الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دول الخليج تضخ 1,07 تريليون دولار في البنية التحتية

دول الخليج تضخ 1,07 تريليون دولار في البنية التحتية
18 نوفمبر 2007 00:25
في الوقت الذي رسم فيه خبراء اقتصاد دوليون صورة مشرقة للمستقبل الاقتصادي في منطقة الخليج للسنوات الخمس المقبلة، دعا آخرون إلى ضرورة توخي الحذر في التعامل مع التداعيات السلبية المحتملة للاقتصاد العالمي بشكل عام والتي يمكن أن تقوض فرص هذا النمو· وأكد الخبراء خلال فعاليات اليوم الأول لأسبوع مركز دبي المالي العالمي الذي انطلق أمس أن النمو القوي الذي تشهده اقتصادات الشرق الأوسط وخاصة دول الخليج نتيجة الفورة النفطية الحالية، لا يخلو من وجود العديد من التحديات التى يجب مواجهتها من أجل الحفاظ على استدامة هذا النمو لسنوات طويلة، والتي من أهمها التضخم ومسألة ارتباط عملات المنطقة بالدولار ودور الصناديق السيادية في المستقبل· وحذر روبرت شيلر، أستاذ الاقتصاد في جامعة ''يال'' من احتمال أن يمر الاقتصاد العالمي بحالة من عدم الاستقرار بسبب فقاعات التضارب المحتملة في البورصات وخاصة أسواق الأسهم والعقارات والنفط· وقال انه بالرغم من وجود بعض الثقة في نمو الاقتصاد العالمي، إلا أن ارتفاع أسعار النفط والأسهم والعقارات قد يتسبب في مشكلة حقيقية في المستقبل خاصة فيما يتعلق بمعدلات الفائدة المنخفضة، الأمر الذي يجعلنا نعود الى التفكير الفقاعي التخميني· وأضاف أن انحلال أو تفكك هذه الأسواق هو الخطر الأكثر جدية أمامها في الوقت الحاضر· وفي إطار تفسير وجهة نظره، أوضح شيلر أن أسعار النفط العالية تمثل مخاوف حقيقية للاقتصاد العالمي، لا سيما وأن الأسعار تبقى مرتفعة دائماً أو قريبة من ذلك· وأشار إلى أنه وبالرغم من أن النفط يعتبر جزءاً صغيراً من الاقتصاد العالمي، إلا أن هذا التأثير المتناقص يظل مبالغا فيه، ولا تزال أسعار النفط العالية تهدّد النمو العالمي· كما حذر أن أسواق الأسهم في البلدان الناشئة شأن الصين والبرازيل والهند ترتفع بحدة وتتوازن جزئياً بفضل النمو والعوائد الأساسية، لكنه اقترح أن هذا الارتفاع لا يتوازن كلياً من خلال هذه الأسباب· وقال شيلر: سوق العقارات هو الآخر يمثل فقاعة اقتصادية، إذ يكفي مجرد النظر إلى أسعار المنازل في هولندا والنرويج والولايات المتحدة، فالارتفاع في الأسعار تاريخياً في تلك الأسواق خلال السنوات الأخيرة يدل على أننا ''بصدد الدخول إلى عصر جديد من المضاربات في سوق العقارات بشكل غير متوقع''· وقال: ''نمر بمرحلة يبدو فيها النمو الاقتصادي قوياً، لكننا لا نفكر أن سوق العقارات لا يمكنه إلا أن يرتفع، ما يمثل استثماراً مميزاً''· وأشار إلى أن الأسواق المستقبلية تتوقع انخفاضاً في أسعار المنازل بنسبة 5 إلى 10% في الولايات المتحدة في السنة المقبلة وهكذا· وفي جلسة توقعات مركز دبي المالي العالمي لاقتصاد منطقة الشرق الأوسط لعام ،2008 رسم الدكتور ناصر السعيدي المستشار الاقتصادي لمركز دبي المالي صورة مشرقة لأداء اقتصاد المنطقة خلال العام المقبل في ظل الجهود المبذولة من قبل الحكومات وخاصة الحكومات الخليجية لتشجيع رأس المال الأجنبي وجدية عمليات التنويع الاقتصادي لدول المنطقة· وقال السعيدي إن إجمالي استثمارات دول الخليج العربي إلى جانب العراق وإيران في مجال البنية التحتية تبلغ حاليا 1,07 تريليون دولار تستحوذ دولة الإمارات العربية المتحدة على ثلثها بما يقدر بنحو 338,4 مليار دولار· وأكد السعيدي أن منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج مهيأة للاستفادة بشدة من الجغرافيا العالمية الجديدة للاقتصاد، خاصة مع تزايد الثروات والسيولة في المنطقة، لافتا إلى أن إجمالي الثروة النفطية في الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط زاد بما يقدر بنحو 30 تريليون دولار خلال الفترة من 1995 إلى ،2007 مما أدى إلى زيادة غير مسبوقة في حجم الثروات· وأضاف السعيدي أن إجمالي الأصول الأجنبية الصافية إلى الفوائض الحالية في دول مينا بلغ خلال الفترة من 2003 إلى 2007 نحو 934 مليار دولار للدول المصدرة للنفط، تبلغ حصة دول التعاون منها 702 مليار دولار، فيما تضاعفت حصة دول مينا من الاحتياطات العالمية خلال الفترة ذاتها إلى 776 مليار دولار، الأمر الذي جعل دول مجلس التعاون الخليجي قاعدة للأصول الاقتصادية· وأشار السعيدي إلى انه رغم المؤشرات الاقتصادية الجيدة للمنطقة إلا أن هناك عددا من التحديات الهامة التى تواجهها مثل موضوع التضخم وفك الارتباط بالدولار، إلى جانب دور الصناديق السيادية، لافتا إلى وجود ضغوط لفك الارتباط بالدولار في أعقاب ما تعانيه دول التعاون من هذا الارتباط وآثار التباطؤ الذى يشهده الاقتصاد الاميركي بسبب أزمة الرهن العقاري· وكان معالي الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، محافظ مركز دبي المالي العالمي قد افتتح فعاليات أسبوع المركز المالي، حيث ألقى كلمة رحب فيها بالوفود المشاركة في منتدى مركز دبي المالي العالمي الاقتصادي· وقال خلال كلمته: ''يهدف أسبوع المركز المالي إلى مناقشة التحديات وتحديد الفرص الواعدة من جهة، وإلى تأسيس منتدى يتمكن من تقييم الأوضاع الحالية والتنبؤ بالتوجهات المستقبلية، وبالتالي الانطلاق جميعاً نحو المستقبل بخطى واثقة''· وأضاف: ''لقد استقطبنا أكثر من 100 متحدث سيتناولون مختلف القضايا الرئيسية والتحديات والفرص التي تزخر بها الأسواق المالية الحالية والناشئة حول العالم· ويأتي هذا الأسبوع في فترة حاسمة، حيث تواجه المراكز المالية الرئيسية في العالم تحديات جديدة تلهب حدة التنافس بين المراكز الرائدة شأن نيويورك ولندن، وتحفز في الوقت عينه المراكز المالية الناشئة شأن دبي''· ويقدم منتدى مركز دبي المالي العالمي الاقتصادي نظرة شاملة على الفرص الاستثمارية والتوجهات في الأسواق الناشئة، مع تركيز خاص على النتائج المتوقعة لأداء الأسواق الخليجية· وفي حين تفد كمية متنامية من الاستثمارات الأجنبية المباشرة حالياً من بلدان الأسواق الناشئة، تتدفق استثمارات مساوية من دون انقطاع من الأسواق المتطورة إلى الناشئة، مع استعداد المستثمرين لموازنة التذبذب والمخاطر مقابل العوائد العالية''· ومن خلال استقطابه لنخبة من خبراء الاقتصاد والاستراتيجيات والمتخصصين في القطاع المالي والمستثمرين من شتى أنحاء العالم للتواصل مع الخبراء الإقليميين وشركاء الأعمال الرئيسيين، يحلل هذا الحدث المميز المتغيرات الحيوية لتوجهات الاستثمار في الأسواق الناشئة· كما يسلط الضوء على قضايا رئيسية منها: أفضل الفرص الاستثمارية في العام المقبل؛ وخصائص الاقتصاد الكلي التي تحدد جاذبية الفرص الاستثمارية؛ وأفضل العوائد من الاستثمارات في الأسواق الناشئة، فضلاً عن التأثير المحتمل لأزمة الرهن العقاري في عام ·2008
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©