الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالمالك أشهبون يرى في الرواية مستقبل الأدب العربي

عبدالمالك أشهبون يرى في الرواية مستقبل الأدب العربي
18 نوفمبر 2007 23:32
بعد كتابه الصادر ''آليات التجديد في الرواية العربية الجديدة والذي تناول فيه أعمالاً روائية لإدوارد الخراط وصنع الله إبراهيم وميسون صقر القاسمي· يطل علينا الناقد المغربي عبدالمالك أشهبون بكتابه الجديد ''الرواية العربية من التأسيس إلى آفاق النص المفتوح''· والكتاب هو إعادة قراءة جديدة لتاريخ الرواية العربية، من منطلق تصور الكاتب العربي لمفهوم الجنس الأدبي في الثقافة العربية· تاريخ الأجناس مما لا شك فيه- كما يرى الباحث في مقدمة الكتاب - أن البحث في تاريخ الأجناس الأدبية عند العرب يعكس بجلاء نوعية طبيعة العلاقة التفاعلية القائمة بين ظهور هذا الجنس الأدبي أو ذاك، وطبيعة التحولات المجتمعية التي يعتبر النص الأدبي استجابة جمالية لها، سواء بهذه الوسيلة التعبيرية أو تلك· كما أن هذا التفاعل الفني، كذلك، هو ما يبرر وجود توصيفات مرحلية إبداعية شهيرة في تاريخ الأدب العربي من مثل: ''زمن الشعر''، ''زمن الرواية''، و''زمن الصورة'' حيث· شغل تحديد مفهوم الرواية ـ باعتبارها جنساً أدبياً ـ عدداً كبيراً من النقاد والمبدعين على حدّ سواء، مما يدل على الطابع المنفلت والمتحول الذي تتسم به الرواية، مقارنة مع أجناس أدبية أخرى (شعر، قصة، مسرحية···)· أما النتيجة التي يمكن الخلوص إليها ـ من منظور عبدالمالك أشهبون ـ هي أن هذا الجنس الأدبي عصي على التعريف الجامع، ومتحول في الزمان والمكان، ومفتوح الأمداء على آفاق جمالية متعددة؛ إنه بالأحرى: ذلك الجنس الأدبي الذي لم يستكمل بعد بنائه الفني· الابتكار والتجريب وبهذا المعنى بالذات، يظل الفن الروائي أكثر جاذبية وإثارة للانتباه، سواء بانفتاح بنائه الفني على الكثير من عناصر الخلق والابتكار والتجريب، أو بما يتيحه من إمكانات تعبيرية هائلة، وهي الخاصية الفنية التي لا تتوفر بقوة في أجناس أدبية أخرى (كالشعر والقصة والمسرحية··)؛ لأن عالم الرواية هو عالم رحب فسيح، يستطيع من خلاله الروائي الجمع والتوليف والملاءمة بين كل الأجناس الأدبية قاطبة· يأتي هذا ليثير الانتباه مرة أخرى، وفق قراءة جديدة لتاريخ الرواية العربية، إلى طبيعة تمثل مفهوم الجنس الأدبي في الثقافة العربية عامة، وكذا طبيعة وعي المتلقي بفن الرواية بصفة خاصة، وهو الجنس الأدبي الذي غدا مع مرور الزمن الفن الأدبي الأكثر تداولاً على صعيد كل من الإبداع والتلقي، إلى حد اعتباره ديوان العرب بامتياز في الزمن الراهن· دونية السرد من هنا جاء تشديد الناقد على أن التعيين التجنيسي في الرواية العربية جدير بالعناية والدرس، وقمين بقراءة فاحصة لمساراته ومرجعياته وتحولاته· فقد كان تلقي مفهوم ''الجنس الأدبي''، في أغلب المراحل الأدبية، مشدوداً إلى سلطة التصورات النقدية القبلية، جراء المفاضلات المصطنعة بين ما هو شعري وما هو نثري ، وما استتبع ذلك الإجراء في ثقافتنا العربية التقليدية، من تكريس دونية السرد (الأنواع المنحطة) مقابل الإعلاء من شأن الشعر (الأنواع الرفيعة)، وهذه الدونية لها ما يقابلها على مستوى تحفيز المتلقي للإقبال على تلقي هذا الجنس الأدبي أو الإعراض عنه وازدرائه· لذا فإن الكاتب يزعم أن هذا الكتاب هو إجابة على بعض ما نتصوره ـ من خلال استقرائنا لتاريخ الرواية العربية ـ مواقع الخلل، ومواطن التقصير التي شابت الدرس النقدي العربي في تعاطيه مع قضية التعيين الجنسي، بكل ما يثيره هذا التعاطي من تساؤلات ويقدمه من إجابات، لا شك أنها ستغني طريقة تمثل المتلقي لطبيعة التعيين الجنسي المتعلق بفن الرواية أساساً، وتدفعه، بالتالي إلى تعديل زاوية النظر النقدية بخصوص هذا الموضوع···
المصدر: المغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©