الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزار للمبدعين والباحثين «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» حراك ثقافي لا يتوقف

مزار للمبدعين والباحثين «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» حراك ثقافي لا يتوقف
1 مايو 2009 00:22
كل شيء يدعو إلى الثقافة في المجمع الثقافي مقر «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث»حيث الأجواء الثقافية الخلاقة، والموسيقى الكلاسيكية الهادئة، واللوحات الرائعة التي تزين جدران المكان، والسياح الذين يتابعون ثقافتنا وحاضرتنا بكل دقة واهتمام. تنتشر في المكان رائحة الثقافة والمعرفة والقهوة العربية التي تنبعث من مقهى دلما في الطابق العلوي، وصوت النافورة التي تتناغم مياهها مع صوتها ورغبة الكثيرين في الجلوس على دوراها. ملايين العناوين على مدى السنوات الماضية احتل المجمع الثقافي في أبوظبي مكانه متميزة في نفوس عشاق القراءة والكتابة، ورغم تعدد الوسائط ودخول الإنترنت والفضائيات وغيرها ظل «المجمع الثقافي» الذي يعد أحد أهم العلامات المضيئة في أبوظبي مزارا للمبدعين والباحثين عن المعرفة. فمنذ تأسيسه في عام 1981 ظل المجمع قبلة للباحثين عن المعرفة، وما من باحث أو كاتب أو صحفي إلا وقادته قدماه يوما ما إلى «دار الكتب الوطنية» التي تضم ملايين العناوين وتشمل الكتب والدوريات والمخطوطات والمراجع وبلغات مختلفة أبرزها العربية والإنجليزية. وخلال العامين الماضيين بدأ طلاب المدارس بكافة مراحلهم خطواتهم لهذا الصرح الثقافي بعد أن بات مطلوبا منهم إعداد بحوث علمية تتطلب مزيدا من الاطلاع والقراءة في الكتب التي تحتويها مكتبة المجمع. هادئة وهادفة يقول محمد سالم طالب في الصف الأول الثانوي- عن الخدمات التي تقدمها المكتبة: «أزور الدار مرتين اسبوعيا حيث أقوم بواجباتي المدرسية وكتابة الأبحاث التي تطلب مني بشكل مستمر، فالأجواء في الدار هنا تتسم بالهدوء، وتساهم في التركيز وتحصيل المعرفة، وكذلك ما يطلب منا في المدرسة حيث المراجع الأجنبية متوفرة». يلتقط الحديث صالح البلوشي- طالب ثانوي، وقال: «إن وجود مكتبة بهذا الحجم وبهذا التنوع من الكتب يساعد الطلاب على اتمام ما يطلب منهم من بحوث. كما أن توفر المراجع العربية الرائدة والهادفة، يساعدنا كثيراً، وكذلك وجود الكتب الأجنبية حيث المناهج في المدارس الخاصة باللغة الإنجليزية». عند باب قاعة الخليج والجزيرة العربية التي تحوى على 20 ألف عنوان تتناول تاريخ منطقة الخليج والجزيرة، أوشك أحمد سعود على دخول المكتبة قبل أن يقول: «أحرص على زيارة دار الكتب مرتين على الأقل في الأسبوع فإلى جانب تنوع ما تحتويه الدار من كتب ومراجع في شتى المجالات فإن الإدارة توفر لنا فرصة الاستعارة الخارجية بطريقة ميسرة، فضلاً عن كوني أجد 90% مما أبحث عنه باعتباري مهتم بأكثر من مجال». تعامل حضاري ليس المكان وحده يشير إلى الحضارة والتحضر، فالقائمون على الدار يتعاملون بشكل حضاري مع كل زواره، مما يجعل الزوار يشعرون إلى جانب الاطلاع والمطالعة. بالراحة والألفة مع المكان وإدارته. وبعد جولة في قسم «دار المخطوطات» المتفرع عن دار الكتب، يلاحظ وجود مخطوطات يرجع تاريخها إلى سبعمائة عام مضت ومنها ما هو أصلي ومنها ما هو مصور. يقول محمد أنس- موظف في قسم إعارة الكتب: «إن عدد المشتركين الجدد خلال العامين الماضيين بلغ 3000 مشترك في حين أن عدد المشتركين منذ تأسيس الدار في منتصف السبعينات من القرن الماضي لم يتجاوز 5000 مشترك ما يؤكد الإقبال الكبير على الدار والاستفادة مما تضمه من جواهر ثمينة.. كما أن الدار تسمح لفئة الدبلوماسيين وأساتذة الجامعة بالاشتراك المجاني بمساهمة منها في تسهيل مهامهم العلمية مشيرا إلى أن بقية اشتراك الفئات يعتبر رمزيا لا يتعدى 400 درهم ويمنح من خلالها المستعير كتابين أو ثلاثة كحد أقصى». الحراك الجميل في «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» حراك ثقافي لا يتوقف، ففي كل يوم يوجد الجديد والمثير للاهتمام، وها هي إدارتها تخصص إدارة للمشاريع الثقافية التي انبثق منها مهرجان الشرق الأوسط السينمائي، وأكاديمية نيويورك ـ أبوظبي ـ آرت باريس، ومسابقة أفلام من الإمارات، ومسابقة للتصوير، وبيت العود، وأخيرا مشروع «كلمة» الذي يعنى بالترجمة من الإنجليزية إلى العربية والعكس، ومشروع «قلم» الذي يعنى بطباعة ونشر الإنتاج الثقافي المحلي. يقول علي أبو الريش- مدير مشروع قلم: «إن دار الكتب هي محطة لطيور الثقافة التي تلتقط من تربته الخصبة حبات الحياة، ولذلك يشعر الإنسان في كل صباح وهو يرى هذه الفسيفساء من البشر يجمعهم هم واحد وهو الكتاب كونه خير جليس في هذا الزمان وخير أنيس يوشوش في ذهنية القارئ عن خبر الذي كان وابتدأ وما سيكون». ويضيف أبو الريش: «إن المناهج التربوية الجديدة أفسحت المجال لطلبة العلم للبحث والقراءة واستقراء ما بين السطور بعيدا عن الهضم والتكرار والاجترار الذي كان سائدا في الماضي، وهذا النهج الجديد ينمي لدى الدارس قدرات الإبداع والنظر إلى الحياة من منظور بحثي يقدمه الطالب من خلال جهد ذاتي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©