البنتاجون تحذر الكونجرس من خفض تمويل الحرب

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ''البنتاجون'' أن قادة الجيش الأميركي شرعوا في صياغة خطط لمنح الموظفين عطلات وتقليص العمليات داخل القواعد العسكرية، توفيراً للأموال وفق توجيهات أصدرها وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس بسبب عرقلة الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس الأميركي مشروع قانون موازنة تمويل الحرب في العراق وأفغانستان حتى خريف العام المقبل 2008 بمبلغ 196 مليار دولار طلبه الرئيس الأميركي جورج بوش· لكن الديمقراطيين رفضوا هذا التحذير الرامي إلى الإسراع في إقرار تلك الموازنة واتهموا الوزارة باعتماد أسلوب ''التخويف''· وقد مرر مجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي مشروع قانون بتخصيص 50 مليار دولار لتمويل الحربين، مقرونا بقيود على نشر الجنود وتحدد ديسمبر 2008 موعدا لانسحاب القوات الأميركية، لكن الجمهوريين في مجلس الشيوخ تمكنوا من إحباطه· وتولى نائب وزير الدفاع جوردون انجلاند تضخيم تحذيرات جيتس فكتب في رسالة الى زعماء الكونجرس بأن تأخير التمويل سيضر بقوة العمل الدفاعي المدني وصيانة المستودعات وعمليات القواعد وأنشطة التدريب· وصرح المتحدث باسم البنتاجون جيوف موريل لصحفيين في واشنطن مساء أمس الأول بأن موارد الجيش المخصصة لتمويل العمليات العسكرية وأعمال الصيانة ستنفد بحلول فبراير المقبل، فيما ستنفد تلك المخصصة لوحدات مشاة البحرية الأميركة ''مارينز'' بحلول مارس المقبل· وقال ''لن نكون قادرين على دفع رواتب الموظفين المدنيين والمتعاقدين''· وأضاف أنه سيتم منح نحو 200 ألف موظف مدني ومتعاقد مع وزارة الدفاع عطلات أو فصلهم مؤقتاً، كما سيتم إغلاق قاعدتي الخدمات اللتين توفران الأمن الأساسي للقوات المتمركزة في المنشآت· وتابع ''إن وزير الدفاع يعتقد أنه يتوجب على الكونجرس التصويت على الموازنة كاملة ودون أن يحاول إدارة الحرب من الكابيتول''· ودعت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو المشرعين الى إقرار تمويل الحرب قبل نهاية العام· وقالت ''نحن ندعو الكونجرس والديمقراطيين في الكونجرس إلى أن يرسلوا إلى الرئيس التمويل التكميلي للحرب دون تواريخ استسلام تعسفية، قبل عطلتهم التالية في غضون عطلات أعياد الميلاد''· واتهم الديمقراطيون إدارة بوش بنشر ''قصص رعب'' عن تمويل حرب العراق وأصروا على أن ''البنتاجون'' لديها اموال كافية حتى مارس المقبل وبالتالي لا حاجة إلى الاستغناء عن موظفين من أجل ابقاء الجنود في الميدان· وقال رئيس لجنة الإنفاق الدفاعي في مجلس النواب جون ميرثا خلال مؤتمر صحفي ''هل تصدقون ما تقوله البنتاجون كما صدقتم تأكيدات ادارة بوش السابقة بشأن الحرب مثل الحاجة الى تخليص العراق من اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر عليها قط؟''· ووصف رسالة انجلاند بأنها ''وثيقة سياسية''· وأوضح أنه زار العديد من المستودعات العسكرية مؤخرا ووجدها كاملة التمويل ولديها احتياطي يكفي لسبعة أشهر من العمل· وقال ''إنهم يخيفون الناس ويخيفون أسر الجنود بهذه الوثيقة السياسية· انه فعلا أمر جدير بالاحتقار يذكر بما كان يصدر عن وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد''· وقال رئيس لجنة المخصصات في المجلس ديف أوبي ''وفرنا كل الأموال التي ستحتاجها الإدارة حتى مارس لكي نتفادى قصص الرعب التي ينشرونها''· وأضاف أنه سيكون سعيداً بمنح الرئيس بوش مبلغ 196 مليار دولار كاملا في الحال اذا قبل ''أدنى شروط الديمقراطيين'' وبصفة خاصة خطة الانسحاب بحلول نهاية العام المقبل· ورفض فكرة أن الانسحاب يعني ''الاعتراف بالهزيمة''، قائلا ''إن جيشنا كسب الحرب قبل فترة طويلة''·