مشرف في السعودية··وشريف يرفض اتصالاته

بدأ الرئيس الباكستاني برويز مشرف زيارة أمس إلى السعودية تاركا خلفه إعلانين للتهدئة داخليا، أحدهما بتنحيه عن منصب قائد الجيش خلال أيام، والثاني عن الإفراج عن 5000 معتقل· في وقت رفض رئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف المنفي في السعودية الرد على اتصالات مشرف ما لم يتعهد برفع حالة الطوارئ والإفراج عن أعضاء النظام القضائي وإعادة حرية وسائل الإعلام· وقال المدعي العام الباكستاني مالك قيوم في إسلام آباد أمس إن من المحتمل أن يتنحى الرئيس مشرف عن منصب قائد الجيش قبل بدء فترة ولاية رئاسية جديدة مطلع الاسبوع المقبل· واضاف ''أن مشرف سيؤدي اليمين الدستورية كرئيس مدني''، مضيفا أن أداء اليمين قد يتم يوم الجمعة أو السبت تبعا للقرار الوشيك للمحكمة العليا حول شرعية إعادة انتخابه في السادس من أكتوبر الماضي· وفي السعودية التي وصلها مشرف، أعلنت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان الرئيس الباكستاني أجرى محادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حول العلاقات الثنائية والوضعين الاقليمي والدولي· وأثيرت تكهنات حول احتمال لقاء مشرف نواز شريف، الا أن الاخير أكد رفضه إجراء اي اتصال بمشرف، وقال ''لست مستعدا للقاء هذا الرجل الذي اعتقل القضاة وكمم افواه وسائل الإعلام وعلق الدستور''· واضاف ''اعتقد أن الامة تستعد لمعركة حاسمة ضد النظام الدكتاتوري''، مؤكدا انه ''يؤيد اقتراح بوتو باجتماع كل احزاب المعارضة'' وانه رفض لقاء مشرف على الرغم من ثلاث محاولات أجراها الأخير للاتصال به خلال الشهرين الماضيين· وقال إن حزبه اقترح برنامجا على حزب بوتو ينبغي الالتزام به اذا ارادت توحيد الحركتين، ويقضي ''برفع حالة الطوارئ والافراج عن أعضاء النظام القضائي واعادة حرية الإعلام واللجنة الانتخابية الاصلية'' المكلفة تنظيم الاقتراع· وقال في حال لم يتم ذلك، فان الحركتين وكل احزاب المعارضة الاخرى، يجب أن تقاطع الانتخابات المقررة في 8 يناير· من جهة أخرى اعلنت اللجنة الانتخابية أمس أن الانتخابات التشريعية ستجري في باكستان في 8 يناير، وقال رئيس لجنة الانتخابات قاضي محمد فاروق إن ''رئيس الجمهورية حدد موعد انتخابات الجمعية الوطنية ومجالس الولايات في الثامن من يناير''· واضاف أن الأحزاب عليها أن تقدم أوراق الترشيح قبل 27 نوفمبر وأنه سيجري الإعلان عن قوائم المرشحين المقبولين في 16 ديسمبر المقبل· وفي ما يشبه بادرة حسن نية اعلنت الحكومة الباكستانية الإفراج عن أكثر من 5000 من المحامين والمعارضين والنشطاء الحقوقيين الذين اعتقلوا بموجب حالة الطوارئ· وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية جاويد اقبال تشيما إنه جرى اطلاق سراح نحو 3400 معتقل وإن نحو 2000 آخرين سيفرج عنهم قريبا، وأضاف ''فيما تعتبر الاحتجاجات السلمية جزءاً من العملية الديمقراطية، لا ينبغي للحكومات الاتحادية والاقليمية التسامح مع أي محاولة لإثارة الاضطرابات قبل الانتخابات''· وفيما يتعلق بقضاة المحكمة العليا السابقين ومن بينهم رئيس المحكمة السابق افتخار تشودري الذين فرضت عليهم الإقامة الجبرية في مقارهم الرسمية قال إن ''لهم مطلق الحرية في الذهاب إلى منازلهم إذا شاءوا''، دون إيضاح إن كان سيتم السماح لهم بحرية الحركة في أي مكان· لكن الشرطة الباكستانية عادت فاعتقلت أكثر من 150 صحفيا في مدينة كراتشي جنوب باكستان بعد أن اعتدت بالهراوات على تظاهرة لهم احتجاجا على القيود التي فرضها مشرف على وسائل الإعلام · من جهة أخرى اكدت الولايات المتحدة انها تستثمر في العلاقة مع باكستان وشعبها وليس مع مشرف الذي دعته من جديد الى اعادة البلاد الى الديمقراطية· وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك إن مشرف ادخل اصلاحات سياسية قبل قيامه بفرض حال الطوارئ مؤخرا، مضيفا ان بلاده رحبت بها لكنها تعارض اجراءات فرض الطوارئ· واعتبر ان هذه الخطوة تقوض المصالح الاميركية قائلا ''رغم انه حليف وصديق، لكن استثمارنا هو في علاقتنا مع باكستان والشعب الباكستاني''، واضاف ان نائب وزير الخارجية الاميركية جون نيجروبونتي تحدث مع مشرف خلال زيارته الى باكستان ''لتقديم النصح بصفته صديقا''، لكن ''لم تظهر اي مؤشرات حول رفع سريع لحالة الطوارئ'' رغم أن نيجروبونتي قال إنها ''لا تتلاءم مع إجراء انتخابات حرة ونزيهة''·