الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حُدوة البر.. شجن يحرّك حتى قلوب الجمال

حُدوة البر.. شجن يحرّك حتى قلوب الجمال
18 نوفمبر 2007 02:11
تعكس الفنون التراثية بأغانيها وأهازيجها ورقصاتها الشعبية، مجموعة القيم الأخلاقية والسلوكيات الاجتماعية والمفاهيم الفنية بكل ما فيها من جماليات سواء في الأداء الراقص أو الشعر البديع أو الغناء الجميل، بشكل يؤثر وجدانياً في النفس البشرية، لأن الفنون الشعبية هي إحدى مفردات التراث والثقافة الشعبية، وتعدّ ضمن وسائل الاتصال والتواصل بين الناس· يأتي فن الحُداء -يسمى بالعامية الحدوة- كأحد أشهر الفنون الشعبية في الإمارات، ويعدّ الأقدم لأنه فن معروف من زمن بعيد، وقوامه أغاني شعرية متعددة يرددها القوم وهم مرتحلون على ظهور ركائبهم، يحدون للإبل (يغنون لها كي تسير)· تسمى هذه الحدوة حدوة بر لأن أغنية سير القافلة البرية، أو أغنية سير المقاتلين إلى أرض المعركة للقاء العدو، تختلف عن حدوة بحر التي تعتبر بدورها أغاني رجال البحر من صيادين وغواصين· تُصاغ الأبيات بما يناسب البيئة من بادية وبر وارتحال، حسب الظروف التي قيلت فيها، فمنها في الفراق والشوق والحزن والشجن، ومنها في الحماسة والشجاعة والإقدام، ومنها في السعي والعمل والكفاح والشكر· يأتي هذا الفن على شكل مقطوعات قصيرة، كل مقطوعة تتألف من عدة أبيات، وتلتزم كل قطعة قافية وتتغير القافية بتغير المقاطع: هب ولفـــح مــن بـــره ياني مبرد هــــــــــــــواه بو قصــة مســــمــــــــره ومن الطيب امحشــــــاه سرت انشد عن مقره قالوا الرمــــــــل مربـــاه تنساب موسيقى الحدوة بلحن شجي يميل غالباً إلى الحزن الذي يتناغم مع الترحال والتنقل، إلاّ إذا تمّ غناء الحدوة لغرض حماسي تشجيعي، حينها تختلف نغمات الحدوة تبعاً للموقف، ويترنم بها الحدّاء الذي يسيّر قافلة الإبل، بينما تردد الجماعة غنائه من خلفه· ولعل في غناء الراحل ناظم الغزالي قصيدة قديمة يقول مطلعها: يا حادي العيس عرج كي أودعهم/ يا حادي العيس في ترحالك الأجلُ ما يؤكد قدم هذا الفن الشعبي، واعتياد العرب على الحدوِ للإبل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©