موقع حدودي لمنع تدفق الأسلحة والعملاء من إيران

أصبحت منطقة زرباطية على الحدود بين العراق وإيران، حيث خاضت الدبابات حربا مريرة فوق أرض قاسية خلال حرب البلدين (1980-1988) وتمتد الشاحنات حاليا لتملأ الأفق في علامة على نمو الاتصال بين العدوين السابقين، موقعا حدودياً أمنيا ضمن مساعي القوات الأميركية والعراقية لوقف تدفق الأسلحة والعملاء الإيرانيين على جنوب وشرق العراق· وتقع نقطة العبور فوق قطاع ضيق ناتئ من الأرض يمر من ايران إلى العراق محاطا بالصحراء والجبال في محافظة واسط بشرق العراق· وتصطف يوميا على الجانب الايراني من الحدود مئات الشاحنات المحملة بالشمام والبطيخ واجولة البصل ومواد البناء والأثاث انتظارا للعبور بواردات يعتمد عليها اقتصاد العراق المدمر· كما تقف الحافلات في انتظار انزال مجموعات الزوار الشيعة المتجهين إلى العتبات الدينية في العراق· ويتجه عراقيون إلى الجانب الآخر من الحدود طلبا للعلاج أو فرارا من الحر القائظ· وقال القائد الأميركي اللفتنانت كولونيل فرانك باوم نائب مولر عند نقطة التفتيش الجديدة في زرباطية ''كان من شبه المستحيل الفصل بين الأشخاص القادمين والذاهبين·'' واضاف لرويترز ''كان ذلك مفزعا بالنسبة لنا· لم يكن بالامكان ايجاد نظام أو منطق لما يحدث· على الأقل فصلنا في الوقت الحالي المتجه إلى الداخل عن المتجه إلى الخارج''· وقال قائد وحدة الجيش الأميركي العاملة مع حرس الحدود العراقيين في محافظة واسط الكولونيل مارك مولر ''عندما جئنا قبل نحو عام لم يكن هنا سوى بوابة وساحة حيث كان يمر الناس والتجارة· كان هناك كثير من التحديات للأمن''· وأضاف ''نعلم ان الشحنات الناسفة الخارقة للدروع والصواريخ تأتي عبر الحدود، لذلك فهذا مصدر قلق بالطبع''· وتمتد حدود محافظة واسط مع ايران بطول 143 كيلومترا ولذا فمن غير المرجح أن يحاول مهربو الأسلحة المرور عبر نقطة تفتيش تتمتع بحراسة مشددة ومزودة بجهازي فحص بالأشعة السينية لفحص كل عربة والتأكد من خلوها من الأسلحة· وقال باوم ''مثل المياه، سيجري التدفق بأيسر الطرق'' وأضاف أن نحو 2000 من حراس الحدود العراقيين مكلفون بأعمال الدورية على القطاع الحدودي ''يوقفون الذين يعبرون بشكل غير قانوني ويبحثون أيضا عن ذخائر ربما تعبر الحدود دون المرور عبر بوابة الدخول هنا''· ونقطة تفتيش زرباطية الحدودية هي بوابة الدخول الرسمية الوحيدة إلى واسط· وخلال الشهور الأحد عشر الماضية تم إنشاء سقائف كبيرة ينتظر داخلها القادمون والمغادرون في صفوف منفصلة اثناء فحص جوازات سفرهم وتفتيش امتعتهم· ويسمح يوميا بمرور 1500 ايراني بحد أقصى إلى العراق فيما لا يوجد حد اقصى لعدد العراقيين العابرين إلى ايران· وتتيح أجهزة كمبيوتر جديدة لمسؤولي الهجرة العراقيين التعامل مع الحشود حيث تستخدم عمليات مسح احصائي عالية الدقة للبحث عن الموضوعين على قوائم المطلوبين الأميركية والعراقية· وأقام جنود أميركيون بضعة حواجز خرسانية على بعد نحو مترين مشكلين ثلاثة جدران ووضعوا بين اثنين منها بوابة للتحكم في مرور الناس· ويسمح لصهاريج الوقود الايرانية فقط بالمرور، فيما توجه الشاحنات الإيرانية الأخرى إلى ساحة حيث يتم نقل حمولاتها إلى مركبات عراقية· ويراقب حراس عراقيون في برج مرتفع عملية نقل الحمولات في ايران ويحددون الشاحنات المشتبه بها ليتعين تفتيشها يدويا لدى عبورها·