«كانتين الشاطئ»، و«أبوظبي للمأكولات»، الذي يتفرع منه «فنون الطهي»، و«الموائد الجوالة».
روائح ذكية
الروائح الذكية الممزوجة بنكهة الأطباق الشهية تفوح هذه الأيام في ربوع المنشآت السياحية المشاركة في أكثر من 6 مهرجانات طهو تمتد بين إمارتي أبوظبي ودبي. وتعد احتفاليات تنافسية على تقديم الأفضل والأطيب. إذ لا تقتصر العروض الحية فيها على تحضير الطعام على أيدي خبراء في أبرز الدول السياحية، وإنما أيضاً يتم إشراك جمهور المهرجان من الذواقة في ورش عمل تفاعلية تضيئ في كل مرة على أسرار النكهات التي تشكل فضولاً عند كثيرين.
وتترافق معها حفلات الغداء والعشاء التي تتبارى الأصناف نفسها على الفوز بها لما يحوط عملية إعدادها من إبداع وألوان ابتكار لم يسبق لها مثيل لا في الشكل ولا في الطعم.
والمشهد، الذي يتكرر على أنغام الموسيقى الحية والاستعراضات الفنية والترفيهية المحببة ضمن فعاليات الطعام التي تأخذ الصبغة الاحتفالية، ترسم فيها الوجوه الباسمة، وتتشابك معها الأيدي المنهمكة باختيار ما لذ وطاب من الأصناف المالحة واللحوم وثمار البحر والمشاوي والحلويات التي يحلو تذوقها في الأجواء، حيث تنظم مثل هذه المهرجانات السخية في العرض والتقديم لاستكشاف أكبر قدر من النكهات، وسط كرنفال من المذاقات التي ثبت استحقاقها أعلى معايير الجودة.
إضافة نوعية
منذ إطلاقها لمهرجان فنون الطهي عام 2009، الذي اتسعت رقعته هذه السنة تحت مسمى «أبوظبي للمأكولات»، تسعى هيئة السياحة والثقافة الداعمة لأمجاد القطاع الأكثر تألقاً واستقطاباً، إلى تأكيد أهمية تبادل الخبرات مع طاقم المطاعم والمطابخ المشاركة من أرقى منشآت الضيافة على امتداد الإمارة.
ويعتبر سلطان الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع السياحة بالإنابة في الهيئة، أن المهرجان، الذي يضم تحت مظلته ثلاثة أنشطة ضخمة تشمل مختلف مناطق الإمارة، يؤكد الأهمية التي يوليها القطاع لنمو الحركة السياحية واستقطاب السياح من مختلف البلدان.
ويشير إلى أن مهرجان المأكولات يشكل إضافة لقطاع الترفيه في الإمارة، إذ يستضيف ما يزيد على 30 ورشة طهي تحت إشراف باقة من أشهر الطهاة، بالإضافة إلى عدد من عروض الطهي وموائد المأكولات الشهية.
ضيافة راقية
تتحدث المنسقة الإعلامية نور أبو لبن عن مهرجان دبي للمأكولات، الذي يملأ الإمارة بالبوفيهات المتنوعة شكلاً ولوناً ومذاقاً قائلة إن النجاح الذي حققته مدينة دبي في ذيوعها السياحي المتفرد تحتل الضيافة الراقية الحيز الأبرز فيه. وتأتي فعاليات الطعام والطهي المباشر لتكلل هذا الانتشار الساحق الذي يتهافت عليه السياح من مختلف الوجهات حول العالم.
وأحدثها فقرة كانتين الشاطئ، التي تستمر حتى 28 من فبراير الجاري، وتشكل كوكبة لا مثيل لها في جمع آلاف الذواقة ضمن أجواء ترفيهية استثنائية. وهي تتيح الفرصة لعشاق المأكولات بالاستمتاع بشواطئ دبي بطريقة مبتكرة ولاسيما أن هذا المفهوم لا يزال جديداً على المنطقة العربية، ولم تشهده منطقة الشرق الأوسط من قبل. والأمر نفسه بالنسبة لفعالية تلذذ بالطعام على الخور مع تقديم أطباق حائزة جوائز عالمية ضمن الأجواء الإماراتية التقليدية الأصيلة.
وتذكر أن «سوق رايب» على هامش «دبي للمأكولات»، إضافة نوعية حيث تعرض أنواعاً من الخبز الطازج والجبن المحلي وزيت الزيتون والخل، ويتم الاحتفال بما يحيط فنون الطهي من طريقة إنتاج المكونات والمنتجات العضوية التي تدخل في تحضير الأطباق الشعبية.
عدد اليوم
