الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نواجه العنف بنشر ثقافة التسامح والمحبة

نواجه العنف بنشر ثقافة التسامح والمحبة
18 ابريل 2016 12:35
أكدت الدكتورة نضال الطنيجي ، مدير عام دار زايد للثقافة الإسلامية، خلال حوار لـ «الاتحاد»، أن الدار تسعى إلى إرساء النهج الوسطي الذي تقوم عليه ثقافتنا الإسلامية من تسامح وإعمار للأرض تحقيقا للرؤية الرشيدة لقيادة دولة الإمارات، مشيرة إلى تنظيم مؤتمر خاص للغة العربية لغير الناطقين بها بإشراف الدار خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى اشتراك الدار مع عدد من الجهات لتأسيس أول امتحان قياس للمهارات العامة للغة العربية. وأضافت الطنيجي «أنشئت الدار في عام 2005 بموجب القانون الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهي مؤسسة حكومية مستقلة تعنى بالتعريف بالثقافة الإسلامية للمهتمين بها، وتعليم وتأهيل المهتدين الجدد، وتوفير الرعاية الاجتماعية والأسرية لهم، بجانب توعية المجتمع المحيط بهم». وحول فكرة تأسيس الدار، قالت إن الفكرة جاءت من فكر المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه حرصا منه على الحفاظ على الفكر السليم الذي يجب أن يتحلى به المسلم ، وقد تطورت الدار خلال العقدين الماضيين لتقدم خدمات تعليمية وتثقيفية ترتقي بمفهوم الدين الصحيح. ناصر الجابري (أبوظبي) وأشارت الدكتورة نضال الطنيجي إلى أن التشكيل الأخير لحكومة دولة الإمارات الذي استحدث خلاله منصب وزيرة دولة للتسامح، يدلل على الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة لمفهوم التسامح بين الجميع، ونبذ التعصب، والتعايش مع الآخر، وهذا الأمر ليس وليد اليوم، بل يعود إلى نظرة الآباء المؤسسين الذي آمنوا بأن مسار التنمية المستدامة يقوم على أركان متعددة، منها احتواء الجميع، والتعايش معهم، لذلك ما يميز مجتمع الإمارات هو قبوله الاختلافات كافة، ووجود هذا التنوع الثقافي بأمان وسلام. وأوضحت الطنيجي «الكثير منهم يتساءل في البداية عن سبب التعامل الراقي والودي الذي يميز مجتمع الإمارات، وهذه النقطة تدفعهم للبحث عن الأسباب الحقيقية، ولذلك نحن في الدار نقوم بالتركيز على جانبين مهمين، هما تعليم مبادئ الثقافة الإسلامية كالوسطية والتسامح، بالإضافة إلى موضوع الدمج في المجتمع، وتوفير الرعاية المجتمعية». وأضافت «نحن لسنا مؤسسة دينية فقط، بل مؤسسة تثقيفية، واجتماعية، ولذلك نعمل على موضوع الدمج من خلال إشراكهم في الاحتفالات، وفي اجتماع سابق مع عدد من البرلمانيين الأوروبيين كان التأكيد على أن الانتماء للمجتمع يؤدي إلى الولاء، والولاء يساهم في الحفاظ على أمان المجتمع، وتحقيق رفاهيته، ونعزز ذلك عبر تعريفهم على قيم المجتمع بهدف تنمية جوانب الولاء والانتماء». وحول برنامج اللغة العربية الذي ينظمه الدار، أوضحت الطنيجي أن اللغة جسر الثقافات، ولكي تتعرف إلى الآخر، عليك أن تتواصل معه عبر الحوار المباشر، والحوار عبارة عن لغة، وخلال الأعوام الخمس الماضية عملنا على تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والإقبال يتزايد من الجنسيات كافة، وحرصنا أن نقدم شيئاً مختلفاً عن بقية دورات تعليم اللغة عبر مسارات متعددة، فالهدف من تعليم اللغة يختلف من شخص لآخر. وأضافت «لدينا في كل فرع 10 إلى 15 دورة، والإقبال يزيد أحياناً عن قدرتنا الاستيعابية، ونحن حريصون على الالتزام بعدد معين في كل فصل حتى تُعطى فرصة أكبر للحوار المباشر، وإثراء الشخص الملتقي». وحول دور وسائل التواصل الاجتماعي، أشارت إلى أن هذه الوسائل تلعب دوراً كبيراً، فبرغم اختصار رسالتها، إلا أن لها معنى أكبر، وتستخدمها الدار للتركيز على الثوابت، والمعاني المهمة في الثقافة، ومعاني الإخلاص، والمحبة، والحفاظ على البيئة، والقصد منها إعطاء جرعة تفاؤل، ومحبة في مواجهة ظلاميّة الجماعات المتشددة، والمتطرفة. الخطاب الديني وفيما يختص بالمساجد والأئمة قالت الطنيجي: دور المسجد مهم، فله أثر في الحياة اليومية لأي مسلم، وكنّا حريصون على إبراز جوانب العمارة في مساجد دولة الإمارات، وتعريف منتسبي البرامج بها، وقمنا بعمل ورش تدريبية لأئمة المساجد بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بهدف التعريف الصحيح لدور الإمام في المسجد، وضرورة أن يكون الخطاب الديني علمي يقوم على أسس، وليس شهادة، فالدورات التعليمية تحتوي مناهج منقّحة، والثقافة الإسلامية يجب أن تدرس أسوة بالعلوم الأخرى كمنهج علمي. وأضافت: لدينا 3 مستويات من المناهج التعليمية تتمثل في التمهيدية، والمتوسطة، والمتقدمة، وقمنا بالانتهاء من مناهج المرحلة التمهيدية، وحاليا في مرحلة مراجعة مناهج المرحلة المتوسطة، وبعدها سيتم التركيز على مناهج المرحلة المتقدمة، مشيرة إلى أن المناهج تعطى بلغات مختلفة لتصل إلى المتلقي بمفهوم صحيح، وسريع. وأشارت الطنيجي إلى أن الدار تحرص على تنظيم نحو 200 فعالية سنوية، بهدف ترسيخ القيم التي نؤكد عليها من مثل التسامح، والتعايش، وتقبّل الآخر، وحملات من مثل حملة يوم البيئة، وتنظيف الشوارع، وتوعية الطلاب، تأتي بغرض توعية المتلقي بجوانب الإسلام الصحيح، وديننا الحنيف يؤكد على الأخلاق الحسنة، والتحلي بمكارمها، كما تقوم بالتشارك مع الجهات الأخرى بتنظيم الفعاليات. ثقافة بناء للحضارات وحول الوضع العام، وتفشي الجماعات المدعية للدين أشارت إلى أن الدار تحرص على ترسيخ مفهوم أن عنوان المسلم هو تعاونه، وأخلاقه، ونشدد على علاقة المسلم الجديد بعائلته بعد إسلامه، وأن يُبقي على جسور التواصل الإيجابية من بر للوالدين، وحسن تعامل مع أسرته، والثقافة الإسلامية هي ثقافة بناء للحضارات، وليس هدمها عبر جلسات ثقافية خاصة. وتابعت «تؤدي التوعية، والثقافة إلى بناء جدار معين يمنع محاولات جماعات الإرهاب من الوصول إلى النفوس، وللتعليم الدور الأكبر فهو من يخلق مساحات النقاش، ويؤدي إلى قيم الوسطية، والاعتدال». «بثقافتنا...يرتقي مجتمعنا» أبوظبي (الاتحاد) استكمالا لفعالية ثقافة كافية التي نظمتها دار زايد للثقافة الإسلامية مؤخراً، عقدت الدار ورشة ثقافية بعنوان «بثقافتنا.. يرتقي مجتمعنا»، قدمتها الأديبة الإماراتية باسمة يونس - المستشار الثقافي لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة. حضر الورشة د.نضال الطنيجي المدير العام وعدد من رؤساء الأقسام وموظفي الدار، وتناولت الورشة العديد من العناوين مثل ماهية المجتمع وماهية الثقافة ودور الثقافة في تنمية المجتمع، كما تطرقت الورشة أيضاً إلى مناقشة الظواهر السلبية والإيجابية التي تؤثر على ثقافة المجتمع والفرد. الاستراتيجية أكدت نضال الطنيجي أن الخطة الاستراتيجية للدار من 2016 - 2020 تأتي ضمن خطة إمارة أبوظبي العامة، وخلال السنوات الماضية عمل المجلس التنفيذي في إمارة أبوظبي في سبيل تسخير الجهود كافة، وتسهيلها للجهات الحكومية، ومن خلال دورنا الاجتماعي نعتزم تعزيز دور الثقافة الإسلامية في حياة الفرد، والمجتمع، بالإضافة إلى بث روح التسامح، والتعايش بالأخص إلى فئة الشباب، ولأجل ذلك قمنا باعتماد عدد من المبادرات لتحقيق هذه الأهداف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©