أولمرت وعباس: لا اتفاق على بيان آنابوليس

فشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت في اجتماع عقداه في القدس بعد ظهر أمس، في تحقيق تقدم على صعيد التوصل إلى إعلان مشترك يجري عرضه على مؤتمر ''أنابوليس'' للسلام أواخر الشهر الجاري، واكتفى الزعيمان بالاتفاق على مواصلة طواقم المفاوضات المشتركة اللقاءات لبحث التحضيرات للمؤتمر· ومن المقرر أن يجتمع أولمرت الى الرئيس المصري حسني مبارك اليوم للبحث في تذليل العقبات التي تعترض المؤتمر، والحصول له على اكبر دعم عربي ممكن· وقال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية إن عباس طالب بتشكيل لجنة ثلاثية تضم السلطة الفلسطينية وإسرائيل والرباعية الدولية، للحكم على تنفيذ الطرفين التزامات خطة ''خريطة الطريق'' الدولية للسلام· وأكد عريقات في مؤتمر صحفي عقب اللقاء في رام الله المطالبة الفلسطينية بتنفيذ إسرائيل التزاماتها في ''خريطة الطريق'' خاصة وقف الانشطة الاستيطانية وفتح المكاتب والمؤسسات الفلسطينية في القدس وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإزالة الحواجز العسكرية في الضفة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية· وقال: ''ليست إسرائيل هي من يحكم على تنفيذ السلطة الفلسطينية التزاماتها في ''خريطة الطريق'' ونطالب بأن يكون الحكم في تنفيذ الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للجنة الرباعية الدولية عبر لجنة ثلاثية''· ووصف عريقات لقاء أولمرت وعباس بأنه كان ''جادا ومعمقا وصعبا''· ونقل مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم كشف هويته عن اولمرت قوله خلال اجتماع للحكومة ''تعهدنا في ''خريطة الطريق'' بعدم بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية ولن نبني ايا منها''· واضاف ''تعهدنا ازالة كل نقاط الاستيطان غير الشرعية وسنفعل ذلك· اننا لا نحيد عن مبادئنا''· وقررت الحكومة الإسرائيلية أمس الافراج عن 450 أسيراً فلسطينياً قبل مؤتمر السلام·وأشار مسؤول إسرائيلي إلى احتمال رفع العدد إلى 500 أسير· وطالبت الحكومة الفلسطينية امس، بوثيقة أو بيان إسرائيلي يتضمن التزام الحكومة الإسرائيلية بتطبيق أربعة مطالب فلسطينية واردة في خطة ''خريطة الطريق'' الدولية للسلام للمشاركة في مؤتمر ''أنابوليس''· وحددت الحكومة مطالبها بـ:التزام إسرائيل بوقف الاستيطان والالتزام بتفكيك المواقع الاستيطانية وإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة في القدس ورفع الحواجز· وفي القاهرة أعرب الرئيس المصري حسني مبارك عن تمنياته بنجاح مؤتمر ''أنابوليس'' للسلام،وقال:'' يجب علينا ألا نتوقع ان يتمكن المؤتمر من حل كل القضايا ،ويمكن ان يكون بمثابة بداية للمفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، للوصول الى هدف إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف''· واضاف :''اننا نسعى بكل جهودنا من اجل نجاح هذا المؤتمر لان فيه مصلحة '' مشيرا الى انه سيتناول موضوع هذا المؤتمر خلال لقائه اليوم في شرم الشيخ ، مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، حيث يأتي أولمرت لمقابلته قبل توجهه الى الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر ''أنابوليس''· وقال المتحدث الرئاسي المصري السفير سليمان عواد إن لقاء الرئيس مبارك وأولمرت اليوم ،يأتي في اطار جهود مصر لدفع المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ،للتوصل الى وثيقة سياسية مشتركة حول موضوعات الحل النهائي تصدر عن مؤتمر ''أنابوليس''· واوضح ان تلك الوثيقة من شأنها ان تطـــــلق مــــفاوضات جادة بأجـــل زمني محدد على مسار السلام الفلسطيني الاسرائيلي· وطالب وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط اسرائيل بتجميد الاستيطان قبل مؤتمر ''انابوليس'' وقال :''إن الاسرائيليين مطالبون بتجميد جميع الانشطة الاستيطانية قبل انعقاد انابوليس''· ولفت الى ''ضرورة اتفاق الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على تفاهمات محددة قبل ''أنابوليس'' ومن اهم هذه التفاهمات هو كيفية التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي والاقرار بأن هذا الاحتلال يجب ان ينتهي''· وقال ابوالغيط انه يجب مشاركة حركة ''حماس'' في مرحلة ما من عملية السلام ،خاصة انها تحظى بدعم من جانب الحركة الوطنية والشعب الفلسطيني· واشار الى ان ''التوصل لحل نهائي بشأن القضية الفلسطينية يعد امرا مهما وضروريا في تحقيق الاستقرار في المنطقة''· وقالت صحيفة ''هاآرتس'' الإسرائيلية امس،إن اولمرت ومبارك سيبحثان خلال القمة، تنسيق الحضور المصري في مؤتمر ''انابوليس'' إضافة إلى مجمل العلاقات والمواضيع المتعلقة بالأوضاع السائدة في قطاع غزة· ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن القمة المفاجئة بين اولمرت ومبارك تأتي كجزء من الجهد الدبلوماسي لضمان مشاركة عربية واسعة في مؤتمر انابوليس، حيث من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة يوم الخميس· وذكر مصدر حكومي أن اولمرت سيطلب من مبارك استخدام نفوذه لإقناع اكبر عدد ممكن من الدول العربية بالمشاركة في مؤتمر ''انابوليس'' وعلى أعلى المستويات الممكنة، لإظهار تأييدهم للمحادثات·