الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المزروعي: مبادرة محمد بن زايد تحيي الأمل في الثقافة العربية

المزروعي: مبادرة محمد بن زايد تحيي الأمل في الثقافة العربية
22 نوفمبر 2007 02:38
برعايـة الفريــق أول ســمو الشـيخ محمــد بــن زايـد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس في مؤتمر صحفي تفاصيل مشروع ''كلمة'' لإحياء الترجمة في العالم، حضره سعادة محمد خلف المزروعي مدير هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وجمعة القبيسي مدير معرض أبوظبي للكتاب وبشار شبارو رئيس اتحاد الناشرين العرب وكريم ناجي المدير التنفيذي لمشروع ''كلمة''· وفي بداية المؤتمر الصحفي تحدث سعادة محمد خلف المزروعي مدير هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حول أهمية المشروع ومستقبله قائلا: لقد استشعر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال زيارته لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته السادسة عشرة التي أقيمت العام الماضي ،2006 مدى القصور الذي تعاني منه الثقافة العربية بخصوص ترجمتها للمؤلفات الأجنبية، كما لمس سموه غياب المؤلفات العالمية عن دور النشر العربية، فجاءت مبادرته الكريمة لتحيي الأمل من جديد عبر إطلاق فكرة مشروع شامل للترجمة· وبذلك بادرت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتنفيذاً لتوجيهات سموه بتنفيذ وإطلاق مشروع ''كلمة'' للترجمة كمشروع نهضوي يسعى إلى استعادة المكانة الحضارية للثقافة العربية في انفتاحها على الثقافات الأخرى، وحوارها مع الآخر ضمن إطار التبادل المعرفي الخلاق· وأكد المزروعي على أن المعرفة الإنسانية معرفة شاملة، وتراكمية وقال: وهذا ما أدركه العرب خلال عصور ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، لذلك ازدهرت في تلك الحقب حركة الترجمة عن اللغات الأخرى في محاولة لنقل المعرفة بكافة جوانبها النظرية والعلمية، وهذا ما أدى إلى حفظ هذه المعرفة التي تناقلتها الحضارات المختلفة وأقامت على أساسها نهضة مجتمعاتها وتنميتها· مضيفا: إذا ما قاربنا الوضع العربي سندرك أننا لم نمتلك بعد الأدوات الأساسية للتنمية القائمة على المعرفة الهائلة التي أنتجتها الحضارات من مشرق العالم إلى مغربه، وذلك بسبب قصور حركة الترجمة وتأخرها عن حال غيرها في مجتمعات أخرى، ولعل الاقتراب من الإحصائيات يدعو للرهبة من حجم الفوارق بين ما يترجمه العرب وما يترجمه الآخرون ، فخلال أكثر من نصف قرن مضى ترجمت دولة مثل فرنسا ما يقرب من (150) ألف كتاب، كما ترجمت ألمانيا حوالي (260) ألف كتاب، في حين ترجم العرب مجتمعين أكثر بقليل من (9) آلاف كتاب· وفي القرن الحادي والعشرين تترجم إسبانيا اليوم ما يزيد عن (10000) كتاب سنوياً، والعالم العربي بأكمله يترجم حوالي (400) كتاب فقط، غالبيتها عن اللغة الإنكليزية، ولذلك فمن المخطط له أن يقوم مشروع ''كلمة'' بترجمة المؤلفات عن مختلف اللغات الحية، وعدم تجاهل ما ينتج في ثقافات أخرى لها مكانتها المعرفية والحضارية المعروفة· واوضح المزروعي قائلا: إن مشروع ''كلمة'' يشكل جزءاً من الاستراتيجية الشاملة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي تسعى إلى خدمة الثقافة العربية والكتاب العربي، ومن هذا المنطلق جاءت مبادرتنا بتطوير معرض أبوظبي الدولي للكتاب ودعم صناعة النشر لتصبح أبوظبي مركزاً متميزاً لصناعة النشر في العالم، بالإضافة إلى إطلاق جائزة الشيخ زايد للكتاب وغيرها من المشاريع الثقافية الهامة· واليوم·· فإن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بصدد تأسيس قاعدة بيانات للكتاب العربي ستكون متاحة لجميع المهتمين والمثقفين في العالم عبر شبكة الإنترنت، وذلك بهدف تعريف العالم بما ينشر عربياً، إذ لا بدّ من الاعتراف كذلك أن معظم البيانات التي تنشر عن واقع النشر العربي اليوم غير مطابقة للحقيقة· الكتب الإماراتية كما تحدث خلال المؤتمر الصحفي جمعة القبيسي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب حول آفاق وآليات المشروع الذي سينجز فيه 100 كتاب في السنة الأولى منه، وقد بدأت بوادر هذا الإنجاز بالكتب الستة التي ترجمت عن الثقافات العالمية إلى اللغة العربية، قائلا: إن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث قد أنجزت الكثير من كتب التحقيق، وإن هناك كتباً تراثية عربية قد اهتمت بها الهيئة وأنها في إطار احياء الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى· أما ما يتعلق بالكتب الإماراتية والاهتمام بها، فإن الهيئة طبعت كتباً محلية وظهر منها ما يشكل صورة واضحة للثقافة الإماراتية، وإن الهيئة تهتم وبشكل فاعل بالمؤلف محلياً وتعتبره من أولوياتها، وفي محاولتها نقل التراث الشفوي إلى المكتوب أنجزت الهيئة أعمالاً مهمة في هذا الاطار· كما أكد القبيسي على ضرورة تأسيس قاعدة بيانات في الوطن العربي حيث تمثل صورة حقيقية لجمع جهود الترجمة· من جانبه، تحدث بشار شبارو امين عام اتحاد الناشرين العرب عن اهمية الترجمة في العالم العربي، مثمنـا مبـادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإطلاق مشروع ''كلمة''، والذي أكد على أهميته ودوره في إحياء مكانة الترجمة اثراء للثقافة العربية والكتاب العربي تحديدا· ونوه شبارو بما تقدمه امارة ابوظبي من فعاليات وانشطة ثقافية متنوعة خلال الفترة الاخيرة ابتداء باطلاق المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات والتي تشمل متاحف عالمية وتراثية عريقة وانتهاء بهذا المشروع الرائد الذي يهتم بعالمنا العربي· وأشاد شبارو بالمبادرة التي يرعاها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأعرب عن أمله بالنجاح لهذا المشروع· كما تحدث كريم ناجي الرئيس التنفيذي لمشروع ''كلمة'' خلال المؤتمر الصحفي وقال: إن ''كلمة'' يهدف الى تحقيق اربعة اهداف اولها تمويل ترجمة ونشر الكتب من اللغات الاخرى الى العربية·· وثانيا دعم مبادرات التسويق والتوزيع·· وثالثا دعم وتشجيع صناعة الكتب العربية على الساحة العالمية وفي معارض الكتاب الدولية، واخيرا الاستثمار في مهنة الترجمة لتشجيع وتأهيل المزيد من المترجمين لمستويات أعلى· وذكر ناجي أن ''كلمة'' سيتعاون مع شركاء في دور النشر لتطوير خطط تسويقية واعلانية لتسويق الكتب المنتجة، كذلك تم اطلاق موقع على شبكة الانترنت وهناك استراتيجية قوية للعلاقات العامة لزيادة الوعي بهذا المشروع بجانب العمل مع معارض الكتاب العالمية المهمة مثل معرض فرانكفورت للكتاب· ثم طرحت أسئلة من قبل الصحفيين والناشرين والمترجمين حول ضرورة الاهتمام بتوصيل الكتاب إلى أكبر شريحة من المجتمع العربي كي تكون فاعلية مشروع ''كلمة'' قد حققت طموحاتها، وحول أهمية أن تكون هناك حركة نشر من العربية إلى اللغات الأخرى واقترح أن تكون نسبة معينة من المطبوع ضمن مشروع ''كلمة'' لتعريف العالم بثقافتنا ومعرفتنا، لذا فإن دعم الناشر الغربي ضرورة كي يتوجه إلى الكتاب العربي أيضاً· بعد ذلك، رد سعادة محمد خلف المزروعي على الاستفسارات والملاحظات بأن الترويج ضروري والحملة الإعلانية سوف تصاحب هذه الكتب المترجمة وأن المشروع يجيء خدمة للأمة العربية بأكملها لكي تزداد المعرفة وتتطور المهارات العربية، وأن ما تريد الهيئة تحقيقه هو استمرار المشروع الذي يلقى كل الدعم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· اختيار العناوين في العام الأول سيتولى فريق ''كلمة'' اختيار أول مئة عنوان مرشحة للترجمة، بالإضافة لمراجعة الترجمات الموجودة والحصول على حقوق النشر والتوزيع· ؟ مع تطور أعمال هذه المبادرة ستتولى ''كلمة'' تشكيل لجنة التحرير من الكتاب والأكاديميين البارزين لإدارة عملية اختيار العناوين المرشحة للترجمة· ؟ سيكون هناك مزيج متنوع من النصوص الأدبية والأكاديمية والكتب التجارية، مع مراعاة الثغرات الراهنة الموجودة في المكتبة العربية وأنواع العناوين التي تستهوي القراء· ؟ سيتم اتباع نهج عملي وانتقاء العناوين ذات القيمة العالية التي تعد أعمالاً ممتازة من قبل مجموعة ممتازة من المؤلفين والكتاب· من المشروع يعتبر مشروع ''كلمة'' من أكثر المبادرات الثقافية العربية جرأة وأهمية· ويهدف إلى توسيع نطاق انتاج وتوزيع الكتب العربية ونشر المعرفة في العالم العربي من خلال تمويل ترجمة ونشر وتوزيع الأعمال الكلاسيكية والمعاصرة المميزة من اللغات العالمية إلى اللغة العربية·وأعلنت ''كلمة'' أن من ضمن أول مائة كتاب تنوي ترجمتها، تمت ترجمة ستة كتب ستكون متوفرة للبيع والتوزيع قريباً وهي: ؟ العلامة: تاريخ المفهوم وتحليله The Sigَ - أومبرتو إيكو ؟ تأثير الهالة وثمانية أوهام أخرى تضلل المديرين في عالم الأعمال The Halo Effect - فيل روزينتسفيغ ؟ مستقبل الطبيعة الإنسانية e Future Of Human Nature - يورغين هابرماس ؟ التاريخ الأكثر إيجازاً للزمن A Briefer History Of Time - ستيفن هوكينج ؟ كافكا على الشاطئ Kafka On The Shore - هاروكي موراكامي ؟ الجذور العربية للرأسمالية الأوروبية The Arab Roots Of Capitalism - جين هيك، أما العناوين المرشحة المتبقية فلا تزال في مراحل الحصول على حقوق الملكية والترجمة· وسيتم نشرها خلال الأشهر المقبلة حال اكتمال العمل بها مباشرة· كما يعتبر مشروع ''كلمة'' مبادرة طموحة غير ربحية، إذ انطلقت جذورها الأولى بفضل منحة مقدمة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث· وتتمثل مهمة هذه المبادرة في تمويل نشاطات الترجمة والنشر والتوزيع للكتب الكلاسيكية والمعاصرة المتميزة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وتسعى أيضاً إلى توحيد جهود المؤلفين والمترجمين ودور النشر والتوزيع· شهادات حول مشروع ''كلمة'' جاءت العديد من الشهادات من مختلف انحاء العالم مفكرين وكتاب وأدباء، نختار منهم التالي: ؟؟ ميلان كونديرا (مؤلف): لقد كنت دائماً معجباً جداً بالوطن العربي· على الرغم من معرفتي المحدودة بتلك المنطقة· وأنا معجب جداً بمبادرتكم الهادفة إلى ترجمة الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة العربية· وآمل أن يؤدي هذا إلى تشجيع إطلاق مبادرة مماثلة من قبل الجانب الأوروبي نحو الأدب العربي· ؟؟ جيم غريس - مؤلف: إنني أدعم مبادرة ''كلمة'' تماماً· عندما كنت أعيش في السودان في أواخر الستينيات من القرن الماضي· شعرت بالانجذاب الشديد وعلى نحو فوري بالسمات الجمالية للغة العربية، ولكن في نفس الوقت اعتراني حزن شديد لأن الكتاب السودانيين الذين بتّ أعرفهم جيداً· من أمثال الطيب الصالح والسر حسن فضل، كانت أعمالهم مترجمة ومتوافرة باللغة الإنجليزية، وغير متوفرة بلغتهم الأم! والآن ·· وبعد أن أصبحت كاتباً روائياً، فإنني في كل كتاب أكتبه· أشعر بأنني مدين إلى أقصى درجات الامتنان للايقاعات الموسيقية في اللغة العربية، بيد أن ما يدعو للأسف حقاً، أن هذه اللغة الفريدة من نوعها لما تتمتع به من الخصائص الدافئة الجذابة والألحان الموسيقية العذبة ليست ضمن اللغات الثماني والعشرين التي ترجمت أعمالي إليها· ومع ذلك لا أزال آمل أنا وكثيرون من الكتاب أمثالي أن تترجم أعمالنا إلى العربية· واليوم، ومع انطلاق مشروع ''كلمة'' بفعل الدعم السخي والحكيم الذي يقدمه سمو ولي عهد أبوظبي إلى هذه المبادرة، والذي يخطط لترجمة الأعمال الأجنبية الهامة، أصبح الأمل أكبر لدى الكتاب باللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات أن يقرأ الناطقون بالعربية أعمالهم، وينطلقوا بمخيلتهم لفهم أفكار إخوانهم في الدول الأخرى· ؟؟ جورج صليبا - أستاذ اللغة العربية والعلوم الإسلامية - جامعة كولومبيا: لم تشهد أي حضارة نهضة في تاريخها بشكل أو بآخر بدون أن تسبقها أو تواكبها نهضة في حركة الترجمة، وسواء ما حدث في مدينة بغداد في القرن التاسع، أو في أوروبا خلال العصور الوسطى أو في عصر النهضة في وقت لاحق، يمكن القول بشكل عام وفي جميع الحالات إن حركات الترجمة مهدت لولادة فترات ملحوظة من الطفرات الثقافية· ؟؟ روجر ألن - أستاذ اللغة العربية وآدابها - جامعة بنسلفانيا: في عالم يواجه المزيد من التعقيدات والتباعد بين الثقافات تصبح الترجمة وسيلة بالغة الأهمية للحيلولة دون وقوع المزيد من الآثار السيئة التي قد تنجم عن الاتجاهات المؤسفة التي تعجز عن فهم وتقدير الثراء في التنوع البشري والحاجة إلى قدر أعلى من الرؤية المنفتحة نحو المستقبل ويسعى مشروع ''كلمة'' إلى توفير جسر يمكن من خلاله للثقافات المختلفة أن تبقى على اتصال مع بعضها البعض عن طريق تبادل الحياة الثقافية والمساهمات الفكرية، ففي الماضي وتحديداً المثال الرائع الذي سجلته إسبانيا في عصر الحكم الإسلامي· كانت قيمة التبادل الثقافي مقدرة على نطاق واسع، ونحن بحاجة في هذا العصر إلى تكرار تلك التجربة مرة أخرى· ؟؟ كريس دويل، مدير مجلس النهوض بالتفاهم العربي البريطاني: عندما وصلت الحضارة العربية إلى أوجها، كانت مدينة لحدّ كبير إلى الطريقة التي اتبعها الباحثون والعلماء وغيرهم من المشاركين في تلك النهضة، حيث عمدوا للرجوع إلى الثقافات والحضارات الأخرى، والاستقاء منها والاعتماد عليها وعندئذ تمكنوا من الاستفادة من تلك الأسس والبناء عليها، وفي تلك الأثناء لعب المترجمون دوراً هائلاً· وحازوا على التقدير نظير مهاراتهم الثمينة· وفي الوقت الراهن، فإنه من بين العناصر الرئيسية التي يمكن الاعتماد عليها في مؤازرة الوطن العربي لتحقيق المزيد من التقدم، الاستثمار في هذا النوع من البرامج التي من شأنها أن تساعد على إثراء المكتبات الأكاديمية في جميع أنحاء المنطقة ومدها بأحدث الأعمال من جميع الميادين· إن الترجمة ليست مجرد مهارة ولكنها تمثل مفتاحا يقود إلى كنز ثمين من التفكير والأفكار والإبداع من شتى أنحاء العالم، وهي مكونات تشكل مجتمعة منصة انطلاق لتحقيق المزيد من التقدم''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©