يتعرض الموقع الاميركي القتالي المتقدم الصغير ''كاهيل'' جنوب شرقي بغداد لهجمات متفرقة طوال النهار، حيث يطلق مسلحون قذائف مورتر عليه من مخابئ في زراعات النخيل والمباني المتهدمة·
وحين وصل قائد الفرقة الثالثة مشاة الأميركية الميجر جنرال ريك لينش مع مراسلين لوكالة ''رويترز'' على متن طائرتين مروحيتين إلى المعسكر بدأت موجة أخرى من الهجمات· أطلق مسلحون نيران بنادق ''إيه· كيه ''47 على الطائرتين عند هبوطهما ودوت أصوات انفجار قذائف مورتر وهز انفجار مدو الموقع· وقال لنش ''أعتقد انه كان قريبا جداً''· وهرول لينش مع المراسلين بحثا عن غطاء اكثر أمنا· وجاء الرد الأميركي سريعا ومدمراً بانطلاق قذائف المورتر ونيران المدافع الرشاشة من الموقع وإطلاق طائرة ''إيه-''10 قذائف من مدافع ''جيتلنج'' لترد أنباء عن مقتل ثلاثة من المسلحين·
إنها مواجهة معتادة في حرب العراق عندما يخرج مسلحون من مخابئهم لشن هجمات بأسلحة غير متطورة ويحاولون العودة في الخفاء قبل ان يتمكن الجيش الاميركي من الرد بنيران أشد كثافة من أسلحة اكثر تطورا· ولكن طبيعة الحرب بدأت تتغير، فبعد سنوات من الإحباط بسبب انتكاسات، انتهج الجيش الأميركي استراتيجية جديدة تشمل ارسال 30 ألف جندي إضافي إلى العراق وتوزيعهم بين الأحياء السكنية في مواقع صغيرة مثل ''كاهيل'' بدلا من تمركزهم في قواعد متقدمة كبيرة بعيداً عن التجمعات السكنية· ويقول قادته ان الخطة حققت نتائج مؤثرة· والتحقت نسبة كبيرة من القوات بفرقة لينش لمساعدته في وقف تدفق الاسلحة والمقاتلين على بغداد· وقال لينش عن منطقته ''لدينا متطرفون سنة وشيعة وما نطلق عليه اسم النفوذ الفارسي، ولكن الخطأ التركيز أكثر من اللازم على العنف الطائفي في المنطقة، فما نشهده من أعمال عنف نسبة كبيرة منها ناجمة عن وجود مجرمين وقطاع طرق يتصارعون لبسط نفوذهم وليس بسبب مقاتلين''· وأعلن لينش أن زيادة القوات في بغداد ساهمت بشكل حاسم في وقف تدفق سيارات مفخخة ومسلحين انتحاريين على العاصمة العراقية عبر نهر دجلة والحد من عمليات تهريب الأسلحة من إيران· وقال إن منطقته شهدت انخفاضا كبيرا في اعمال العنف والجريمة وخصوصاً تراجع تفجيرات القنابل على الطرق بنسبة 59% منذ بداية شهر يوليو الماضي·
لكن يتردد سؤال مهم بشأن الخطة: فهل ستبقي القوات الأميركية فترة زمنية كافية لضمان استمرار تراجع اعمال العنف؟ يقول لينش ''إن الشعب العراقي هو وحده القادر على الانتصار في المعركة ضد المتمردين· السبيل هو بناء قوات أمن عراقية يمكنها الوجود بشكل دائم''· لكن في الوقت الحالي تشكل القوات الأميركية مجموعات حراسة من السكان المحليين بعد تدريبهم وتسليحهم لتأمين نقاط التفتيش والتعاون مع القوات الاميركية والعراقية· وقال لينش إن المتابعة الامنية الدقيقة ستمنع مشاركة تلك المجموعات في تفاقم الصراعات العرقية والقبلية والإجرامية·
عدد اليوم
