أولياء أمور يتعاقدون مع معلم خصوصي واحد لتدريس كل المواد

ابتكر أولياء أمور طلاب بمدارس الحلقة الأولى في المدارس الحكومية بدبي حيلة جديدة لمواجهة غلاء أسعار المدرس الخصوصي في كل مادة دراسية على حدة، حيث استعان أولياء الأمور بمعلمي اللغة الإنجليزية لتدريس كافة المواد الدراسية لأبنائهم مقابل مبلغ مادي شامل يصل إلى 1500 درهم شهريا· وقال معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم لـ ''الاتحاد'' إنه سيتم خلال الفترة القليلة المقبلة بحث القضية من مختلف أبعادها للوقوف على معدلات انتشارها وأسبابها، ومن ثم تحديد آليات المواجهة· وقال أولياء الأمور إن اختيارهم لمعلم اللغة الإنجليزية لأداء ذلك الدور جاء لكون ''الإنجليزية'' من أكثر التخصصات التي يحرصون على تنمية مهارات أبنائهم فيها ، تماشيا مع الاهتمام المتزايد باللغة الإنجليزية مقارنة ببقية التخصصات الدراسية الأخرى· وبرر أولياء الأمور لجوءهم إلى معلم واحد لكل المواد الدراسية، بكثرة الأعباء المادية الملقاة على عاتقهم مع بداية العام الدراسي، مؤكدين أن تكلفة المعلم الخصوصي في كل مادة دراسية على حدة تستنزف طاقاتهم المادية، حيث يحصل المعلم الخصوصي مقابل تدريس المادة الواحدة لطلبة الحلقة الأولى إلى 70- 120 درهما في الساعة· من جانبه أكد طه الحمري نائب المدير التنفيذي لوحدة الخدمات الإدارية في دبي- منطقة دبي التعليمية سابقا- أن الوزارة أنشأت مراكز تقوية في المدارس الحكومية بهدف وضع حد للاستغلال الذي يمارسه معلمو الدروس الخصوصية على الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية سهلة وسلسة تمكن الطلاب من مراجعة المواد الدراسية التي قد تواجههم فيها بعض الصعوبات· وأضاف: يوجد حاليا 5 مراكز تقوية في مدارس حكومية بدبي، وتعمل هذه المراكز بنظام الدوام المسائي وعطل نهاية الأسبوع، حيث خصصت 8 ساعات في الشهر لكل مادة مقابل مبلغ رمزي يتناسب مع إمكانيات الطالب والمرحلة الدراسية، مشيرا إلى أنه يتم توزيع هذه المبالغ على المعلمين بنظام المكافأة· وأوضح الحمري أن هناك ما يعرف ''بمعلم الفصل الواحد''، وهو نظام يتم تطبيقه على دارسي الصف الأول والثاني الابتدائي في المراكز المسائية في ظل صعوبة إيجاد العدد الكاف من العلمين في كل مادة دراسية على حدة، مشيرا إلى أن هذا المعلم الذي يعمل بنظام المكافأة الشهرية لابد أن يكون من الحاصلين على شهادة البكالوريوس في ''التربية''· متابعة مستمرة وفي سياق متصل، طالب مديرو مدارس بتفعيل دور مراكز التقوية التي أنشأتها وزارة التربية على مستوى المناطق التعليمية، مؤكدين أنها ساهمت خلال السنوات الماضية في انحسار ظاهرة الدروس الخصوصية· وأوضحت أمينة صالح مديرة مدرسة آمنة بنت وهب بدبي أن المعلم الخصوصي لكل المواد الدراسية يعد استغلالا أكثر من كونه وسيلة مثالية لتقوية الطالب، مشيرة إلى أن هناك بعض الأمور الفنية في المواد الدراسية والتي لا يمكن لمعلم مادة أخرى أن يكون على دراية بها· وطالبت صالح بتشجيع مراكز التقوية ومنحها الممارسة لممارسة أدوارها، خصوصا وأن بها معلمين ومعلمات على درجة عالية من الكفاءة المهنية· وتتفق معها انتصار عيسى مديرة مدرسة ماريا القبطية إحدى مدارس مشروع الغد والتي توقف عمل مركز التقوية بها مع انضمام المدرسة إلى المشروع، موضحة أن المركز أثبت خلال السنوات الماضية أنه وسيلة ناجحة لمواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية، مطالبة في الوقت ذاته بفتح مراكز التقوية على مدار العام الدراسي وليس خلال الأسبوع الأخير الذي يسبق الامتحانات فقط، مما يتيح أمام المعلمين فرصة متابعة الطالب بشكل مستمر ودوري يساهم في مواجهة حيل عالم الدروس الخصوصية·