الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

غنائية أولاد عامر ·· تؤلف بين قلوب الأعداء

غنائية أولاد عامر ·· تؤلف بين قلوب الأعداء
21 نوفمبر 2007 22:50
احتضنت قاعة ''الموقار'' بالجزائر العاصمة مؤخراً عرضاً مسرحياً جميلاً قدمته الفرقة المسرحية لولاية سطيف -304 كلم شرق الجزائر- بعنوان ''غنائية أولاد عامر''، تأليف الكاتب المسرحي والروائي عز الدين جلاوجي وإخراج طيبي الدهيمي وأداء 18 ممثلا شابا· قيم مشتركة تعود قصة المسرحية إلى القرن العاشر الميلادي، تاريخ دخول الهلاليين إلى الجزائر، وبحثهم الدائم عن الأراضي حيث الكلأ والمرعى باعتبارهم بدواً رحلاً، فتنزل إحدى قبائلهم ''أولاد عامر'' بنواحي سطيف وتصطدم بالأمازيغ، السكان الأصليين الذين سرعان ما يهبون إلى الدفاع عن أراضيهم وهم الذين طالما كافحوا الغزاة في القرون الماضية للحفاظ عليها، فتقع معارك عديدة بين الطرفين، إلا أن كاتب المسرحية ينفي عن بني هلال تلك الصورة النمطية الشائعة عنهم من أنهم فظاظ غلاظ لا يكفون عن استباحة أراضي الغير بالقوة، حيث يكتشف متتبعو العرض أنهم أيضاً يتحلون بقيم الكرم والشهامة وكذا بمشاعر الرقة والحب والتعفف، إذ يسعى فارسهم ''عامر'' إلى الزواج من إحدى الفتيات الأمازيغيات بغية تمكين قومه من الأرض، ويتودد إلى أهلها ويدخل، دون اتفاق معهم، إحدى الحروب التي خاضوها ضد قبيلة أخرى ظالمة ويتمكن من دحرها، وهنا تتغير نظرة الأمازيغ إلى عامر وقومه ويتأثرون أيما تأثر بشجاعتهم وشهامتهم وحفاظهم على شرف الآخرين فيقدمون على تزويج عامر من ابنتهم، ويتحالف رئيس قبيلة ''أولاد عامر'' مع الأمير الأمازيغي أثناء العرس، ويقدم قران الزوجين في صورة معبرة عن التحالف والانصهار بين العرب الوافدين من الجزيرة العربية والأمازيغ الأصليين· والملاحظ أن المسرحية لا تقدم الاسلام كعنصر وحيد لانصهار الطرفين، بل تقدم أيضاً القيم المشتركة بين العرب والأمازيغ كأداة للتأليف بين قلوب الأعداء المتحاربين وانقلابهم إخواناً، بعد أن يكتشف كل طرف مدى تشابه الآخر معه في هذه الصفات، وأهمها الإباء والتضحية ونصرة المظلوم والشهامة والنجدة والحفاظ على الشرف· علماً بأن السكان الأصليين طالما نفروا من المستعمرين طوال التاريخ وحاربوهم بلا هوادة لتناقض عاداتهم وصفاتهم معهم· ملامح خاصة العرض كان جميلاً وقدم جرعة عالية من الفرجة والمتعة للمشاهدين خاصة وأنه اعتمد العديد من المشاهد الفلكلورية من أغان شعبية ورقص وأمثال شعبية وحِكم جعلت اللهجة العامية التي قدمت بها المسرحية قريبة جدا من العربية الفصحى، ولو قدمت في أي بلد عربي لما طرح جمهوره مشكلة اللغة، خاصة وأن مؤلفها كتبها بلغة فيها الكثير من السجع وقريبة من حكايات الهلاليين· أما السينوغرافيا فكانت بسيطة واقتصرت على عين مياه للدلالة على أهمية العيون والآبار في استقرار البدو الرحل أو نزولهم بأرض ما لبعض الوقت· الجمهور خرج راضياً عن العرض ودفع ذلك بعضهم إلى التساؤل عن سر كثرة اقتباس المسرحيات من المؤلفين الغربيين، ما دام جلاوجي وحده قد ألف أزيد من 40 مسرحية ذات مستوى جيد·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©