السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وزراء ودبلوماسيون ومثقفون يشيدون بمشروع أبوظبي الثقافي

وزراء ودبلوماسيون ومثقفون يشيدون بمشروع أبوظبي الثقافي
19 نوفمبر 2007 03:25
حسب بروتوكول زيارته الرسمية للإمارات مؤخراً ، لم يكن هناك سوى 10 دقائق فقط أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لافتتاح معرض كنوز القياصرة الروسي في أبوظبي ، لكنه أمضى نحو نصف ساعة· فالقطع المعروضة ،وبعضها كان يراه لأول مرة، أذهلته· ومثله تماما ، أمضى أكثر من 16 ألف زائر ،منذ افتتاح المعرض يوم 10 سبتمبر الماضي، أكثر مما توقعوا، بين المعروضات، التي تقدم لمحة ساحرة عن تأثير الفن الإسلامي على صناعة السلاح في عصر ما قبل المدافع والطائرات · ومع أن مسؤولي المعرض لا يحبون القول إنه الأكثر نجاحا من بين كل ما نظمته هيئة الثقافة والتراث في أبو ظبي من معارض · إلا أن ثمة ما يؤكد أنه كان ،حدثا استثنائيا في الساحة الثـــقافية بأبوظبي· لا يدل على ذلك كل هؤلاء الزوار الذين تدفقوا على قاعة العرض بقصر الإمارات طوال 70 يوما فقط· بل أيضا كل تلك الرسائل الحارة المفعمة بمشاعر الامتنان والتقدير والافتتان، التي تركها كثيرون بين دفتي الكتاب الذهبي للمعرض حتى نهايته يوم أمس· امتلأ الكتاب الذهبي - الذي يسجل فيه الزوار انطباعاتهم- برسائل بالمئات ، شغلت نحو 700 صفحة من القطع الكبير، حتى أنه بدا مثل وثيقة إنسانية عالمية أو جدارية بامتداد الكرة الأرضية، ازدانت بكتابات بخط اليد بمعظم لغات الأرض بما فيها الصينية· فتحول الكتاب نفسه إلى ما يشبه قطعة فنية متألقة ضمن المعروضات· تباينت الانطباعات وتفاوتت لكنها أجمعت في معظمها على توجيه رسالة امتنان وتقدير لأبوظبي لمبادراتها الثقافية المميزة التي تخاطب شعوب العالم على اختلاف هويتها وخلفياتها· بما يؤكد أن الرسالة التي تريد أبو ظبي توجيهها قد وصلت بالفعل· مثلا كتب أحدهم يقول ''أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى أبو ظبي لدعمـــها اللامحدود لرأب الصدع بين الشرق والغرب·'' وكتب زائر آخر' كل الشكر للإمارات لإعطاء هذه الفرصة للمجتمع لمعرفة حضارات الدول الأخرى·'' وضم المعرض أكثر من مئة قطعة من الأسلحة والدروع وأسرجة الجياد والخوذات، تعد من أفضل مقتنيات متاحف الكرملين في موسكو وبعضها لم يسبق أن غادر جدران الكرملين إلى أي مكان اخر حتى داخل روسيا· وهي كلها من صنع فنانين مهرة عرب وترك وفرس· وبعض القطع كالخناجر والسيوف كانت هدايا من الحكام والسفراء· وبعضها غنائم حرب· ورغم أن متاحف الكرملين على مرمى حجر من مكتبه ، فان الرئيس الروسي لم يشهد من قبل بعض تلك القطع النادرة، حسبما قالت الدكتورة إيلينا جاجارينا مديرة متاحف الكرملين (ابنة رائد الفضاء السوفييتي الشهير يوري جاجارين) التي رافقت بوتين خلال زيارته للإمارات ، وربما يفسر هذا إصراره على تمضية وقت أكثر من المقرر هناك خلال زيارته القصيرة جدا لأبوظبي التي استغرقت ساعات معدودة·تقول مونيت سعادة مديرة المشروع في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث '' كان من المقرر ان يكتب الرئيس بوتين كلمة في الكتاب الذهبي لولا ضيق الوقت وبعض الإجراءات البروتوكولية·'' اهتمام دبلوماسي كبير لكن الرسائل الحقيقية التي كتبها الزوار الآخرون تكشف إلى أي مدى أثار المعرض اهتماما كبيرا في مختلف الأوساط خاصة الدبلوماسية· فقد كتب فوزي فواز سفير لبنان ''أهنيء أبو ظبي على إقامة هذا المعرض الثقافي الرائع وليس هذا بغريب على توجهات القيادة الرشيدة بإعطاء الجانب الثقافي والتراثي في حياتنا اليومية حقه التاريخي·'' وقال السفير الأرجنتيني '': شكرا لإطلاعنا على تلك الثروات · أقدم تهنئتي ·'' ومن جانبه أبدا الدبلوماسي الهندي س·ك نانجيا إعجابه الشديد بالمعروضات وقال إنه ''مأخوذ'' بالمعرض· وكتب السفير الكوري جوان جوي لي ''إنه مذهــــل· أثمـــن كـــثيرا جهد هــيئـــة أبوظبي للتراث· '' وقال مسؤول بالمجلس البريطاني ''شرف لي أن أرى مثل هذه الثروة التاريخية·''· أما السفير اليوناني ج كوستاس فقد أكد أن المعرض ''هو أحد أفضل المعارض التي يمكن أن يفخر بها البلدان·'' وقالت الدبلوماسية الكندية اندريا ''إنه مميز وجميل ومليء بالمعلومات·'' وكتب الملحق الصحفي الفرنسي برنار ميشوتي - بالعربية الدارجة- ''كتير مليح '' !! ولم يكن من الممكن للمعرض أن يمر دون أن يثير ردود فعل قوية في أوساط النخبة الثقافية محليا وعربيا· وبعض الرسائل التي ظهرت في الكتاب الذهبي تشير إلى أن بعض الشخصيات العامة والإعلامية قد زارت المعرض· ومن هؤلاء وزيرة المغتربين السورية بثينة شعبان التي كتبت تقول ''إنها فكرة رائعة إقامة هذا المعرض وقد استمتعنا به كثيرا·'' كما قال الإعلامي السعودي تركي الدخيل ''الأمم المتحضرة تدور حول الحضارة والثقافة وهنا توثيق جميل للتحضر·'' وكتب المثقف الكويتي أحمد الربعي ''الحضارات الكبيرة بدأت بأفكار صغيرة· شكرا على الدقة والإبداع·'' وأكدت الإعلامية نشوى الرويني إن المعرض ''رائع ويجسد الروح الثقافية الهائلة التي تسود أبو ظبي·'' وقال على أحمد السويدي : إنه لشرف عظيم ان يعرض التراث الروسي العريق في ابوظبي خاصة سيف المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد الذي لا يقدر بثمن· وهو هدية قدمها - رحمه الله - للزعيم السوفييتي الراحل ليونيد بريجنيف· وكتب مازن العليوي رئيس القسم الثقافي بصحيفة الوطن السعودية ''جميل أن يعود المرء إلى عالم التاريخ والأجمل أن يجد ذلك في مكان عربي·'' مذهل وجميل بالطبع كان المعرض فرصة ذهبية للمختصين والخبراء والمعنيين بالفنون والمتاحف· فقد حرص فيما يبدو كثيرون منهم على زيارته وتسجيل انطباعتهم· مايكل شيفر مثلا من المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي كتب ''المعرض مذهل وجميل'' · وقال أشرف الأنصاري أمين متحف بيت القرآن في البحرين ''معرض جميل ومفيد لتوضيح حقبة تاريخية·'' وقدمت اوليشيا ستيفن من أحد المتاحف الأميركية تهنئتها بهذا ''العمل المميز'' وعموما كان أكثر ما تكرر في رسائل الأجانب هي كلمات مثل AMAZING ,FASCINATING . وهي مرادفات عدة للتعبير عن الدهشة والافتتان الشديد بالمعروضات· أما الإماراتيين والعرب فقد بدا مما كتبوا أن ما سيطر عليهم بالأساس هي مشاعر الفخر والاعتزاز بالحضارة الإسلامية التي بدت بعض آثارها واضحة في قطع المعرض· وهو ما قد يفسر جزءا من أسباب نجاحه· تقول مونيت ''المعرض كان يخاطب شيئا عند المشاهد العربي· ثمة شيء عزيز عليه وجده مجسدا في القطع المعروضة''· وذلك صحيح إلى حد كبير· فقد كتب أحدهم يقول ''يقول إنه من دواعي الاعتزاز والفخر أن نجد غالبية المعروضات من الشرق''· وقالت عفاف حسني وعائلتها من سوريا : انا فخورة بالحضارة العربية التي وصلت الى روسيا''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©