الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسجد الصغير في البرية

18 نوفمبر 2007 00:00
شهد هذا العام إطلاق كوميديا جديدة في التلفزيون الكندي بعنوان ''المسجد الصغير في البرية''، البرنامج هو أحدث إنجاز مبتكر لـ''زرقاء نواز'' التي أسست شركة ''الأفلام الأساسية'' FUNdamentalist Films وأنتجت أربعة أفلام قصيرة والشريط الوثائقي ''أنا والمسجد''· لقد اجتذب برنامجها الكوميدي ما معدله 1,2 مليون مشاهد في كل حلقة، وقد قامت شركة التلفزة الفرنسية CANAL+ بتوزيعه في سويسرا وأفريقيا الناطقة بالفرنسية· عندما فكرت ''نواز'' للمرة الأولى بإعداد برنامج فكاهي تمثيلي عن الجالية المسلمة التي تعيش في بلدة كندية صغيرة، طرحت فكرتها على شركة ''ويست ويند'' للأفلام -شركة أفلام سينمائية وتلفزيونية مستقلة لها مكاتب في مدينة ''ريجينا'' بمقاطعة ''ساسكاتشيوان''- بمساعدة شريك محلي جديد، ثم قامت بعرض الفكرة على شركة تلفزيون CBC وقد استقبل الفكرة بشكل إيجابي لأنه، حسب رأي نواز، ''البرنامج هو الأول من نوعه الذي يندرج بشكل جيد مع المضمون العالمي المعاصر''· وتكمن قوة البرنامج في إيمان نواز أنه لا يمكن إلا لكاتب مسلم أن يكوّن فكرة كهذه ويطلقها، وهي واحدة من عدد قليل من هؤلاء في كندا· إن وجود منظور مسلم أمر ضروري لأن غير المسلمين لا يفهمون بصورة كاملة السلوك الاجتماعي لحياة المسلم، وهي تؤمن أن دورها يكمن في إعلام الزملاء غير المسلمين بهذه التفاصيل، وهو ما يشكل تحدياً حيث أنه يتوجب عليها البقاء حذرة ومراقبة النقاط الذكية الحساسة والمعاني الضمنية في التعامل بينهم؛ كما يستعين البرنامج بخدمات مستشارين دينيين يقومون بمراجعة النص للتأكد من أنه أصلي ملتزم في إعطائه صورة جيدة للعادات المسلمة المختلفة وأساليب الحياة· إلا أن العمل في بيئة غير مسلمة له كذلك فوائده، حيث أن ذلك يساعد على بقاء البرنامج عالمياً -حسب قول ''نواز''- ويجعل من القصص ذات علاقة بالجميع وليس فقط للمسلمين، وبينما يصبح زملاء ''نواز'' على علم أفضل بالجالية الإسلامية، يصبح بإمكانهم تولي زمام القيادة في كتابة النص، مبتعدين عن القصص التي ترتكز على قضية ما وباتجاه نصوص تعتمد على الشخصيات· وأهمية هذا تكمن في أنه لم يُقصد بالبرنامج أن يستهدف الجمهور المسلم بشكل حصري، وإنما هو ''برنامج تلفزيوني عن أناس تصادف كونهم مسلمين''· بالطبع، ليس جمهور البرنامج الأصلي مسلماً، وقد كان لذلك دون شك وقع على التفاهم عبر الثقافات، إذ نادراً ما يتعرض الكثير من الغربيين لإعلام يُظهر المسلمين وهم يتفاعلون مع غيرهم في حياتهم اليومية، وهذا ما فعله برنامج ''المسجد الصغير في البرية''، الذي يُظهرهم كأزواج وآباء وأمهات يعملون ويدفعون فواتيرهم ويتناولون الطعام معاً···الخ· ورغم أن التمثيل السائد للإسلام في الغرب سلبي إلى درجة كبيرة، إلا أن البرنامج يقدم تمثيلاً منعشاً للذين يمارسون شعائر الدين، كطبيبة ذات شخصية قوية تلبس الحجاب، وتؤمن ''نواز'' ''أن الفكاهة هي لغة عالمية تساعد على التغلب على الصور النمطية وسوء الفهم بين الشعوب''· ومن خلال الكوميديا بالذات يجتذب برنامجها مشاهدين متنوعين ويصلح الكثير من الأفكار الخاطئة· وحسب ''نواز'' فإن نجاح البرنامج الباهر جاء نتيجة لصياغة ممتازة للنص وقرار استخدام ممثلين بناءً على قدراتهم وليس على ديانتهم، فالمشاهدون يبحثون عن الترويح والنوعية البرامجية الجيدة، ويجب أن يكون ذلك الهدف الأول للمنتجين - إيجاد برنامج مسلٍ ولكن له في الوقت نفسه معنى، وعندما يتم دمج هذين العنصرين يأتي التقييم الجيد· وتعتقد ''نواز'' أن نجاح البرنامج يمكن تكراره في العالم الإسلامي بالذات، في أوساط أناس لديهم حب الاستطلاع للتعلم عن أسلوب الحياة الفريد للمسلمين في أميركا الشمالية؛ ففي كندا على سبيل المثال، هناك توجه أكبر لأن تكون المساجد مراكز اجتماعية بينما في معظم الشرق الأوسط، -حسب رأي نواز- ''تعتبر المساجد أماكن خاصة بالرجال''· وتؤمن أنه لا توجد مواضيع خارج مجال المعالجة طالما أن المرء يتوجه إليها باحترام وكرامة؛ وبرأيها، أن مواضيع مثل التمييز الجنسي والعرقي والتطرف مهمة ويجب الاعتراف بها، لأنها حية جداً في العديد من المجتمعات المسلمة، كما تؤكد أنه ''طالما أنك تظهر الاحترام وتتواصل بأسلوب مسؤول فإن لديك مجالاً واسعاً''· وإذا حكمنا من خلال نجاح برنامجها التلفزيوني، من المؤكد أن تكون ''نواز'' على حق· فرح ديب خدمة كومن جراوند الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©