الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كروز وترامب.. مَن الأكثر عداءً للمسلمين؟!

12 أكتوبر 2016 10:30
دعوة دونالد ترامب لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة حظيت بالانتباه، لكن حملة تيد كروز تتبع نهجاً أكثر بشاعة للتعصب الأعمى ضد المسلمين. فقد أعلن كروز عن فريق مستشاريه في السياسة الخارجية يوم 17 مارس. ووصف المتسابق على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الفريق بأنهم «أصدقاء موضع ثقة سيشكلون لب فريقنا الأوسع للأمن القومي». لكن الفريق يتألف من بعض أكثر المتعصبين ضد المسلمين في أميركا. ولفتت القائمة بعض الانتباه عندما تم الكشف عنها، لأن زعيمها هو فرانك جافني، الكاتب المعادي للمسلمين. لكن الحملة أدخلت في القائمة بعض المعاونين ليسوا أقل عداءً للمسلمين. ووجهات نظر جافني ومن بينها تلميحه بأن أوباما مسلم في السر، معروفة جيداً. ويدير جافني مركز سياسة الأمن المتخصص في التحذيرات الملحة من الأخطار الوشيكة المتمثلة في أن المسلمين سيفرضون تطبيق الشريعة في الولايات المتحدة. وقبل بضعة أشهر أعلن أن «أنصار الشريعة» يقومون بعمليات «استهدفت اختراق وتدمير مؤسسات مجتمعنا المدني وصناعة القرار الحكومي». وكتب يقول إن هذا جزء من مسعى جماعي من «أنصار الشريعة» ومعاونيهم حول العالم لإرغام «الكفار على الإذعان لأيدلوجيتهم المسمومة». وزعم أن الشريعة لا تستوجب على معتنقيها المشاركة في الجهاد فحسب بل «تحضهم على ضرورة فعل ذلك من خلال عنف مرعب». وقال من قبل أنه تجب محاكمة المسلمين المؤمنين بالشريعة بتهمة إثارة الفتنة. وهو يريد وقف كل أنواع الهجرة ليس فقط من سوريا والعراق، ولكن أيضا من بقية الدول الإسلامية. ووجهات النظر المتشددة في فريق كروز لا تقف عند هذا الحد. فقد اختير اللفتنانت جنرال المتقاعد وليام بويكين مستشاراً في الفريق بعد زعمه بأن «الإسلام شر»، وبأنه «ليس ديناً ولا يستحق حماية التعديل الأول» من الدستور، لأن «الذين يتبعون تعاليم القرآن يحتم الواجب عليهم تدمير دستورنا واستبداله بالشريعة»! وأنه على المسيحيين شن حملة لمنع المسلمين في أميركا من بناء أي مساجد. واثنان أيضا من زملاء جافني في مركزه، هما كلير لوبيز وفريد فليتز من فريق كروز. وتتجلى ميول لوبيز وأسلوبها في تعليق نشرته على خطبة للرئيس أوباما في مسجد في بالتيمور في فبراير الماضي. وبدأت بهجومها قائلة إن أوباما «لديه ربما ذاكرة انتقائية بشأن ما تعلمه كطالب مسلم صغير في إندونيسيا. لكن بصرف النظر عن السبب، فالرئيس أوباما تعلم مغالطات كثيرة في الحقائق». وتعليقها أظهر إحدى الأفكار الأساسية في الحركة المناهضة للإسلام، وهي أن المساجد قلاع للإرهاب ويجب ألا يُسمح للجاليات المسلمة ببنائها! وهناك عضو آخر من فريق كروز، هو آندي مكارثي المحامي العام الاتحادي السابق والذي يكتب في دورية «ناشيونال ريفيو»، وقد اشتهر بدوره في محاكمة منفذي تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993. ودأب مكارثي على الزعم بأن الإرهاب جزء من المعتقدات الدينية للمسلمين وأن هناك «وشيجة لا لبس فيها بين النصوص الإسلامية وتفوق الشريعة والإرهاب الجهادي». وحملة كروز بها أوضح صلة بالنشطاء المناهضين للمسلمين، لكنها ليست وحدها في هذا المضمار. فقد كتب وليد فارس، وهو مستشار لدونالد ترامب، أن الأصوليين الإسلاميين نجحوا في اختراق جماعات المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية وسيطروا على مؤسسات الجاليات على جانبي الأطلسي وتوغلوا في النسيج القومي. ورد الفعل الصامت على اختيارات كروز يظهر أننا نقيس وجهات النظر المعادية للمسلمين بمقياس مختلف عن ذاك الذي نستخدمه عند النظر للتحيز ضد الأقليات الأخرى. فلو أن حملة رئاسية بارزة قد ضمت مستشارين أدلوا بتصريحات مماثلة عن اليهود أو الأميركيين الأفارقة، فيمكننا القول مطمئنين إن الانتقادات كان ستكون أكثر حدة وأطول مدة. والأمر لا يقتصر على كونه مزعج من الناحية القيمية. فهناك اتفاق على نطاق واسع على أن نوع السياسات التي تروج لها الآلة المزعجة لمناهضة الإسلام، مثل دعوة كروز إلى مراقبة أحياء المسلمين وتسيير دوريات شرطة فيها، أو الحظر الذي اقترحه ترامب بمنع المسلمين من دخول البلاد.. لن تؤدي إلى نتائج أكثر فعالية في مكافحة الإرهاب. ومعاملة المسلمين باعتبارهم أعداء محتملين، يعزز الرؤية المتطرفة. وهذه المعاملة تنقل ما يريد الإرهابيون أن يعتقده المسلمون هنا وحول العالم، من أن أميركا في حرب مع الإسلام وعلى المسلمين الرد عليها. على كروز ألا ينصت لـ«مستشاري الأمن القومي»، مثل بويكين وجافني وزملائه. إن آراءهم تنتهك المبادئ الأميركية الأساسية لحرية الاعتقاد واحترام القانون والمساواة. ونصيحتهم لن تجعل أميركا أكثر أمناً. ويجب ألا يصبح أي شخص يتبنى هذه الأفكار أو يؤلفها رئيساً للولايات المتحدة. *كاتب وصحفي مقيم في ميريلاند ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©