الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الرياض تزدهر مع تمتع السعوديين بإيرادات نفط استثنائية

الرياض تزدهر مع تمتع السعوديين بإيرادات نفط استثنائية
18 نوفمبر 2007 00:28
المراكز التجارية ممتلئة والسيارات سريعة والأزياء على أحدث الصيحات·· الاستهلاك هو الأساس مع تمتع السعوديين بمزايا ارتفاع أسعار النفط مقتربة من مئة دولار للبرميل· فبعد أن كانت الرياض بلدة متربة وسط الصحراء قبل ثلاثين عاما أصبحت الآن مدينة لم يفلح حتى انهيار البورصة العام الماضي وارتفاع التضخم في الاشهر القليلة الماضية في وقف حمى الشراء فيها· ويقول توني مدير مطعم افتتح حديثا في قلب الحي التجاري ''السعوديون يحبون الاستمتاع بالحياة· وفيما يتعلق بالمطاعم هم يعرفون جيدا ماذا يريدون لأنهم يسافرون إلى الخارج كثيرا''· وأضاف ''الأعمال جيدة للغاية· لو لم تكن كذلك لما فتحت سلسلة مطاعمنا المزيد من الفروع في الرياض ومدن أخرى''· وفي الشرفة المزدحمة تكاد ثرثرة النساء غير المحجبات تطغى على ضجيج المرور في الشارع في أكبر مدن شبه الجزيرة العربية التي يقطنها اربعة ملايين نسمة· الوقت متأخر في المساء لكن السعوديين يقضون وقتهم في الخارج يتناولون العشاء في مطاعم المدينة ويجوبون الشوارع التي تصطف اشجار النخيل على جوانبها بسيارات ذات دفع رباعي· ومنذ ان ارتفع سعر النفط من أدنى مستوياته عند عشرة دولارات للبرميل في أواخر تسعينات القرن الماضي إلى ما يقرب من مئة دولار للبرميل هذا الشهر شهدت المدينة تحولا في ثروتها الاقتصادية وعادت إلى نمط الانفاق ببذخ الذي كان يميز السبعينات والثمانينات· وكل يوم تنشر الصحف إعلانات عن مشروعات جديدة بمليارات الريالات وهي عملة لا تظهر قوتها بسبب نظام ربطها بالدولار الأميركي· وتأسست الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض للاشراف على خطة تطوير مركز مالي وساحة تكنولوجية ونظام لمترو الأنفاق· وقال الاقتصادي احسان بوحليجة ''يمكن رؤية هذا الازدهار· الأرقام تدل عليه·'' وأضاف ''الاقتصاد السعودي سينمو بأكثر من اربعة بالمئة هذا العام والنمو في القطاع الخاص يبلغ سبعة بالمئة''· ولدى السعودية أكبر اقتصاد عربي بفارق كبير تتضاءل بجواره دول مثل مصر التي يزيد عدد سكانها عن 70 مليون نسمة بالمقارنة بعدد سكان السعودية البالغ 24 مليون نسمة· وساعد التحول الاقتصادي السعودية على تعزيز مكانتها بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على المدن الأميركية عام 2001 عندما كان 15 سعوديا ضمن 19 شابا عربيا قتلوا ثلاثة آلاف شخصا مما هوى بالعلاقات السعودية الأميركية إلى أدنى مستوياتها· وزار عدد من الزعماء الأجانب الرياض منذ أن تولى الملك عبدالله العرش عام 2005 إذ سعت السعودية لإقامة روابط سياسية واقتصادية مع الصين والهند وروسيا موسعة نطاق علاقاتها التقليدية مع لندن وواشنطن· ولكن الثروة تثير العديد من المشاكل في دولة مازالت المرأة تمنع فيها من قيادة السيارات ويفصل بين الرجال والنساء في الأماكن العامة· وبدأت مشكلات الحضر الشائعة في دول لها طابع عالمي تظهر في مدن مثل الرياض· ويقول احمد آل عمران أحد المدونين المعروفين ''ترى العديد من السيارات الفارهة والشبان يجوبون الطرق بملابس فاخرة· لكن ذلك ليس بالضرورة أمرا رائعا·· إنه يصيب المرور بحالة من الجنون''· ويتحدث معلقون سعوديون عن المخدرات ونزهات المراهقين بالسيارات والتأثيرات الثقافية على أعداد متزايدة من الشبان الذين اعتلوا موجة ثورة تكنولوجيا المعلومات· والمراكز التجارية تعرض تناقضا حادا في الازياء من نساء متشحات بالسواد من قمة الرأس إلى أخمص القدم دون أن يظهرن حتى اعينهن إلى مراهقات يرتدين الجينز ونظارات الشمس من أكبر الماركات والصرعات غير المألوفة في تصفيف الشعر على الطرق الافريقية وغيرها· ومن مشكلات البلاد المزمنة استمرار ادمانها على العمالة الاجنبية· فمازالت المملكة تستضيف سبعة ملايين اجنبي على الرغم من ارتفاع معدل البطالة· فنظام التعليم يواصل تخريج مواطنين على دراية جيدة بعلوم الدين ولكن يفتقرون للغة الانجليزية وغير قادرين على المنافسة في سوق العمل في ظل العولمة· وتقوم شركات سعودية كبرى مثل شركة ارامكو النفطية بإعادة تعليم الخريجين الجدد المعينين بها في الخارج· والتباين في توزيع الثروة يعني أن الفقر مازال موجودا في بلد تضم الأسرة الحاكمة فيه بعضا من أغنى أغنياء العالم· ويعاني المواطن السعودي العادي من ارتفاع معدل التضخم مع معرفة ان ارتفاع أسعار النفط يزيد الأغنياء غنى· وكان انهيار البورصة عام 2006 قد اطاح بمدخرات مئات الألوف· ويقول المحللون إن هذه المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية العميقة ستستمر في المملكة· ويقول المدون احمد آل عمران ''في الرياض تقام كل هذه المشروعات لكن الأمر ليس كذلك في بقية ارجاء المملكة··· سمعنا وعودا عن توازن في التنمية لكننا لا نرى شيئا منها يتحقق''·
المصدر: الرياض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©