الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل القبيسي: المرأة أينما وضعت جواد فائز

أمل القبيسي: المرأة أينما وضعت جواد فائز
18 نوفمبر 2007 02:08
الدكتورة أمل القبيسي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، لها حضورها المتميز في المحافل العربية والدولية، ولها من اسمها نصيب، فهي تحمل الكثير من الأمل والتفاؤل في نظرتها للحياة والمرأة وشؤونها المختلفة، وتعكس شخصية مثقفة في مجالات عدة· أسعدتنا لغتها الجميلة وفكرها المشرق واهتمامها بالأجيال الصاعدة، هذه المزايا الأصيلة تجعلك تستبشر بالخير وترى أن المستقبل ســـــيكون مزدهرا ما دام فيه مثقفات رائدات· وأسعدتنا أكثر حين التقيناها في دبي على هامش أعمال ''منتدى المرأة العربية والمستقبل'' وخصت ''دنيا'' بهذا الحوار: ؟ المرأة الإماراتية قطعت شوطاً كبيراً في التقدم على مختلف المستويات، وفي جميع مجالات الحياة، وأنت في أول مجلس وطني تشارك فيه المرأة، هل تحدثينا عن تجربتك في هذا المجلس؟ ؟؟ الفضل في ذلك يعود لعاملين هامين، الأول يتمثل في الدعم الذي نحظى به من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، ومن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والدعم الذي حظيت به منذ فترة طويلة على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله''، وكذلك العبء الكبير الذي حملته سمو الشيخة فاطمة للنهوض بالمرأة في بلادنا عن طريق الاستراتيجيات المختلفة التي عنيت بشؤون المرأة من خلال المؤسسات التنموية المختلفة التي حاولت دعم المرأة وتنميتها في جميع المجالات· وهذا ما جعل الباب مفتوحا لمشاركة المرأة بشكل كبير وبطريقة سلسة، ومن دون أن تضطر المرأة لخوض حروب توصلها إلى حقوقها· الحقوق كانت متوفرة لها، بل إن القيادة دعمتها لتصل إلى هذه الحقوق· أما العامل الثاني فهو التعليم الذي أصبح سلاحها الذي يدعمها وينهض بها للمطالبة بتحقيق ما أصبحت قادرة على إنجازه حالياً· فبفضل دعم القيادة وتسليح المرأة بالتعليم استطاعت فعلا أن تصل وأن تكون جديرة بما وصلت إليه· أنا إحدى بنات الإمارات، وأتشرف بأن أكون أول إماراتية تصل المجلس الوطني الاتحادي، وأعتبر أنني مجرد واحدة من كثيرات استطعن التقدم في هذا المناخ الذي يسمح بتمكين المرأة حتى تأخذ دورها في دولة لا تألو جهدا لدعمها· العلم والوعي أيضاً لهما نصيب فيما نشغله حاليا· وهذا الوعي لا يأتي - مثلما يقال- نتيجة ضغط خارجي، بل ينجم عن فهم وثقافة وعلم أيضا·· وعي الرجل والمرأة معا بأهمية ممارسة المرأة لدورها، بأهمية تواجدها على ساحة العمل العام في جميع القطاعات· لو نظرنا إلى واقع المرأة الإماراتية وما حققته من إنجازات سنجد أنها محظوظة بالفعل، خاصة إذا قارناه بواقع المرأة العربية· فالإماراتية تحتل30% من المراتب القيادية، كما أن نسبتها وصلت إلى 77% من الوظائف الاتحادية وأصبحت لدينا وزيرتان، والنسبة بلغت 22% وهي أعلى نسبة تواجد في البرلمانات مقارنة بالدول العربية، وحتى على الصعيد الدولي· فالمرأة الأميركية، احتاجت إلى مئة عام حتى وصلت البرلمان وصار باستطاعتها أن تصوت وترشح نفسها أو تشارك في العملية الانتخابية، بينما تحقق لنا ذلك من أول تجربة دخلتها المرأة تصويتاً وانتخاباً، ناهيك عن أن نسبتها تقريبا بحدود 14% في الكونجرس الأميركي· في بلادنا، تم البناء على خطوات صحيحة وأساس متين، لذلك أتت إنجازاتنا بمثابة قفزات وابتدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتجربتي تعتبر شاهدا من شواهد كثيرة على هذه العقلية التي ترسخت، لدى قيادتنا ولدى شعبنا على السواء، كذلك الجيل القادم الذي يرى الآن أمهات له وأخوات يتبوأن المناصب القيادية فيصبح أكثر وعيا وفهما ودعما لدور المرأة· في أعلى الأجندة ؟ المرأة الإماراتية لم تكتف بالوصول إلى المراكز القيادية والعمل في المجال الاقتصادي، ولكنها تتفوق أحيانا في المجال الثقافي والإبداعي وقطعت شوطا كبيرا فيه، هل الاستقرار السياسي برأيك هو السبب؟ ؟؟ أعتقد أن الاستقرار السياسي عامل مهم لتمكين المرأة، فمتى كانت الدولة مستقرة سيكون التركيز أكبر لعمل استرتيجيات وتفعيلها على أرض الواقع، والاستقرار الذي تشهده دولتنا - الله يديمه- عامل مهم وراء مشاركة المرأة في الشأن العام، والمرأة (محظوظة) دائما على الأجندة بل وفي أعلى الأجندة في كل قطاع من قطاعات الدولة· وهذا يتيح لها أن تجد مكانها المناسب وأن تصل إلى ما وصلت إليه بأقل الجهود· وهي بدورها أثبتت أنها جديرة بالاحترام والثقة والدعم، لذلك نحن ندين بالفضل في كل ما نحققه لقيادتنا الحكيمة ولرعاية سمو الشيخة فاطمة، وكذلك للنساء الرائدات اللواتي ، وأيضا للواتي سيأتين بعدنا إن شاء الله ليبرهنَّ دائما أن المرأة أينما وضعت هي جواد فائز، وقادرة على تحقيــق أفضل ما تستطـيـــع من خـــــلال المكانة التي توضـــع بها· زي المرأة·· رسالة ؟ المرأة الإماراتية ما زالت ملتزمة بالزي التقليدي، هل اللباس برأيك يمكن أن يقف عائقا في وجه عمل المرأة وتقدمها؟ ؟؟ أبداً، لا أعتقد أن الحجاب أو زي المرأة وحفاظها على عاداتها وتقاليدها يقف عائقا، بل أعتقد أن المرأة عندما تحترم عاداتها وتقاليدها فهي بذلك تجعل الآخرين يحترمونها· وهذا الزي هو أهم رسالة تحملها عن دولتها، أهم من أي منصب أو أي مقعد تتبوأه لأنها تكون بذلك سبب احترام الآخرين للدولة التي تنتمي إليها وتحافظ على العادات والتقاليد الموروثة فيها· ؟ وحافظت على هذا التراث مع تخصصك في الهندسة المعمارية؟ ؟؟ أنا استكملت دراستي العليا في الخارج، وأعتقد أن الإنسان بدون جذور لا يستطيع أن ينظر للمستقبل الذي يجعله راسخا على الأرض· فأنا، احتراما لأهمية التراث لدينا والحفاظ عليه والحفاظ على هويتنا بشكل عام، رأيت أن أتخصص في المجال المعماري ومارست التدريس في الجامعة بقسم الهندسة المعمارية لمدة ست سنوات قمت خلالها بتدريس مادة الحفاظ على التراث المعماري ومواد أخرى لشريحة كبيرة من الطالبات والطلاب· لست خائفة ؟ هل لديك خوف أو قلق على المرأة الإماراتية من أن تتأثر بالجاليات المتعددة وما يحملونه من عادات مختلفة عن عاداتها؟ ؟؟ أنا معك في طرح هذه المسألة· صحيح أن مجتمع الإمارات متنوع ولديه جنسيات كثيرة، لكن الخوف من تعدد الجنسيات على المرأة الإماراتية ليس محصورا فقط بما هو موجود من جنسيات بل الخوف من تأثير الإعلام السلبي· ولكن طالما هي مدركة لطبيعة هذا الإعلام وما زالت محافظة على هويتها·· فلا خوف· ؟ هل توجد لديها مناعة؟ ؟؟ نعم، لأنها متعلمة ودخلت معترك العمل وشغلت مناصب عديدة وهي ما زالت محافظة على هويتها وعاداتها وتقاليدها· إننا نجد بعض الاختلاف ولكنه لا يبتعد عن إطار الدين والحشمة الذي تعودت المرأة الإماراتية أن تحترمه، والمناعة تعتمد على الثقافة والتربية، وعلى الهوية المزروعة في أجيال الشباب· لذلك نحن نشدد دائما على تعزيز هذه الهوية حتى لا تصبح مهمشة مع تقدم الوقت، بل تكون الأولوية لترسيخ هذه الهوية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©