الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات وترقب وهدوء حذر عشية انطلاق المحادثات

تظاهرات وترقب وهدوء حذر عشية انطلاق المحادثات
17 ابريل 2016 23:29
عقيل الحلالي (صنعاء) شهد اليمن تظاهرات واشتباكات متقطعة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مناطق متفرقة في البلاد أمس الأحد عشية انطلاق محادثات السلام في الكويت برعاية الأمم المتحدة بعد أسبوع على دخول هدنة هشة حيز التنفيذ. وفيما يترقب اليمنيون بقلق بالغ نتائج الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بين الأطراف المتحاربة التي تنطلق اليوم الاثنين في الكويت، ساد الهدوء الحذر أمس الأحد معظم جبهات القتال الرئيسية في البلاد الغارقة في الصراع منذ مارس العام الماضي. وتظاهر مئات اليمنيين صباح الأحد في تعز للتنديد بما تتعرض له المدينة في جنوب غرب البلاد من «إبادة جماعية» من قبل المتمردين الحوثيين وقوات صالح منذ أكثر من عام. وانتقد المتظاهرون الذين رفعوا أعلاما وطنية ولافتات معبرة ما أسموه بـ«صمت» حكومة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي على جرائم المليشيات تجاه المدنيين في تعز المنكوبة بسبب الحرب والحصار المستمر منذ سبتمبر. وعبر محتجون عن سخطهم إزاء انطلاق محادثات السلام فيما لا تزال تعز ترزح تحت القصف والحصار على الرغم من إعلان طرفي الصراع، السبت، اتفاقا لتثبيت وقف إطلاق النار والسماح بوصول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المدينة الأكبر في البلاد من حيث الكثافة السكانية. ورفع أحد المشاركين في التظاهرة لافتة كتب عليها «الهدنة لم تبدأ في تعز لتبدأ مشاوراتكم»، فيما شوهد في المسيرة طفلا يرفع صورة لآثار الدمار الذي خلفته الحرب في تعز ومكتوب عليها باللغتين العربية والإنجليزية «تعز عام من القصف والقتل والتدمير». وطالب المتظاهرون الجانب الحكومي المشارك في محادثات السلام اليمنية بعدم تجاهل معاناة تعز وسكانها، مؤكدين رفضهم لأي اتفاق لا يضمن للمدينة حريتها الكاملة ولا يعالج الآثار الناجمة عن النزاع الدامي الذي تسبب بمقتل وجرح آلاف المدنيين وخلف دمارا هائلا في البنى التحتية. ورصدت المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية أكثر من 30 خرقا ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح لاتفاق تثبيت وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ مساء السبت، فيما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن المليشيات الانقلابية واصلت «قصفها للأحياء السكنية» في المدينة. ونقلت عن مصدر محلي أن «انفجارات عنيفة سُمعت مساء السبت في أكثر من جبهة، فيما المنفذ الشرقي المؤدي إلى صنعاء والغربي المؤدي إلى الحديدة، مغلقان أمام المارة ويفرض الحوثيون الحصار عليهما». وقتل مدني مساء الأحد برصاص قناصة المتمردين قرب شارع الثلاثين غرب مدينة تعز، بحسب مصادر إعلامية ومحلية. وقال العقيد منصور الحساني، الناطق باسم المجلس العسكري الذي يقود المقاومة في تعز، لـ«الاتحاد» :«هناك هدوء حذر في أغلب جبهات القتال في تعز على الرغم من تسجيل خروقات بسيطة في أكثر من منطقة»، مشيرا الى ان المعارك توقفت في جبهات القتال الرئيسية بالمحافظة، وذكر منها وادي الضباب، حيفان، الوازعية، وذوباب. وأضاف: «يتم التعامل فورا من لجنة المراقبة حيال أي خرق يحدث هنا أو هناك»، لافتا الى أن ميليشيات الحوثي وصالح وعدت بفتح المعابر الرئيسية في مدينة تعز (خدران، الستين، القصر) في غضون 48 ساعة. وكان المجلس العسكري ومجلس تنسيق المقاومة أكدا، في بيان مشترك الليلة قبل الماضية، الالتزام باتفاق تثبيت وقف إطلاق النار، وحذرا «من أي إخلال من الطرف الأخر بالاتفاق وسيكون الرد عليه رادعا وفوريا» . كما أكدا حرصهما على «كل ما يحقق مصلحة أبناء تعز، ويخفف من معاناتهم، ويوقف نزيف الدم»، وطالبا بسرعة استكمال الخطوات التي من شأنها تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وبصورة عاجلة مع معالجة كل ما نتج عن حرب الميليشيات الانقلابية. وبارك المجلس العسكري ومجلس تنسيق المقاومة في تعز «أي خطوات من شأنها تحقيق المصلحة الوطنية»، لكنهما حثا أتباعهما على الحيطة والحذر و«الاستعداد للخيارات البديلة الضامنة لاستكمال تحرير المحافظة». وواصل المتمردون الحوثيون وقوات صالح، أمس، ولليوم السادس على التوالي، خرق اتفاق الهدنة المعلنة في 11 أبريل ووافقت عليها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وقصفت الميليشيات بالمدفعية الثقيلة مواقع وتجمعات للمقاومة الشعبية في محافظة الضالع الجنوبية على الحدود مع محافظة إب في وسط البلاد. واستهدف القصف مواقع المقاومة في قريتي يبار وظفار ومنطقة حمك شمال الضالع، وأعلن أمس في مدينة عدن (جنوب) عن وفاة جندي من قوات الشرعية متأثرا بإصابته برصاص المتمردين في جبهة مريس بالضالع. وفي محافظة البيضاء المجاورة، خطفت الميليشيات 17 شخصا كانوا على متن حافلة نقل جماعي كانت قادمة من العاصمة صنعاء في الطريق الى شرق البلاد. وشنت الميليشيات الانقلابية هجمات بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا على مواقع قوات الشرعية في بلدة صرواح بمحافظة مأرب شرق البلاد. وطال القصف مواقع الجيش والمقاومة في جبل هيلان ومنطقة المشجح في صرواح غرب محافظة مأرب المحررة معظم مناطقها في أكتوبر. وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني، اللواء الركن محمد علي المقدشي، أمس، «إن الميليشيات الانقلابية تقوم وبشكل مستمر على خرق الهدنة المعلنة من خلال اعتداءاتها المتكررة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وإطلاق صواريخ الكاتوشا والصواريخ البالستية على محافظة مأرب». وأكد لدى حضوره حفل التخرج الدفعة الأولى من الصف ضباط والذي أقيم في مدرسة القوات الخاصة بمأرب، إن «قوات الجيش والمقاومة ملتزمة بالهدنة»، مشيرا الى ان هذه الدفعة الجديدة «ستسهم في رفد قوات الجيش الوطني بدماء جديدة مؤهلة قادرة على تنفيذ المهام والواجبات خاصة في مثل هذه المرحلة التي تمر بها اليمن التي تتطلب تضافر كافة الجهود وتكامل الإمكانيات لترسيخ قواعد الأمن والاستقرار ومحاربة التطرف والإرهاب». كما خرق الحوثيون وقوات صالح الهدنة وواصلوا استهداف تجمعات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة الجوف المجاورة (شمال غرب). وذكر مصدر بالمقاومة في الجوف أن ميليشيات الحوثي وصالح فجرت الأحد منزلين ومسجدا في بلدة المتون جنوب محافظة الجوف المتاخمة للسعودية. كما سُجلت أمس خروقات للميليشيات في بلدة نهم شمال شرق صنعاء حيث نظم الحوثيون مساء الأحد تجمعا قبليا تحت مسمى «مؤتمر تهجير وحماية العاصمة صنعاء». وقال القيادي بالمقاومة الشعبية في صنعاء، محمد العرشاني، لـ«الاتحاد»: «ارتكبت الميليشيات (الأحد) خروقات عدة لاتفاق وقف إطلاق النار في نهم، بالاضافة الى استمرارها بإرسال تعزيزات عسكرية ومقاتلين» الى البلدة التي تبعد 40 كيلومترا عن العاصمة. وأضاف: «الوضع الميداني لا يشير الى ان الحوثيين والمخلوع صالح عازمون على السلام»، مبديا قلق المقاومة الشرعية من حصول المتمردين على «تنازلات» من التحالف العربي والحكومة الشرعية تمنحهم تفوقا في المعارك على الأرض. ونظم الحوثيون مساء أمس فعالية قبلية تم خلالها التعهد بحماية العاصمة صنعاء ضد أي اعتداء، وهو ما اعتبره مراقبون أفلاسا من الجماعة المتمردة بعد وصول قوات الشرعية الى تخوم المدينة التي اجتاحتها الميليشيات أواخر سبتمبر 2014. وفي جنوب البلاد، تظاهر آلاف من أنصار الحراك الجنوبي الانفصالي مساء أمس في ساحة العروض بمدينة عدن تحت شعار «مليونية استعادة وطن». وطالب المتظاهرون الذين توافدوا من مدن جنوبية عدة بفك الارتباط بين شمال وجنوب اليمن اللذين توحدا في مايو 1990. وأكد منظمون أن التظاهرة هدفت «لإرسال رسالة للمشاركين في مباحثات الكويت والعالم أن الجنوبيين تواقون للسلام والحرية ويحترمون الشرعية الدولية وينشدون العدالة». ورفع المشاركون في الفعالية أعلام دولة الجنوب السابقة، وأعلام دول التحالف العربي وشعارات شكر وعرفان للتحالف العربي على رأسهم السعودية والإمارات على جهودهما في التحالف وإعادة الأعمار والإغاثة. السعودية تفرج عن 30 أسيراً حوثياً صنعاء (الاتحاد) أفرجت السعودية أمس عن 30 أسيراً حوثياً ومحتجزاً يمنياً في عملية هي الثالثة منذ الثامن من مارس الماضي. وتسلمت جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن الأسرى المفرج عنهم وبينهم 14 اعتقلوا خلال المواجهات المسلحة الأخيرة على الحدود اليمنية السعودية. وقال المتحدث باسم جماعة الحوثيين، محمد عبدالسلام، على صفحته في موقع فيسبوك: «تسلمنا عصر (الأحد) من الجانب السعودي 30 شخصاً 14 منهم أسروا في جبهات القتال الداخلية، إضافة إلى 16 شخصاً ممن تم احتجازهم على قضايا أخرى». وكان التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية استعاد في عمليتين منفصلتين مطلع ونهاية مارس الماضي عشرة سعوديين مقابل الإفراج عن 116 يمنياً «ممن تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية، وذلك في إطار التهدئة التي سبق الإعلان عنها» مطلع الشهر المنصرم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©