طالبت نشرة ''أخبار الساعة'' بضرورة إنشاء ''هيئة دولية'' لمواجهة الكوارث الطبيعية والتصدي لتداعياتها المدمرة، أيا كان اسمها أو طريقة عملها وآلياتها، مؤكدة أن إنشاء هيئة دولية قد أصبح أمرا ملحا وربما حتميا، ولا بد من التفكير فيه والتعاطي معه بجدية على ضوء عدد من الاعتبارات المهمة، وأول هذه الاعتبارات التصاعد الكبير والملحوظ في عدد الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم من أعاصير وفيضانات وزلازل وغيرها خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى معدل تكرارها السريع، بحيث لا يمضي وقت طويل بين كل كارثة وأخرى، وهذا يرتبط بعوامل مختلفة أهمها الخلل الذي لحق بمناخ الأرض والذي يطلق العلماء صيحاتهم وتحذيراتهم منذ فترة من أجل التصدي له ووضع الخطط والاستراتيجيات لمعالجته باعتباره يتعلق بمصير البشرية ووجودها على ظهر الأرض·
وقالت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان ''إنشاء قوة إنسانية دولية·· ضرورة ملحة'' إن الاعتبار الثاني هو الارتفاع الكبير في عدد ضحايا مثل هذه الكوارث، حيث لا يتعلق الأمر بعشرات أو مئات القتلى والمشردين وإنما بالآلاف، إضافة إلى الخسائر المادية التي تقدر بملايين الدولارات، محذرة أن هذا يعني أن ثمة خطرا كبيرا أصبح يتهدد العالم ولا بد من وضع آلية محددة للتعامل معه· وأوضحت أن الاعتبار الثالث هو أن تجارب التصدي للكوارث الطبيعية خلال الفترة الماضية قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن مواجهتها أكبر من إمكانات أي دولة في العالم بمفردها مهما كانت قدراتها، ولعل إعصار ''كاترينا'' الذي وقع في الولايات المتحدة قد أثبت ذلك بوضوح· داعية إلى تعاون دولي فعال في هذا المجال يضمن تكامل الإمكانات والقدرات وبالتالي فعالية المواجهة· وأضافت أن الاعتبار الرابع أنه على الرغم من أن كل دول العالم تحاول مساعدة المناطق المنكوبة في أي كارثة طبيعية وتتعاطف معها فإن غياب آلية للتنسيق فيما بينها يعمل على تشتيت الجهود وتضاربها في بعض الأحيان وبالتالي التقليل من فعاليتها وأهميتها، مشيرة إلى أن الاعتبار الخامس هو أن عامل الوقت يعد عاملا جوهريا في مواجهة أي أزمة أو كارثة ويتوقف عليه الكثير مما يتعلق بمستوى خسائرها وفاعلية التعامل معها، إلا أن غياب هيئة أو منظمة أو آلية دولية جامعة مهمتها وضع خطط التحرك السريع في مواجهة الكوارث تجعل التحركات الدولية مفتقرة إلى السرعة اللازمة أو التي تقتضيها طبائع الكوارث المباغتة والمدمرة·
ورأت في ختام افتتاحيتها أن الإعصار الذي ضرب بنجلاديش مؤخرا وأسفر عن مئات القتلى والمشردين والمفقودين وما زالت أبعاد الكارثة الإنسانية التي سببها لم تكتمل صورتها النهائية بعد، ويعيد بقوة طرح الاقتراح الذي سبق وأن عرضه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بعد إعصار ''تسونامي'' الشهير عام 2005 والذي قتل نحو 146 ألف شخص وشرد ملايين البشر في العديد من الدول الآسيوية والإفريقية والقاضي بإنشاء ''قوة إنسانية دولية'' لمواجهة الكوارث الطبيعية المدمرة·
عدد اليوم
