السويدي: الارتباط بالدولار يسبب خسائر جسيمة لدول التعاون

قال معالي سلطان ناصر السويدي، محافظ المصرف المركزي ان دول مجلس التعاون الخليجي تتحمل خسائر جسيمة بسبب ارتباط عملاتها بالدولار الأميركي الذي يسجل هبوطاً متواصلاً في سعر صرفه منذ فترة ليست بالقصيرة، الأمر الذي وضع مسألة الربط بالدولار في موقع تساؤل الآن· وأوضح السويدي، في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر ''الإعداد للعملة الخليجية الموحدة'' الذي ينظمه مجلس الشؤون الاقتصادية لإمارة دبي، بحضور العديد من المسؤولين الماليين الخليجيين، إن الساحة الخليجية تشهد تحديات حقيقية امام قدرتها على المضي قدماً في توحيد العملة، لافتاً إلى أن إطلاق العملة الخليجية الموحدة في الموعد المحدد عام 2010 لا يخلو من العقبات· واوضح أن قرار دول مجلس التعاون الخليجي في قمة العام 2001 تسريع خطاها لإنجاز وحدتها الاقتصادية للوصول إلى عملة موحدة عام 2010 يواجه تحديات عدة، فاقمتها الأزمة العالمية، وما يواجهه الدولار -الذي تم اختياره كمثبت مشترك للعملة- من تراجع· واوضح السويدي أن إطلاق العملة الموحدة يعترضها الكثير من المصاعب، بعدما أعلنت بعض الدول عدم قدرتها على الالتزام بها في الموعد المحدد، لافتا إلى ان ولادة مجلس التعاون الخليجي كان حدثاً مهماً في منطقة تعصف بها الصراعات، غير أن ذلك لم يحل دون بروز تحديات أمام إنجاز مشروع العملة الموحدة والتي تتمثل في الحاجة إلى المزيد من الإصلاحات لإنشاء سوق موحدة، وإنجاز المرحلة الأخيرة من الاتحاد الجمركي بين الدول الأعضاء، وشكوى بعض الدول من التشدد في شروط الوحدة النقدية التي وضعت بمعايير تناسب الدول المتقدمة لا النامية· وأشار إلى ان التحدي الثالث يتمثل في،الهبوط المتواصل في سعر صرف الدولار، والذي كبد دول الخليج خسائر جسيمة، الأمر الذي يضع سياسة الربط بالدولار موضع تساؤل· وشهدت أعمال المؤتمر طرح تساؤلات عدة حول موعد الاتحاد النقدي، حيث أكد جمعة الماجد رئيس المجلس الاقتصادي لإمارة دبي ان هناك كثيرا من الأمور التي يجب ان تنجز قبل الدخول في الوحدة النقدية وإطلاق العملة الموحدة، والتي أجملها في القوانين والتشريعات المتباينة بين دول المجلس والقضايا الاقتصادية الخاصة بالبنوك والتأمين والحدود· وفي سياق منفصل أعلن المصرف المركزي أن وفد اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال اختتم زيارته إلى بعض عواصم الشرق الأقصى في بكين بتاريخ 20 نوفمبر الجاري، برئاسة معالي سلطان السويدي محافظ المصرف ورئيس اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال· واجتمع الوفد في بكين بنائب محافظ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني) سو نينغ وبرئيس هيئة الرقابة على القطاع المصرفي وبنائب رئيس هيئة الرقابة على قطاع الأوراق المالية، كما التقى الوفد بمسؤولين لدى وحدة الاستعلامات المالية الصينية ووزارة العدل وبرئيس شركة يونيون باي الصينية، التي تمتلك شبكة الصرف الآلي الرئيسية في الصين· وقد تم خلال الاجتماعات الاطلاع على النظام الصيني بشأن مواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الارهاب والتأكيد على التعاون مع السلطات الصينية في المجال الصيني وأنظمة الدفع، كما تم الاتفاق على ضرورة التعاون في مواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الارهاب من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم بين السلطات المختصة في البلدين بشأن تبادل المعلومات· حضر الاجتماعات سعادة محمد راشد البوت - سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية الصين الشعبية وأعضاء اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال وممثلو وزارة الداخلية ووزارة العدل ووزارة المالية والصناعة ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي ووحدة الاستعلامات المالية لدولة الإمارات والهيئة الاتحادية للجمارك وممثل عن الدوائر الاقتصادية في الدولة· وتعتبر بكين المحطة الثالثة والأخيرة ضمن جولة وفد اللجنة إلى بعض عواصم الشرق الأقصى بغرض التواصل وتبادل الخبرات بشأن مواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الارهاب التي شملت بجانب الصين، اليابان وكوريا الجنوبية·