بينما يطلع من قلبها نداء «الله أكبر» صوت كل مؤمن برسالة التوحيد والإيمان، لتنزل السكينة على القلوب، وتسبح النفوس بحمد ربها، تعانقها الشمس مودعة وتلوّح لها قبل أن تدخل بفرح إلى غيابها إثر سماعها لفظ الجلالة. المآذن، المآذن..
شاهقة تناجي السماء، تكرّم الإنسان المؤمن؛ برفع رأسه إلى علوها، يبحث في الفضاء عن صدى النداء ومشهد هالات الشمس وأشعتها التي تنحني وتتكور طي قرصها حين الغروب، تتوسد السماء وتغمض أهدابها الذهبية على عين تجمّرت، لتمضي إلى غروبها -الذي يرتفع أثناءه الأذان- في رحلة أفولها الذي جاء ذكره في كتابه تعالى (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذا رَبِّي هَذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُون).
إلى ذلك تشكّل مآذن المساجد أهم المعالم في إمارات الدولة التي تزدان بها، يتسم بعضها ببناء معماري حديث، وبعضها يتميز بتاريخه القديم. وتجمع إلى جانب قيمتها الدينية الروحية كمنبر باسق يدعو الناس إلى دور العبادة ويذكر فيها اسم الله سبحانه وتعالى؛ قيمة تاريخية وجمالية تزين بالهيئة والزخرفة والضوء صدر الفضاء المفتوح على الجهات. وتنصبّ جهود الدولة على نشر المساجد في كل أنحائها، وضمان وجودها في المناطق النائية، فبلغ عددها عام 2005 وفق آخر إحصائية لوزارة الأوقاف الإسلامية (سابقاً) 3900 مسجد تتوزع على إمارات ومناطق الدولة، بينما يبلغ عدد المآذن نحو 7000 مئذنة. وبذا لا تتوقف حركة بناء المساجد في الدولة، لتكون منارا للهدى وطريقا إلى النور، يساهم الكثير من أبناء الدولة ممن أفاض الله عليهم بكرمه وفضله ببناء المساجد التي تسمق فيها المآذن
عدد اليوم
