رحيل العلامة الموريتاني عدود

انتقل أمس إلى رحمة الله، العلامة واللغوي الموريتاني البارز الشيخ محمد سالم ولد عدود عن عمر يناهز الثمانين عاماً• وقد تقلد الراحل مناصب عليا في القضاء والإفتاء والثقافة في بلاده، وتولى وزارة الثقافة والتوجيه الإسلامي، وعمل مستشاراً في رئاسة الجمهورية، قبل أن يهجُر المسؤوليات الرسمية في بداية التسعينيات متفرغاً لتدريس الطلبة وتكوين العلماء في محظرة والده• وقد ولد الشيخ عدود في بادية الجنوب الغربي الموريتاني عام ،1930 ونشأ بين ذويه في بيئة علمية وثقافية غنية، حيث كان والده أحد أقطاب العلوم الشرعية واللغوية في البلاد• وقد ظهر نبوغه مبكراً، فأصبح شاعراً مجيداً ولغوياً متبحراً، وفقيهاً متمكناً في مجالات العلم الشرعي• وبعيد استقلال البلاد عام ،1960 كان من أوائل الذين ابتعثوا لنيل تكوين عصري في الخارج، ثم عاد للمساهمة في إنشاء قضاء وطني• ولما أظهره من علم وحفظ وتميز نادر، أصبح ولد عدود عضواً في العديد من المجامع العلمية، وكان في الثلاثينات من عمره، مثل مجمع اللغة العربية في القاهرة، ومجمع دمشق• وقد اشتهر بتواضعه الجم وزهده وعزوفه عن الشهرة والظهور، لكنه بهر كل الذين التقوه وعرفوه أو قرأوا له، وقد وصفه عميد المؤرخين المغاربة الدكتور عبد الهادي التازي بأنه ''موسوعة تمشي على رجلين''• هذا وقد توفي الراحل في نواكشوط بعد مرض دام عدة أشهر، ومن المنتظر أن يكون تشييع جنازته مناسبة نادرة لإلتقاء أطراف موريتانية فرقتها السياسة في خضم الأزمة الحالية وما يكتنفها من انتظارات عويصة، لكونه علَماً بارزاً وشخصية وطنية يجمع سائر الموريتانيين على تقديرها واحترامها عالياً