18 نوفمبر 2007 23:16
اعرب عدد من الخبراء الاقتصاديين المشاركين في مؤتمر (القادة في دبي 2007) الذي انطلق امس، عن توقعاتهم بأن تتمكن الدول العربية من توفير حوالي 100 مليون فرصة عمل جديدة خلال الفترة الممتدة من الآن وحتى عام 2020 وهو العدد الذي تقدر به احتياجات شعوب المنطقة خلال هذه الفترة·
وعزوا هذه التوقعات الى القفزات التي تحققها الدول العربية بشكل عام في النمو الاقتصادي، حيث اصبح اقتصاد دول الخليج ضمن اكبر 20 اقتصادا في العالم، فيما تستعد دول شمال افريقيا لعمليات تطوير كبيرة لاقتصاداتها من خلال فتح الاسواق وتنويع القطاعات الاقتصادية·
وتحدث خلال المؤتمر عدد من الخبراء الاقتصاديين المحليين والعالميين عن مجموعة من المواضيع الخاصة بالقيادة في مختلف المجالات الاقتصادية والتطورات الاقتصادية في عدد من مناطق العالم، فيما يتحدث اليوم الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان عن القيادة السياسية ضمن جلسات المؤتمر·
وخلال جلسة (الرواد) التي اقيمت بالمؤتمر، تحدث عبدالعزيز الغرير، رئيس المجلس الوطني الاتحادي الرئيس التنفيذي لبنك المشرق، عن مواجهة التحدي الذي يواجه الدول العربية في توفير 100 مليون فرصة عمل بحلول عام ،2020 حيث شدد على ان طبيعة التعليم الثانوي والجامعي الذي يتلقاه الشباب والشابات العرب خلال هذه الفترة وخبراتهم هو ما سيحدد مدى قدرة دول المنطقة على توفير فرص العمل لهم، مشيرا الى ان المنطقة مقبلة على تطوير شامل لسوق العمل في الوطن العربي بوظائفه المختلفة، وخصوصا في التجارة والصناعة والطب والهندسة والسياحة، وهو ما يعني ان هذه القطاعات ستكون بحاجة ماسة الى الكوادر المؤهلة والمطورة طبقا للتطور الذي ستشهده· واضاف الغرير: ''اؤمن ان منطقتنا العربية ستتمكن من توفير هذا العدد من فرص العمل في ظل القفزات التي تشهدها الاقتصادات العربية سواء في دول الخليج او دول شمال افريقيا التي تمتلك اكبر معدلات النمو للقوى العاملة بالمنطقة''، مشيرا الى ان الحكومات في المنطقة ادركت اهمية تضييق دورها في الاسواق من خلال تخصيص الشركات والقطاعات لديها لاعطاء الفرصة للقطاع الخاص للقيام بدوره في الاقتصاد·
واشار الى ان ذلك سيؤدي الى حاجة كبيرة من العمالة الماهرة والمدربة لتقوم بواجبها في عملية تطوير الاقتصاد، موضحا أن التحدي الابرز هو ان نسبة قليلة جدا من الخريجين قادرة على الدخول السريع في سوق العمل بمتطلباته العصرية، واكد الغرير ضرورة قيام المؤسسات التعليمية بالدخول المباشر في تطوير النظام التعليمي ورفع مستوى التحصيل والمهارات المكتسبة خلال السنوات الدراسية والاكاديمية، مشيرا في هذا الخصوص الى انه لا توجد مؤسسة اكاديمية عربية استطاعت ان تحتل تصنيفا متقدما بين مثيلاتها في العالم حسب التصنيف العالمي للجامعات والكليات في مجالات مثل الهندسة والطب وادارة الاعمال وتكنولوجيا المعلومات والتسويق·
ودعا عبدالعزيز الغرير الحكومات بالمنطقة الى زيادة الانفاق العام على التعليم وتطبيق خطط استراتيجية مدروسة لتوظيف الخريجين في القطاعين العام والخاص وتشجيع الشركات المحلية والاجنبية على اخذ دورها في توظيف وتدريب العمالة المحلية، كما دعا الشركات الخاصة الى القيام بدورها في تطوير البرامج التدريبية المتخصصة لكل نوعية من العمل·واشار الغرير الى ان هناك عددا من المبادرات القيادية والفعالة التي تطمح الى حل هذه المشكلة مثل صندوق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدعم التعليم العالي في الدول العربية والتي اطلقها سموه مؤخراً·
التريث في تحرير العملة
تحدث خلال مؤتمر (القادة دبي 2007) ستيف فوربس، رئيس شركة ومجلة فوربس الاميركية، حيث نصح حكومات دول المنطقة وخصوصا في الامارات والسعودية وبقية دول الخليج، بالتريث في أي خطط لفك ارتباط عملاتها بالدولار الأميركي، وقال إنه بالرغم من وجود عملات أخرى خصوصاً في أوروبا شهدت أداء قوياً، إلا أن بلدانها تشهد نسب تضخم عالية أيضا، مشيرا إلى إنه من الضروري التريث وانتظار أي توجهات مستقبلية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال الفترة القادمة ومن ثم إعادة التقييم في مثل هذه الخطوة·
وتحدث فوربس في كلمته عن أداء الاقتصاد الصيني والنمو الذي يسجله، وقال انه وبالرغم من القدرات التصديرية القوية للصين فلا تزال هناك ملاحظات بالنسبة لعدم وجود تقدم كاف في التكنولوجيا المتقدمة وقطاع الخدمات وان معظم المنتجات الصينية قائمة على التقليد وليس الابتكار·
وأشار إلى إنه من الضروري توفير تسهيلات أكبر للاستثمار في مجال الاعمال بالصين، وقال إن تأسيس أعمال بالصين بحاجة الى 13 خطوة وهناك صعوبات في عمليات التشغيل والحصول على تراخيص، مشيراً الى ان الحكومة الاميركية تضغط بقوة ايضا على الحكومة الصينية لتعويم العملة الصينية·
المصدر: دبي
عدد اليوم
