السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جامعة الإمارات تصمم برنامجاً لمعرفة المستوى اللغوي للناطقين بالعربية

30 ابريل 2009 02:29
صممت جامعة الإمارات مشروعاً يمكّن كل متحدث باللغة العربية من توصيف علمي لمستواه اللغوي الحقيقي من واقع استخدامه الفعلي للمهارات اللغوية في المواقف التواصلية• كما يساعد المشروع، وهو الأول في تاريخ لغة الضاد، في إيجاد الوسيلة العلمية الموحّدة التي تحدّد للمتكلم بدقة مناطق القوة والضعف في مهاراته اللغوية الوظيفية، ومنظومة القياس القادرة على تحديد موقعه الدقيق على سلّم المستويات اللغوية العشرة التي يفرزها الاختبار• وأكد الدكتور عبدالله الخنبشي مدير جامعة الإمارات أن دولة الإمارات كانت في طليعة الدول العربية التي تنبّهت لخطورة المشكلة اللغوية، مشيراً إلى أن القيادة السياسية الحكيمة سارعت إلى اتخاذ قرارها المهم الذي دعت فيه إلى اعتبار العربية اللغة الرسمية في جميع المؤسسات والهيئات الاتحادية في إمارات الدولة كافة، في رد فعل قوي وحاسم لمواجهة الوضع اللغوي المتردي، بعد أن تراجعت اللغة العربية في الدولة لتحتل المرتبة الثالثة في الاستخدام بعد الأوردية والإنجليزية، كما ذكر المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في إحدى الصحف المحلية، لافتاً إلى ما يعنيه ذلك من خطر على الهوية والوجود والمستقبل• وقال الخنبشي: ''إذا كانت القيادة السياسية قد اتخذت قرارها فإن تفعيل هذا القرار في حاجة إلى جهود المتخصصين الذين يقدمون المشاريع والوسائل العلمية التي تجسّد القرار في أنشطة فعلية ملموسة''• تقارير اليونسكو ولفت مدير الجامعة إلى أن أوساطا كثيرة في عالمنا العربي بدأت تتنبه إلى هذا الوضع الخطير، وتزايد ذلك مع ظهور تقارير اليونسكو التي تحذّر من انقراض عدد كبير من لغات العالم تحت سطوة العولمة وثورة الاتصالات، حتى قيل: إن هناك لغة تنقرض كل أسبوعين، الأمر الذي جعل مدير عام اليونسكو يوجه نداء إلى الحكومات ووكالات المنظمة الدولية والمؤسسات التعليمية والجمعيات المهنية إلى العمل على احترام وتعزيز وحماية جميع اللغات لاسيما اللغات المهددة بالانقراض• وأضاف الخنبشي: ''استلهامًا لهذا المشهد المتشابك، ورغبة في تقديم عمل لغوي نهضوي كبير يتجاوز التباكي والنواح على الواقع اللغوي، جاءت فكرة مشروع الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية الذي ينجز لأول مرة في تاريخ اللغة العربية''، مشيراً إلى قيام فريق من محاضري برنامج اللغة العربية في وحدة المتطلبات الجامعية العامة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، بتصميم المشروع الذي مر بمراحل من التشكل والتطور حتى تجسد مشروعًا متكاملاً• وقال الدكتور أحمد الزرعوني مدير وحدة المتطلبات الجامعية إن اللغة العربية تتجاوز دور التواصل، فهي رمز الهوية والوجود، ومستودع الحضارة، وعامل مهم لوحدتنا، ووسيلة أساسية لربطنا بجذورنا وتراثنا• وأضاف الزرعوني أن المتابع للمشهد اللغوي في العالم العربي لا يحتاج إلى بذل الجهد لكي يكتشف حالة الوهن والتراجع التي أصابت اللغة العربية، حتى غدت غريبة في أوطانها مهجورة من أبنائها، تزاحمها لغات أجنبية مختلفة، ولهجات عامية متعددة، لافتاً إلى تراجع التواصل بها، فلم تعد لغة فعالة في التواصل الشفوي حتى في معاهد الدرس والتعليم• وقال الدكتور إبراهيم محمد علي رئيس قسم اللغة العربية في وحدة المتطلبات الجامعية إن المشروع بدأ بانطلاق الدراسات النظرية للفكرة عام ،2004 عندما طرحها لأول مرة الدكتور عبد الله الخنبشي المدير الحالي للجامعة، حين وجه إلى دراسة إمكانية تصميم اختبار دولي معياري لقياس الكفاءة في اللغة العربية• وأوضح الدكتور إبراهيم أن المشروع يقدم كمنظومة متكاملة تتضمن مادة علمية تتيح للمرشحين لدخول الاختبار وغيرهم فرصة تعزيز المهارات اللغوية التواصلية• وتتكون هذه المادة من كتاب يتبع فلسفة كتب التعلم الذاتي، يقدم المعلومة اللغوية بصورة جديدة ولغة سهلة تيسّر لغير المتخصصين سبل استيعابها، كما يقدم التدريبات والإجابات النموذجية والأمثلة اللغوية الحية• كما يقدم دورات لغوية متخصصة تهدف إلى رفع الكفاءة في المهارات اللغوية الرئيسة: الاستماع والقراءة والكتابة والتحدث، يقدمها محاضرون متخصصون ذوو خبرة وكفاءة في تدريس المهارات اللغوية لغير المتخصصين، وتركز هذه الدورات على اللغة الوظيفية التواصلية وعلى تعليم اللغة العربية بالممارسة الفعلية لا بالمعلومات اللغوية المجردة• إلى ذلك، تعقد وحدة المتطلبات الجامعية- قسم اللغة العربية اليوم لقاء تعريفياً للمجموعة الأولى من المعلمين في مسرح مدرسة الآفاق النموذجية بأبوظبي من الساعة الثانية ظهراً حتى الساعة الرابعة عصراً للمعلمات، ومن الساعة الرابعة والنصف عصراً حتى السادسة والنصف مساءً للمعلمين، أما بالنسبة للمجموعة الثانية فيعقد لهم اللقاء التعريفي يوم الخميس الموافق السابع من مايو حيث أعدت الجامعة دليلاً لمساعدة المعلمين في التدريب على الاختبار• وتبدأ الوحدة بالتنسيق مع مجلس أبوظبي للتعليم السبت المقبل إجراءات اختبار قياس الكفاءة التربوية في اللغة العربية للمجموعة الأولى من معلمي ومعلمات المواد التي تدرس باللغة العربية بمدارس الحلقة الأولى ورياض الأطفال في المدارس الحكومية ويستمر حتى الثامن والعشرين من مايو بواقع يوم واحد أسبوعياً•
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©