إحقاقاً للحق

بصفة عامة لا أحبذ أن يقوم الكاتب أو الصحفي بالإشادة بشخص ما أو الحديث عن شخص بعينه حتى لا يفهم البعض أن هناك شبهة للمجاملة أو النفاق·· ولكن هناك شخصيات لابد وأن يتوقف الكاتب أمامها خاصة لو كان متابعاً لأعمالها بشكل جيد وعن قرب· والحقيقة أنه من بين هذه الشخصيات معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة·· ومن خلال متابعتي لعمله عن قرب بحكم عملي في الإعلام السياحي، أرى أننا أمام شخصية تستحق كل تقدير واحترام، وتستحق أن نوجه لها الشكر العميق من خالص قلوبنا على ما يبذله من جهد وما يقدمه من عطاء لبلادنا·· وهذه هي الأسباب·· ربما كنت أول صحفي يجري حواراً مع معاليه وقتما كان يشغل منصب رئيس الهيئة العامة للتطوير والترويج التجاري والسياحي في مدينة العين·· وقتها لمحت الحماس والثقة·· ولمحت الطموح والرغبة الحقيقية والروح الممتلئة بالحماس في كلماته·· ومنذ أيام أعدت قراءة هذا الحوار لأجد أن معالي الشيخ سلطان بعد هذه السنوات من العمل قد تجاوز الأماني والآمال التي كان يتحدث عنها وقتها، وأن الكلمات لم تكن كلمات للاستهلاك دون أن يتبعها فعل أو عمل جاد· وشاءت ظروف عملي أن ألتقي معالي الشيخ سلطان بن طحنون في العديد من الأسفار خلال تغطية المعارض والأسواق السياحية العالمية·· كنت أتابع عن قرب مدى الحركة والنشاط والتواضع والجهد الحقيقي الذي يقوم به·· فقد استطاع في فترة قصيرة جداً أن ينمي علاقة إمارة أبوظبي بأهم الشخصيات والأسواق السياحية في العالم·· وأن يعمل على فتح علاقات قوية بوسائل الإعلام العالمية والمحلية دون كلل أو ملل من طلبات الإعلاميين المتكررة والملحة·· وتمكن بحرفية من ترك بصمات وعلامات في هذه المحافل الدولية·· تم تتويجها مؤخراً بجائزة الريادة الثقافية من الاتحاد الأميركي للفنون وذلك تكريماً لدور حكومة أبوظبي ولمساهمته الشخصية في تطوير المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات· لقد نجح معالي الشيخ سلطان بن طحنون في واحدة من أهم القضايا المحلية وهي قضية التوطين·· وذلك بتنمية الكوادر المواطنة في هيئة سياحة أبوظبي·· وإعطاء الفرص لهم للخلق والابتكار واعتمدت الهيئة بشكل واضح على هذه الكوادر·· وتعمل على تنمية أجيال جديدة·· وتوجت هذه الجهود باتفاقية تدريب 300 مواطن في متحف جوجنهايم على إدارة وتنمية المتاحف·· حتى نجد كوادر مواطنة مؤهلة عندما يتم افتتاح المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات·· وندير بأنفسنا هذه المتاحف العالمية·· وهو فكر كنا نفتقده وكنا نطالب دائماً بالتفكير في تدريب أجيال من الشباب للعمل في المشروعات القومية الكبرى·· قبل أن نفكر في هذه المشروعات نفسها·· وهذا ما حدث في سياحة أبوظبي في فترة قصيرة·· بينما فشل في جهات أخرى عديدة· ليست هذه فقط هي الأسباب التي تجعلنا نتقدم بالتحية لمعالي الشيخ سلطان بن طحنون·· ولكن هناك العديد من الإنجازات التي لا يتسع المكان لسردها·· ولكن كل ما يمكن أن يقال ان كل هذه الأشياء لم تأت من فراغ·· وإنما جاءت نتيجة عمل مخلص وجهد كبير ورؤية وأفق واسع·· وكل ما أتمناه التوفيق والمزيد من التقدم·· وحياكم الله··